نشأة الموسيقى الانطباعية وعلاقتها بالفن التشكيلي
نشر في 27 مارس 2019 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
لمحت في ذهني فكرةً أثناء مروري بمنزل يصدر منه ضجيج و مقطوعة موسيقية أعرفها جيداً لديبو سي ، فسلوكه التصويري واضحاً كوضوح فكرته الخيالية ! ، قبل تحميلها وتخزينها في هاتفي استقوفتني جملة ( الانطباعية في موسيقى ديبو سي ) لم أسمع بها من قبل لطالما اعتقدت بأن الانطباعية فكرة انسكبت على لوحات كلود مونيه وخصوصاً في لوحته الشهيرة (انطباع ، شروق الشمس )
ولكن ماعلاقة هذا بالموسيقى ؟
لنتعرف على مفهوم الانطباعية أولاً
" ﺍﻻﻧﻄﺒﺎﻋﻴﺔ ﻣﺪﺭﺳﺔ ﺃﺩﺑﻴﺔ ﻓﻨﻴﺔ، ﻇﻬﺮﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺼﻒ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ ﻓﻲ ﻓﺮﻧﺴﺎ، ﺗﺮﻯ ﻓﻲ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ ﻭﺍﻻﻧﻄﺒﺎﻉ ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﺍﻷﺳﺎﺱ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﺍﻟﻔﻨﻲ ﻭﺍﻷﺩﺑﻲ، ﻻ ﺍﻟﻤﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﻌﻘﻼﻧﻲ ﻟﻸﻣﻮﺭ . ﻭﻳﺮﺟﻊ ﺫﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺃﻱ ﻋﻤﻞ ﻓﻨﻲ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ ﺃﻥ ﻳﻤﺮ ﺑﻨﻔﺲ ﺍﻟﻔﻨﺎﻥ ﺃﻭﻻً، ﻭﻋﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺮﻭﺭ ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻮﺣﻲ ﺑﺎﻻﻧﻄﺒﺎﻉ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻓﻊ ﺍﻟﻔﻨﺎﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻨﻪ، ﻓﺎﻻﻧﻄﺒﺎﻋﻴﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻮﺟﻬﺔ ﻫﻲ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻟﻠﺘﻌﺒﻴﺮ ﻋﻦ ﺍﻷﺣﺎﺳﻴﺲ ﺍﻟﻔﻮﺭﻳﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟﻢ ﻭﺍﻷﺣﺪﺍﺙ "
لذا يكون أساس القالب الفني هو انطباعية الفنان واحساسه دون تدخل العقل في محورته والتمكن من تفاصيله ، ومن هذا الاساس انطلقت الموسيقى الانطباعية والتي ماثلت المعنى وكررت الفكرة ، وقد ظهرت بين عدة ملحنين في الموسيقى الكلاسيكية الغربية (بشكل رئيسي خلال أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين) حيث تركزت موسيقاهم على الإيحاء والحالة، “نقل الحالة المزاجية والعواطف التي أثارها الموضوع بدلاً من التركيز على التفاصيل” وسموا بالملحنين الانبطاعيين تشبيهاً برسامين الذين كانوا يستخدموا ألواناً متناقضة وتركيزهم على على ضوء الجسم والضبابية التي تسود المقدمة ، تعتبر موسيقا كلود ديبوسي وموريس رافيل قوالباً تظهر الانطباعية فيها بوضوح , على الرغم من أنهم رفضوا المصطلح بشكلاً صريح. لكن بقى الانسجام قائماً حتى الآن بين موسيقاهما والانطباعية فالمتذوق يلاحظ أن أعمالهما تعطي شعوراً تصويرياً خالصاً بدلاً من التعبير عن المشاعر السردية !
-
محمد العمامييُحب الفن و المعرفة ، مُهتم بشؤون الفكر والفلسفة واللسانيات