منحنيات الحياة - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

منحنيات الحياة

صفعات

  نشر في 26 ديسمبر 2018  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

كلما مر عليك الزمن   ..

في منحنيات الحياة تختلف نظرتك اليها و تتغير الرؤية من الحين للآخر فأحياناً تكون أكثر وضوحاً فتظهر لك معالم الأشياء و خفاياها و أحياناً يغلب عليها الضبابية علي حسب مقتضي الحال و غموض الأحداث فـ لكل شيءٍ في الوجود منحني و لكل منحني شيءٌ يُعبر عن وجوده 

و بين هذا و ذاك تتغير المشاعر بين ألمٍ و أمل و حزن و فرح و فشل و نجاح و نصر يتبعه انكسار أو تختلس خطوات للأمام في أمور اعتقدت أنك تجاوزتها بأمان ثم تتراجع خطوات للوراء ، حيث تنبهر بنشوة الانتصار و تتغافل عن منحنيات الحياة الممتلئة بالصفعات كأنك قد تصالحت معها الي الأبد و في الواقع تلك الصفعات في هدنة قصيرة معك لـ تستعيد قواها فتباغتك في نقاط ضعفك في أقرب وقت

كـ بحر كبير أمواجه تهيج و تهدأ و دوامات كثيرة تحاول أن تبتلعك في كل مرة فتبدأ سلسلة جديدة من المنحنيات ، و كل منا في منحني هبوط و صعود و صراع دائم مع تلك الصفعات منها ما هو عام و منها ما يخص كل فرد علي حسب شخصيته و مدي تأقلمه و قدرته علي التحمل و ايمانه بأهدافه المنشودة ، و اذا نجح كل فرد في الانتصار علي عقباته الخاصة يسهل وقتها الانتصار علي العقبات العامة و تحقيق الاهداف التي يأملها الجميع

حتي الأنبياء و الصالحين و العظماء الذين سبقونا واجههم الكثير من العقبات لكنهم  صبروا و ثابروا الي آخر الطريق ، حيث نهاية البداية التي حملت الكثير من الايمان و اليقين في تحقيق الحلم و الأهداف التي وضعوها أمام أعينهم ، كشخص يحمل شعلة في ليلٍ شديد السواد كثير العواصف يتبعه أشخاص آخرون يحلمون ما يحمله كلما أطفأت العواصف الشعلة أنارها ثانيةً حتي وصل بنفسه و بهم الي بر الأمان

أما التأقلم مع تلك الصفعات و الارتضاء بعواقبها لن يكون إلا سجناً أنت من بنيته بداخلك و معك مفتاحه و تستطيع الخروج منه و لكن تنتظر المعجزة الالهية التي تقضي علي كل عقبة أمامك و تحررك من سجنك الذي أحكمت بناءه علي نفسك خوفاً من المواجهة أو بالأحري استسلام للهلاك

و في جولتك داخل تلك المنحنيات حتما ستجد من يقف بجانبك و يحاول زرع الثبات بداخلك و يشجعك علي النهوض و استكمال ما بدأت ، و علي الجانب الأخر ستجد من يحاولون قطع الطريق أمامك و محاولة اعاقتك في كل مرة بل و يستمتعون برؤية انكسارك أمامهم لـ يُشعرونك بأنك لا شيء لاقصاءك و تهميشك و عندما تنجح يحاولون الالتفاف من حولك و التصفيق لك ، و يتجملون حولك  بالعبارات الجميلة و أنهم كانوا يعلمون نجاحك منذ البداية لكنهم كانوا يستفزونك ليخرجوا أفضل ما لديك و من ثم يدبرون لك المكائد و العقبات و يعضون الأنامل عليك من الغيظ حقداً و كرهاً لك .. قل موتوا بغيظكم 

فالحياة مستمرة يوم لك و يوم عليك و الاستسلام أو محاولة اعتزال الفشل ما هي الي فشل حقيقي مع سبق الاصرار و الترصد ، فالأبواب  لم تُغلق بعد و لن تُغلق و مهما بلغت الانكسارات و توالت الصفعات لا تيأس

و مع كل منحني يمُر عليك بصفعاته و عقباته تتعلم دروساً و عبراً كثيرة تساعدك في استكمال رحلتك دون انكسار ، فصدق النوايا و الايمان بما تسعي اليه أهم من النتيجة التي تنتظرها فاذا حققت الأولي تحققت الثانية ، و يجب عليك التفرقة و الموازنة بين الحماس و الشجاعة في المواجهة و التهور الذي قد يحبط عزيمتك و قدرتك و يفقدك الثقة في نفسك لانك قد أسأت التقدير من البداية فابتعد التوفيق عن طريقك

و في النهاية اذا ضل الانسان الطريق تحت أي مسمي آخر يظن في اعتقاده أن لا بديل عنه لتفادي تلك العقبات ، و أنه في مأمن من صفعات الحياة  كأنه علي أعلي قمة جبل سيعصمه من ماء الطوفان القادم فعليه أن يراجع نفسه فكم من كلمة حق يراد بها باطل و كم من أناسٍ ضل سعيهم في الحياة الدنيا و هم يحسبون أنهم يُحسنون صنعا ؟!

و سنة الحياة هي الصعود و الهبوط و كم من   صفعات و أحداث مؤلمة مرت علينا و كنا نحسبها النهاية لكنها مرت بسلام و أمان في منحنيات الحياة  ؟! و الأجمل لو كنا جزءاً من تلك الأحداث و واكبناها و عبرناها عبور الأعزاء الكرام فنرويها للأجيال القادمة و نفتخر بها أمامهم .. انظروا .. هكذا كنا و ما زلنا



  • 4

  • ناشط بحركة 6 أمشير
    إنسان أتى عليه حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا ..... سأظل أكتب ما أومن به حتي أبني لهذا العالم مدينة من العدل جدرانها الحروف وأعمدتها الكلمات ..... يسكنها كل شبيه لها
   نشر في 26 ديسمبر 2018  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات

مروه81 منذ 4 سنة
مقال رائع وتوصيف ممتاز للحياة وعقباتها ونصائح خبير بها
1
ناشط بحركة 6 أمشير
الأروع مروركم :))

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا