محقق الشرطة الذي اختطفته الحياة
نشر في 08 مارس 2015 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
كم تمنيت في صغري أن أكون محقق شرطة عندما أكبر، ربما لـ سينشي كودو والافلام البوليسية التي كنت اشاهدها بين الحين والاخر تأثيراً علي، لكنّي رغبت بذلك رغبة حقيقية، في مقتبل نضوجي أيقنت أني لن أكون ضابط ’شريف’ وأحيا حياة ’كريمة’ في آنٍ واحد، هذا ما يحدث في مصر التي احمل جنسيتها ولم اختر ذلك، فتمنيتُ أن أكون طياراً، بدأ هذا الحُلم يزدهر في عيني، بالطبع مدارس الطيران في المنطقة العربية لن استطيع سداد مستحقاتها ولو جمعت دخل اسرتي بالكامل لخمس سنين قادمة، وحتى تلك الرخيصة في دول جنوب شرق آسيا لم يأتني عنها انطباعات جيدة أبداً، لم أجد بُداً من تقبّل الواقع، تخرجت من الثانوية مع أصدقاء هم أفضل من رافقت، اعتقد أن كل واحدٍ فيهم كان قد وضع مسبقاً كلية نصب عينيه للإلتحاق بها، كنت أتجنب الخوض في أحاديثهم عن المستقبل، وكان أصعب سؤال يوجه لي هو: ما هي الكلية التي نويت الالتحاق بها؟ .. كنت استجمع كل مهاراتي في تغيير المواضيع وتشتيت انتباه المتحدث في تلك اللحظة، وعن شخصٍ حُرِم من شغفه الحقيقي لم يجد ما يملئ فراغه الداخلي الكبير، اضعت قرابة السنتين متنقلاً من كلية لأخرى ومن جامعة لأخرى، التحقت خلالها بأربع كليات على رأس كل فصل دراسي، وأساليب خروجي منهم مختلفة، لم أجد مخرجاً من إلحاق نفسي بكلية لم احبها ولن احبها فقط ارضاءً لوالداي ولحفظ ماء وجهي أمام هذا المجتمع البائس حتى لا يقترن اسمي بالفشل في نظرهم، وها انا الآن في طور إكمال مشواري الجامعي الذي حتى لو تخرجت منه بإمتياز، لن أشعر بالرضا أبداً عن نفسي، فهذا الإنجاز لم اختره، وهذا النجاح لم أُرِده، طريقٌ سلكته مرغماً ووصلت لنهايته، أو ربما افرح لأني انتهيت منه.
ما زلت أبحث عن شغفي، عن ما يمكنه ملئ فراغ كياني، وحُبِّبَت إلي الكتابة، فهو متنفسي الواقعي الوحيد الذي رأيتني مدمناً عليه، ربما أكونُ كاتباً يشار له بالبنان يوماً، على الأقل ... هذا ثالثُ ما أصبو إليه.
-
ابراهيم الطاويابراهيم الطاوي، تركي الجذور، مصري الولادة، حجازي النشأة، مدون منفرد، مهتم بالفن السابع، شغوف بكرة القدم، ادرس ادارة الاعمال بجامعة طيبة. دعمك لي يجعلني اقوى، وانتقادك لي يجعلني اكثر اصراراً على النجاح.
نشر في 08 مارس
2015 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022
.
التعليقات
سلطان آل يحيى
منذ 10 سنة
ستكون كما تحب، بكلماتك ستصنع طائرة الأفكار وستقودها إلى حيث تطمح، إلى تحقيق الذات واحترام المحبين للكلمة والإبداع والفكر، إن شاء الله.. رائع يا برهوم
0
لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... ! تابعنا على الفيسبوك
مقالات شيقة ننصح بقراءتها !
مقالات مرتبطة بنفس القسم
مجدى منصور
منذ 3 شهر
د. محمد البلوشي
منذ 7 شهر
جلال الرويسي
منذ 1 سنة
ابتسام الضاوي
منذ 1 سنة
مجدى منصور
منذ 1 سنة
Rawan Alamiri
منذ 1 سنة
مجدى منصور
منذ 1 سنة
ما بين التثقيف والتصفيق فى الجمهورية الجديدة!
دائماً ما كانت «الأنظمة» تستخدم «المثقفين» للترويج لأعمالها ومشروعاتها(هذا إن افترضنا أن هذا النظام يمتلك مشروع بالفعل)، ولكن فى الماضي كانت هناك أنظمة «عاقلة» ومثقفين «موهبين» قادرين على الحفاظ على الحد الأدنى من «الاحترام» والمعقولية فى «الطرح» و فى مستوى
ابتسام الضاوي
منذ 1 سنة
مجدى منصور
منذ 1 سنة
محمد خلوقي. Khallouki mhammed
منذ 1 سنة