على مر حقبات من الزمن كانت القدس قبلة للمسلمين و منار العارفين و منبر المسبحين ، ليست تجد لها الأيام متنفسا ليعيش المقدسيون حياتهم مثلهم مثل أي شعب في بلده يريد الشعور بالانتماء لوطن حقيقي ، اتفاقيات أوسلو جعلت من القدس طعما محتكرا من غير لوم أو تنديد ، انتقلت الى عصر الحصارات المستمرة على مداخلها لتوحي أن هذه القدس ليست للمسلمين و تنبىء بحرب مشتعلة النيران كلما تم استفزاز الأقصى .
من أين نبدأ لنحكي حكاية وطن جريح ، هل من اتفاقية السلام و لا وجود أصلا للسلام بل اتفاقية احتكار و استغلال ، أم من حوارات ثرثرة الكلام و الهدف قد تم تسطيره ، هكذا يعنون الاستعمار مراده بكلام لطيف للفاهمين ليعرفوا ان السلام هو بداية الاتفاق على الاستغلال و التقسيم و من ثم اعلان العاصمة الأبدية لمن لا اقرار دولي بوجوده ، هكذا تريد اسرائيل و هكذا يريد كل تواطأّ معها .
أين المسلمون هنا من معادلة الشعور بالقضايا المقدسة و أنفة استرداد الممتلكات و الأراضي و الحريات ؟ ، ليست القدس لوحدها من تريد لها الخلاص و انما بداخل كل مسلم لهيب اشتعلت نيرانه ولعا و أسى لاغتصاب القدس عنوة بل قوة و اقرار سيادة مثلى عالمية في أن تكون عاصمة لمن لا وطن له حتى تصبح وطنا و أرضا و دولة لكيان يبحث له دائما عن مخبأ يختبىء فيه عن أنضار العالم في أن يرسم القدس عاصمة أبدية له.
أي حوار سينفع حتى يتراجع المقررون عن تعليماتهم و نواياهم ثم أي سلام سيبدد الغيم عن منتهزين للقانون و للأعراف الدولية ، هم هكذا حيث يكمن الحق لهم و لو باطلا يرسمون قانونا و حقا مشرعا ، فهل سيسكت المسلمون على أن تكون القدس عاصمة لإسرائيل؟
أعتقد بل أرى يقينا أن كل ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة و لا حديث عن اتفاقيات سلام او نقاشات سلام لأن هذا السلام بالذات هو عدو للاستقرار و الشرعية فلا تثقوا في كل ما قيل و سيقال عن اتفاقيات السلام او حوار السلام حتى لا تنخدعوا في تطبيقات السلام الحقيقية لأنها ان استمرت ستصل الى أن يتم استفزاز القدس حتى النهاية ،و من يحميها من نوبات الظلم المتكررة باسم السلام ؟.
-
د.سميرة بيطاممفكرة و باحثة في القضايا الإجتماعية
التعليقات
واحببنا صوت اذانها
وركعنا سجدا بأرضها
ستبقين شامخه ولو زمان جار عليك
مقال جميل
تحياتي لك
شكراً لك أستاذتي على هذه المقالة
عبرتي عما يدور بخلدي و خلد كل مسلم و عربي في هذا المقال الجميل , بالتوفيق .