في تاريخ ٢٩ يناير عام ١٩٥٤ ولدتْ فتاة صغيرة سمراء البشرة في أرض الولايات المتحدة لعائلة فقيرة جداً حيث الاب كان يتنقل بين الوظائف فتارة يعملُ حلاقاً وأخرى يعمل في وظيفة مشابهة ليست أعلى درجة من الاولى ، أما الام كانت تعملُ خادمة في المنازل بأجرٍ زهيد . عاشت الفتاة في صغرها ظروف أجتماعية قاسية جداً أنتقلت للعيش مع جدتها وهي في السادسة من العمر بعد أنفصال والديها ، تعرضت في شبابها الى عملية أغتصاب مما أثر على حالتها النفسية ولكن هل أستسلمت ! هل ركنت لهذه الظروف! هل قبلت بالرضوخ لحالتها النفسية وحالتها الاجتماعية ! هل قالت هذه هي الظروف ولابد من المعايشة والتأقلم ! بشكل مؤكد لا ،آثرت الوثوب على الرضوخ لحياتها فالقوة لاتولد الا من رحم الظروف القاسية .

ماحدث بعدها أنها تغلبتْ على كل تلك الظروف ونهضت بنفسها خير نهوض ، لم تصل الى النجاح بل الى درجات عليا من التميز والنجاح بدأتْ بهذه المسيرة في ربيعها التاسع عشر كمراسلة لاحدى قنوات الراديو وباءت العديد من محاولاتها بالفشل الى أن وصلت ماكانت ترمو اليه ، فأكملتْ تعليمها الجامعي من خلال حصولها على منحة تعليمية ...

في نهاية المطاف غدت هذه الفتاة السمراء من النساء الملهمات بالعالم وباتت تملك ثروة تقدر بـ ٢.٧ مليار دولار نعم هذه الفتاة التي عاشت ظروف عصيبة ولكن بمحض ارادتها وأصرارها وأملها بالحياة تمكنّت الخروج من غياهب الحياة لتصل الى قمة الجبل .

هل عرفتم مِنْ هي؟! ربما جال في خاطركم من تكون هذه الملهمة أنها (اوبرا وينفري) .

أستطاعتْ اوبرا أن تتفوق بالمجازفة ،التدريب الاصرار مع الالتزام بالعمل ، التجربة والفشل السعي للحلم دون كلل او ملل ، هكذا هو النجاح يبدأ من انسان صغير امل صغير عمل صغير حلم صغير فيغدو شيئاً عظيماً.

ُ مجتمعاتنا العربية مجتمعات تعشق التقليد للمجتمعات الغربية ولكن تقليدها تقليدٌ أعمى من قشور خارجية ، فساد ،علاقات ومظاهر مبتعدين كل البعد عن نجاحهم ،أخلاصهم في عملهم، اصرارهم وتحديّهم فليتنا نأخذُ الجيد ونترك السيء او ان تكون كمية الجيد مضاعفة لكمية السيء وعلينا التذكر دائماً أن اردنا النجاح فبامكاننا ذلك رغم كل الظروف المحيطة.