رحلتى من الإدعاء إلى الحقيقة - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

رحلتى من الإدعاء إلى الحقيقة

ما بين الجبرية و الحتمية الكثير من الطرق التى نسير في دربها و لكن تظل الحرية المحمودة هى أول طرق سعادة الفكر

  نشر في 11 ديسمبر 2018 .

تغمرنى حالة من التشتت بين ما يجب على أن أفعله و ما أريد فعله وما بين فرصة حدوث الفعل و بين سعادتى يتلخص الكثير والكثير .


أحيانا المجتمع يحاوطنا ببعض القوانين التى يجزم علينا بفعلها عمدا دون اللجوء لأى عوامل خارجية خاصة بمشاعر و نفسية تلك المقنن عليه الأوامر ، لم يكن بوسعنا سوى التنفيذ نعم نحن نستسلم من قلة حيلتنا في الرفض فنستجيب لتلك القوانين نفعلها بحذافيرها كما فرضت علينا .


ففي الزواج يقنن بعض القوانين المجتمعية و العرفية مثل : 

• التأخر بالعمر يجلب لك المضايقات من المحيطين و يجلب لك الأزمة الأكبر و هى أزمة العنوسة !


• التأخر بالحمل يجلب إليكى اللوم المصاحب بإتاحة فرصة الزواج من أخرى تجلب ما فشلتى عن فعله

( و كأن في تلك اللحظة تناسينا قضاء الله في إختيار البشر و أنه وحده مقسم الأرزاق على سائر عباده ! )


• الخيانة جرم لا يمكن الإستهانة به و إلا من يفعل ذلك مثله مثل الحيوانات فشهواته هى من تسيره ، ولكن حينما يخون الزوج نبدأ باللوم على الزوجة ( بالطبع لم تكونى محل إحتواء كافي له ، ماذا يشغلك عن زوجك ؟! ، لم لا تقومى بالإهتمام بنفسك بشكل كافي ؟! ) ، 

و كأننا نبيح لطرف الجرم و نذنب طرف آخر بالرغم من أن الجرم واقع على الطرفين لأنه جرم إنسانى و أخلاقي .


• الطلاق له بعض القوانين المجتمعية مثل عدم أحقية المطلقين و المطلقات سوى بالزواج بمن يقبل بهم فقط ( و كأن الطلاق أصبح وصمة عار في صحيفتهم بالحياة ! ) لم يتيح لهم المجتمع فرصة إختيار شريك حياة جديد بصدر رحب و أريحية و تقبل الخسارة لإستقبال إنتصار آخر يمكن أن يكلل بتجربة أخرى .


هذه فقط قوانين المجتمع والعرف بالزواج و لكن يوجد الكثير و الكثير من القوانين في شتى جوانب الحياة مثل :


• البدانة تعد بمثابة عيب خلقي في نظر المجتمع لتأتى بقانون عدم إتاحة الفرصة لأصحابها بحق الإختيار لأنها عيبا يلاموا عليه ، مثل : عدم الزواج إلا من نفس الفئة , نظرة المارة شظرا لهم و كأن بهم شيئا غريب عن سائر البشر ! ، النصائح التى لا تمت لفئة النصائح بصلة فهى إنتقاد لاذع متخفي في ثوب النصيحة الذى يكن عادة متمثل في بعض المصطلحات مثل : يمكن أن تقللى وجباتك أكثر من ذلك ، أعتقد أن البدانة تعسر حدوث الإنجاب ، لابد أن تخسرى الكثير من الوزن ، حقا هذا عمرك ولكن لم تبدين أكبر عن هذا العمر ؟!!


• و لم تسلم النحافة أيضا من القوانين فهى الأخرى موضوع لها قوانين مصحوبة بنقد لاذع مثل : يبدوا أن الجميع يأكل طعامك ، لابد أن تسمن/تسمنى بعض الشيء ، يا الله أنت نحيل/ة جدا ! ، والكثير والكثير من التعليقات المتخفية في النصائح و لكنها لا تمت للنصيحة بصلة .


و هناك العديد من الأمثلة الأخرى في كافة أنواع التمييز العرقي و الدينى و الطبقي ..الخ .


و بالرغم من تنفيذى لتلك القوانين تفاديا لمهاترات من حولى و تفاديا لإزعاجى لكنى ما أكتشفته أن هذا هو مصدر إزعاجى الحقيقي !


أنا لم أفعل ما أريده أو بشكل أوضح أنا لم أفعل ما يسعدنى أنا أفعل فقط ما يسعد من حولى ، أفعل ما يجعلهم يشعرون بالرضا و كفي و لكن أين أنا ؟!

أين ما أريده أين ما يسعدنى حقا ؟!


ثقافة القطيع بالطبع الخوض فيها أشد ألما بكثير من الخوض في طريق التمرد ، أنا لم أقصد التمرد السلبي الغير مبرر على كل و أى شيء ، ما أعنيه هو التمرد الإيجابي المنطقي بهدف التغيير للأفضل و حجب الأعين التى تنظر لنا شظرا حينما نسعي في كل خطى صحيحة لسلك درب النجاح .


ثقافة القطيع تكون بمثابة حجب كل الحواس عن ما يمكن أن يجعلها مميزة لأن كل منا مميز بشكل أو بآخر في شيء ما يجعله منفرد به عن غيره ، و لكن ثقافة القطيع تقتل تلك التميز بسلاح الإنحناء و الإستسلام الغير مبرر 


و الآن و بعد حجبي عن تلك الثقافة التى أزال أحاول الإبتعاد عنها بقدر المستطاع أنا أصبحت على غير ما كنت عليه ، أصبحت لدي إستقلالية تامة في جوانب الحياة الأساسية :


لدى وجهة نظر مستقلة غير متبعة أسير على نهجها و أبحث عن ما ينميها أكثر فأكثر .


إبتعادى عن ثقافة القطيع جعلتنى في حالة سلام داخلى تجاه ذاتى فأنا لم أشعر أننى في سباق متزامن في الحياة أو منافسة و صراع لإثبات صحة نظرياتى لأن ما يعنينى هو نظرتى تجاه ذاتى و ليس مجرد إفتعال الأفعال لتلقي عبارات مدح لى طيلة الوقت من المحيطين .


أسير على خطى عقلى و ما يستفتيني به قلبي لخلق كيان مستقل و بناء رؤية لى تجعلنى فخرا تجاه ذاتى ، لأن رؤيتك لذاتك هى إنعكاس لرؤية المحيطين بك .


إستقلالية أفكارى جعلتنى لا ألتفت يمينا و لا يسارا لأترقب نظرات الجميع لى ، لم تكن مخالفة الرأى هى الوسيلة التى أنتمى إليها لجذب الإنتباه لى ومع ذلك فأنا لا أتبنى آراء أحد مادمت على غير رضا بها فقط لأطيعهم !


أصبحت أتفادى الجدال مع الحمقي و الجهلة من مبدأ و أعرض عن الجاهلين .


أنتقي المحيطين بي بتمعن فأنا لا يروقنى الإختلاط بالتعساء و المحبطين 


لا أحاول أن أستعير أفكار من أحد لبناء كيان مزيف ، فأنا مؤمنة بأن التجارب الحياتية و الثقافة هى سند الشخص الذى يحتكم عليه طيلة حياته في التفكر والتدبر .


أسعى و أحاول جاهدة لرؤية الأشخاص بجمال باطنهم لأن الجمال الذى نظهر رؤيته بهم سينعكس على أفعالهم تجاهنا ، تذكر جيدا أن كُلٌّ يرى بعين طبعه !


رحلتى من الإدعاء إلى الحقيقة التى لازلت أخطو خطواتها في درب مسيرتى بالحياة تجعلنى في كل يوم أدرك جيدا بأن رضا الناس لا يجنى لك شيئا ما دمت لم ترضي أنت بنفسك .


لذلك في طريق رحلتى من هذا لذاك أقول اليوم بكل يقين : عفوا أيها العرف الخبيث ( و ليس الحميد الذى نشأنا عليه ) فأنا لم أعد قادرة على الإدعاء و السير على نهج القطيع أكثر من ذلك .


إن الحقيقة دائما تكون ملجأ الإنسان الوحيد للوصول إلى راحة البال المسببة للسعادة ، لذلك الآن و أنا على يقين تام أكون قادرة على أن أعترف اليوم بأننى أخطى أول خطواتى للسير بالطريق الذى يشبهنى الذى قمت برسمه لنفسي و ليس من تقوموا أنتم برسمه لى الطريق الذى سأبنى فيه كل أركان شخصيتى :

قوتى و ضعفي وكيانى و كينونتى و قناعتى و آلامى و أملى و آرائي و مناقضاتى بعض الوقت هو الذى سأشكل فيه حزنى و بالطبع سيكون هو الملجأ لسعادتى . 



  • jihad elkady
    ضع قليلا من العاطفة على عقلك حتى يلين و قليلا من العقل على قلبك كى يستقيم
   نشر في 11 ديسمبر 2018 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا