حوار الحضارات أم مصادمة الإسلام - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

حوار الحضارات أم مصادمة الإسلام

حوار الحضارات كذبة مزخرفة

  نشر في 09 شتنبر 2015 .

صراع وتصادم الحضارات ماهو في حقيقته إلا عنوانا لصراع الأديان وما يرتبط به من إشكالات الفكر والهوية، ورغبة كل طرف في فرض حضارته وفكره ودينه وهويته، بما اتفق له من أسباب واجتمع لديه من وسائل.

ودعوة الغرب للحوار الحضاري والتقارب الديني العالمي ظاهر غايته تحقيق التقارب بين أديان العالم الإنساني وحضاراته، لكن حقيقة غايته الإستراتيجية حرمان المسلمين من تحكيم قانون دينهم، وتنصير وتهويد وتغريب أتباعه، حتى لا يكون الدين عند المجتمع العالمي الإسلامُ،..هكذا يبدو لي حوار الحضارات في أبعاده البعيدة التي تخفى عن البعض ولا يقتنع بها بعضهم الآخر.

مع أن الإسلام لا يمنع الحوار الديني والحضاري مع الآخر؛ إذا تحققت شرائطه ومواصفاته، واستجمعت قيوده وضوابطه في تحقيق الإصلاح والأمن والسلم والإستقرار العالمي، لكن الواقع لا يرحم أحدا، وتنكشف حقائق مشاهده المثيرة ولو بعد حين.

إن الغرب الرسمي بمؤسساته وزعاماته طامحٌ في مشروعه - الحضاري جدا !! - لتفريخ إسلام جديد يخدم طموحه المقدس، بإثارة النعرات والنفخ في رماد الثورات، وإفراغ دين الإسلام من تعاليمه وأحكامه التي لا تخدم مصالح الغرب المُحاور.

اليوم نجد الغرب الذي يدعوا إلى إلى الحوار؛ يُواصل ضغطه على حكومات الدول الإسلامية من أجل تعديل منظوماتها المدرسية – الدينية تحديدا -، وتخليصها من النصوص الشرعية التي تُعادي الآخر، وتدعوا إلى جهاد كفره ومُدافعة ظلمه. بل لو كان الأمر بيد الغرب لوضع للعالمين قرآنا جديدا يُداهن الآخر، ولا يرى مانعا من الذوبان في دينه وحضارته دون أدنى محاذير أو قيود كتلك تفرضها نصوص القرآن الكريم.

للأسف تحدّى الغربُ دول العالم الإسلامي عام 1999 بإصدار قرآنه الباطل الذي أثار ضجة كبيرة، واسمه: "الفرقان الحق - The True Furqan"؛ الذي اعتبرته أوساط المسلمين الأمريكيين "خدعة" وهو الذي عليه المسلمون قاطبة؛ حتى أولئك الشرذمة القليلون الذين قالوا بتحريف القرآن الكريم تعتبر هذا القرآن المزعوم فرقانا للباطل وليس الحق؛ فالحق ظاهرٌ أبلج، والباطل زاهقٌ لجلج.

عندما طُرح هذا القرآن المزعوم، نسف مساعي الحوار الديني والحضاري والثقافي الذي تبناه الغرب ولا يزال، يضحكون على أذقان المسلمين.. لفقوا قرآنا بعقائد المسيحية المنافية لعقيدة التوحيد الإسلامية، ويدعون إلى تنصير المسلمين بقرآن مُشوه لا يمتّ إلى السماوية بصلة تذكر لا من قريب ولا من بعيد.

أيضا، إن احتلال الولايات المتحدة الأمريكية لبعض دول الإسلام تحت ذريعة محاربة الإرهاب، وترك نفسها وأذنابها وعملائها وحلفائها تعيث في أرض المسلمين فسادا تحت عنوان تحرير الشعوب الإسلامية من دكتاتورية حكامها، وتكريس الحرية وتعزيز الديمقراطية؛ كشف عن نية الغرب الطامع في خيرات البلاد المسلمة المترامية الأطراف، والطامح إلى إفساد المسلمين حتى يتخلوا عن دينهم أو يهلكوا دونه، ثم يقولون حوار الحضارات والأديان..!!

يدعون إلى حوار الأديان، ويتقمصون دور المُحاور المسالم، لكنهم لا يتركون مسلكا إلا سلكوه لمصادمة الإسلام وحرب المسلمين.

هي حرب على الإسلام موقدة، لن يخمد أُوارها حتى يأتي ما وعد الرحمان جلّ وعلا، وتتحقق دلائل النهاية التي أخبر بها الله جلّ في العلا، ونبيه المصطفى عليه الصلاة والسلام..وهم يعلمون خبر النهاية لكنهم يتأولونها بنصوصهم المحرّفة.

د/ عبد المنعم نعيمي

كلية الحقوق- جامعة الجزائر 1



  • 3

  • عبد المنعم نعيمي
    وما من كاتبٍ إلا سيفنى *** ويُبقي الدَّهرَ ما كتبت يداهُ *** فلا تكتب بخطك غير شيءٍ *** يَسُرّك في القيامة أن تراهُ
   نشر في 09 شتنبر 2015 .

التعليقات

Heba Hamdy منذ 9 سنة
حديث جلي صحيح ..لكنني لا احب الركون علامات النهاية والى أن يظهر من يخلصنا ويظهر الله الحق على يديه ..أتساءل دوما ماذا قدمنا نحن لديننا .. نحن لم نعد حتى مسلمين كما ينبغي ..
0
عبد المنعم نعيمي
شكرا على مرورك..لكن أريد توضيح مسألة، لا أقصد من وراء حديثي الركون إلى التسليم للآخر والاستسلام له، يفعل فينا ما يشاء من إذلال وإخناع وإهانة، حتى يأتي الفرج والنصر والخلاص. بل أشرت فقط إلى حقيقة من حقائق آخر الزمان التي صحت فيها نصوص شرعية من السهل الإطلاع عليها..وهي حقيقة النهاية التي سيحق فيها الحق ويبطل الباطل.
إن المتعيّن اليوم على أممنا ودولنا أن تأخذ بأسباب النصر لتنتصر، وقبل ذلك أن تلم شعثها وتتجاوز خلافاتها؛ لأن تشرذمهم هو الذي صنع الفارق بين عدوهم وبينهم..فصاروا هدفا سهلا، لا يستقيم لهم عود إلا وينكسر. مرة أخرى شكرا على هذا التفاعل الإيجابي
Heba Hamdy
شاكرة لك على التوضيح .. وأمتعني وافادني قراءة مقالك

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا