سيناريو آخر لنهاية البشرية. هل شاهدت The Matrix ؟ - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

سيناريو آخر لنهاية البشرية. هل شاهدت The Matrix ؟

عرض لسيناريو آخر لنهاية البشرية, مُلهم من سلسلة الأفلام المشهورة The Matrix

  نشر في 06 فبراير 2015  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

الخطوة التالية للبشرية

الكثيرون يؤمنون أن الخطوة الكبري التالية للبشرية هي الخروج للفضاء من أجل الإستكشاف و البحث عن كوكب جديد للإستقرار عليه, فالفضاء هو "The Final Frontier" كما يقال.

و إذا لم نخرج للفضاء من أجل الإستكشاف والـ "بحث عن حياة أفضل" فهناك العشرات من سيناريوهات "مستقبل البشرية" التي تنتهي بـ "الإضطرار" للخروج للفضاء, مثل إرتفاع درجة حرارة الأرض و الإنفجارات الشمسية و إستضام النيازك أو الكويكبات بالأرض (علمياً هذا أمر مقدر أن يحدث عاجلاً أو أجلاً, ففي الفضاء هذا الأمر قانون لا مفر منه ... حدث من قبل آلاف المرات و سيحدث مجدداً), أو ببساطة بسبب مجموعة متتالية من الكوارث البيئية مثل الفيضانات و البراكاين و الزلازل ... و هناك بالطبع الحروب النووية التي قد تقتل الكوكب تماماً و تدفعنا للبحث عن آخر. فبالتأكيد هناك حرب أو أكثر في الطريق, و هذه المرة لدينا التكنولوجيا المطلوبة للقضاء علي البشرية بالكامل و مبكراً! أعني إنظر لما فعلناه في القرن الماضي فقط, عشرات الملايين قتلوا بسبب رغبة شخص واحد في توسيع نطاق سيطرته, و الملايين الأخري توفت بسبب كافة أنواع الإضطهاد الديني و العرقي و الإجتماعي.

صورة لمركز الكون

و لكن فالنفترض أن كل هذه الكوارث لن تحدث, هل "الإنتقال إلي كوكب آخر" بهذه السهولة؟! الكثيرون ينظرون بتهكم كبير لهذا الأمر, فـ "روبرت بالارد" مثلاً يقول أن المستقبل ليس خارج الكوكب بل أسفل سطح الماء, و البعض يقول "مدن السماء" هي الحل. كما أنه هناك الكثير من العلماء المشككين أو الواقعيين (كما تريد أن تسميهم) يقولون : "الامر ليس بهذه البساطة" و الأسباب كثيرة (و واقعية !), فهناك حرفياً المليارات من المجرات و داخل كل مجرة المليارات من الكواكب (داخل مجرتنا حوالي الـ 100 مليار كوكب!) ... أين سنذهب؟ نحن حتي لا نعلم من أين نبدأ! كما أنه ليس لدينا التكنولوجيا المطلوبة للخروج حتي من نظاق مجموعتنا الشمسية! Google Sky سيعطيك فكرة جيدة عن حجم الكون.

سيناريو آخر

لن نخرج للفضاء! بل خلال الـ 80 - 120 عام القادمة سيصبح هناك تهديد حقيقي و كارثي علي مصادر و طاقة الكوكب, و سيكون هناك عدة حروب لدوافع دينية (بالطبع) و لكن أيضاً من أجل المصادر التي شارفت علي الزوال (غالباً ما ستكون المياة), احدهم سيطلق قنبلة نووية و الأخر سيرد هو و حلفاؤه (عدد القنابل النووية لدي الـ 9 دول الكبرة يتعدي الـ 16.000), و هكذا حتي يصل عدد البشر إلي اقل من 20% من عدد ما قبل الحرب بعد عدة أعوام من المجاعات و إنتشار الأمراض و الفوضي و الحروب.

الأن و قد تبقي نسبة قليلة من البشر, كيف ننجو بعد أن دمرنا الكوكب؟ حسناً, هناك حل من إثنين, الأول هو البحث عن كوكب آخر, و الثاني هو الإستمرار في العيش علي هذا الكوكب و لكن بدون الإعتماد علي مصادره المحدودة المتبقية! الحل الأول لا يبدوا و أنه سيحدث في أى وقت قريب, و لذلك أعتقد أننا سنتطر لإختيار الحل الثاني, فقط من أجل إنقاذ أنفسنا و ليس لأننا تعلمنا الدرس و نريد إنقاذ الكوكب ... عجرفتنا الإسطورية لن تسمح لنا بذلك!

و لكن كيف, كيف سنعيش علي الكوكب دون الإعتماد علي مصادره القليلة المتبقية ؟! كيف نحيا بدون الطعام و المياة, و كيف نتنقل بدون وقود؟ ... و كيف نكبح طبيعتنا البشرية السيئة و رغبتنا الحيوانية في القضاء علي بعضنا البعض و الدخول في حروب مرة آخري ؟!

أنا أعتقد أن أحدهم (سأسميه "X") سيقرر البحث عن حل جزري و نهائي لمشكلة "كوننا بشر" وينقذنا من انفسنا, حل يلغي صفاتنا البشرية المتطلبة و اللئيمة, ... حل يقضي بتخلصنا النهائي من الحاجة للطعام و الشراب و الهواء و الأرض! لكي لا نحارب بعضنا من اجل هذه الأمور, و يجعل منا كائنات أسمي, ارواح بدون أجساد. حل يضعنا داخل "منظومة" تفرض قوانين نافزة و عدل حقيقي لحظي و "تربية" للنفس البشرية. فنحن كبشر قد نتفق علي ما هو الصح و ما هو الخطأ, و لكننا (كما إتضح) من المستحيل أن نتبع الصح و لا نقوم بالخطأ.

و لكن كيف ؟! من لديه القدرة و السلطة علي فعل ذلك, من يستطيع أن يرفع عننا حاجتنا للطعام و المياة, ويفرض بيننا قوانين تضمن عدل حقيقي و توقف المتنمرين؟! هل ندعو جميعاً كما نفعل منذ آلاف السنين ؟!

"X" سيضع أمامنا الحل التالي: "لماذا لا نخلق عالم جديد؟! عالم يكون مبني علي قواعد تطبق علي الجميع و لا يمكن تعديها, عالم يفرض عقاب لحظي علي النفوس الشريرة و يعيش الجميع داخله بسلام, عالم يكون فيه الجميع متساوي, و لا نحتاج فيه لأجساد ... عالم روحاني من نوع ما".

لنخلق عالم جديد

في سلسلة افلام "The Matrix" الشهيرة يصنع البشر وحدة ذكاء صناعي, هذه الوحدة تقرر صنع وحدات أخري, و تنشأ حرب بين البشر و الآلات, ينتهي الامر بالبشر في مدينة تحت الأرض بعد أن قاموا بحجب الشمس عن الكوكب لمنع الآلات من الحصول علي الطاقة منها. هنا الآلات تقرر أن تحصل علي الطاقة من البشر أنفسهم, حيث تقوم بإستنساخ البشر في "مزارع" كبيرة و تحصد الطاقة من أجسادهم, و لتبقيهم علي قيد الحياة قامت الآلات بتصميم عالم إفتراضي (The Matrix) و ربتط عقولهم به, هذا العالم مماثل تماماً للواقع و لكنه غير موجود سوي في الحواسيب, و كل فرد من الآدميين يمثل "برنامج حاسوبي" يعيش ضمن هذا العالم و يخضع لقواعده.

لقطة من فلم The Matrix

يقترح "X" أن نفعل أمر مشابه لما فعلته الآلات, وهو أن نقوم بنقل "وعينا" إلي عالم حاسوبي إفتراضي نبنيه كما نريد, وربما نتخلص من أجسادنا تماماً. في هذا العالم سنعيش كما كنا في السابق و لكن بدون أن نفعل بشكل فعلي! لن نتنفس أو نأكل أو نشرب أو نقتل بشكل فعلي! سنتخلص من كل ما هو سئ في كوننا بشراً و نضع قواعد لبداية حياة جديدة أفضل. حسناً, لنتمادي بعض الشئ و نتخيل كيف قد يكون الأمر:

- هذا العالم, لنسميه "Vutopia" (إختصاراً لـ Virtual Utopia), هو عالم إفتراضي حاسوبي غير محدود بالمكان, و لكن يخضع لقواعد الزمان.

- هذا العالم قد يكون مشابه تماماً لعالمنا الحالي أو جديد و مختلف تماماً, أو ما بينهما ... لك أن تتخيل. و لكن في رأيي الشخصي يجب أن يكون مشابه قدر الإمكان لعالمنا الحالي حيث يكون به الأكل و المياة و المنازل و الشركات و المال و غيرها من الأمور الحياتية, فنحن نحتاج لشئ ما ليشغلنا, و إلا ما الهدف!

- كل شخص = "وعي" واحد علي النظام. كل وعي هو صورة إفتراضية يتم نسخها عن واقعه مع تحسين أي عيوب خلقية أو نقص جسدي أو عقلي, ليكون الجميع في النهاية بنفس الطول و العرض و القوة الجسدية, مع حد أدني للقدرات العقلية. هذه الصورة الإفتراضية لكل شخص ستحمل نفس درجة ذكاؤه و خبراته و تعليمه و ثقافته و حتي ذكرياته.

- "الوعي" لا يموت و لا يستطيع أن يلغي (يقتل) "وعي" أخر من النظام.

- يحق لكل "وعي" أن يطلب من Vutopia أن تصنع من أجله وعي جديد (زوجة, حبيبة, طفل .. أم, أخ) كما يريده, بشرط أن لا يكون نسخة مطابقة من وعي موجود بالفعل.

- لكل "وعي" خيار تعطيل نفسه و الخروج من النظام (الإنتحار), حيث يتم تحويله إلي أرشيف من نوع من, و يسمح له بالعودة مرة أخري إذا أرد.

- هناك حد أدني و حد أقصي من "الثروة" التي ممكن أن يمتلكها الوعي. إذا قل ما يملكه الوعي عن الحد الأدني يعوضه النظام. وتذكر أن كل شئ "إفتراضي" = غير محدود.

- السعة التخزينية (الذاكرة) لدي كل "وعي" غير محدودة, و قد تحمل اي شئ بداياً من كتاب إلي مكتبة كاملة إلي كافة الأفلام السينيمائية التي تم إنتاجها يوماً.

- النظام هو "الرب" في هذا السيناريو, و الـ "قواعد" تدير كل شئ, إذا حاول وعي الإعتداء علي وعي آخر بأي شكل فرد الفعل اللحظي هو تعطيل هذا الوعي لمدة مناسبة لفعله. أي وعي يحاول التلاعب أو الإحتيال أو التعدي علي النظام أو القواعد يعاقب أو يتم تصحيحه بشكل ما (نحن نتكلم عن قاعدة بيانات هنا ليس أكثر, هنا الأمر بمثابة "كن فيكون").

- سيكون هناك ما يسمي بالـ The mother database و هي قاعدة بيانات بها كل شئ نعلمه (الإنترنت ؟! ... نعم هو الإنترنت). لأي "وعي" الحق في الإتصال اللحظي بها و الحصول علي المعلومات و الإضافة إليها بشكل لحظي أيضاً.

بهذا الشكل سنبقي علي الكوكب في مساحة لا تذيد عن كيلو متر مربع, سنعيش تماماً كما نفعل الأن و لكن بدون أن نقتل الكوكب, سيكون هناك عدل حقيقي يحكم بين الناس, لن نحتاج لدول أو لحكومات او رؤساء, لن يحدث حروب أو مجاعات أو مذابح ... سنتحكم أخيراً في الشر الذي يتملك عقولنا و قلوبنا.

أدعوك أنت أيضاً أن تتخيل نسخة أخري من Vutopia قبل أن تنام اليوم, ما الذي تريد أن تغيره في عالمنا القاسي هذا؟!


  • 1

  • أحمد زين
    مبرمج, هادئ, قليل الكلام, لا اشغل نفسي بالأمور التي لا سيطرة لي عليها, لا اسأل سوي الأسئلة الكبيرة, و هدفي في الحياة هو إيجاد شريكتي
   نشر في 06 فبراير 2015  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا