أشتاقك حد الجنون - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

أشتاقك حد الجنون

  نشر في 05 نونبر 2015 .

ها أنا ذي أجلس وسط العتمة بين غرباء لا يعنيهم أمري في شيء، أكتبك و لم أفكر يوما أني سأفعل. تذكرتك اليوم ... إجتاحتني الذاكرة على حين غرة، حرمتني النوم طوال ليلة و يوم ... لا أدري كيف حدث هذا، بعد كل هذه الأعوام ما الذي تغير ...

استقيظت قبل أسبوع من الآن على صوتك الذي غاب عني منذ زمن، تتفقدني و تسأل عني و لم تتركني حتى تأكدت أني بخير، كعادتك دائما تعرف ما الذي يهزني و ما يجب عليك قوله لأقف أنا مجددا. لكني لم أشعر بشيء حينها، فلما أحس بهوة في قلبي منذ الأمس ...

ما الذي أعادك إلي الآن ... و أنا التي لم يؤلمني غيابك الذي مضت عليه سنوات ... أشتاقك الآن حد الجنون

أنا التي لم أقل لك يوما أحبك و لم أعتقد أني أحببتك ... أحتاجك بجانبي، فقيرة أنا اليوم إليك ...

كيف عدت و لما عدت ... أتذكر يوم أخبرتني أنك ستتزوج، و كنت أعلم مسبقا حتى يوم زفافك و كنت أدفعك دفعا لتخبرني و أنت تؤجل الأمر خوفا علي أو لأنك لاتدري كيف تخفف من وطئته علي ... لتسبق إعترافك بإعتراف و إعتذار ... لم يكن هنالك من داع لذلك لم أكن متورطة بك، لم يعني لي الكثير ... بكيتك لحظة و لم أبك أحدا بعدك أبدا ...

كنت صغيرة أنا على الحب و كنت كبيرا أنت عليه ... و لم يقدر لنا لنلتقي إلا هكذا ...

أجلس على بعد ذات مني ... أشتاقك حد البكاء فجأة ... و أنا أعترف لنفسي أنك كنت أعظم خسائري ... لأجل كل الذي حدث و الذي لم يحدث بيننا ... يتعاظم غيابك أمام وحدتي ...

فلماذا بعد كل هذه السنوات، زواج و أبناء و سنين مضت، لما أتيت و لما تعذبني الذكريات اليوم ... أنقذني عملي منك نهارا فما الذي سيشفع لي ليلا ...

هل تذكر يوم كنت أجلس قبالتك قبل سنة من الآن أخبرك عن إحدى محاولاتي اليائسة لمغادرة هذا المكان و أنت أعلم الناس بعجزي عن البقاء هنا ... و أنت تراقبني بعينك كعادتك التي لم تتغير حتى بعد زواجك ... لتجيبني بأن علي أن أتوقف عن هذا، أنك تريد لي أن أعمل و أتزوج و أعيش... أن أتوقف عن الهرب ... رفعت رأسي لأجيبك ... لكني عجزت أن أنظر في عينيك ... خنقتني رغبتي في البكاء، كانت أكبر من قدرتي على التحمل، و ها أنا ذي دموعي تنزل بين الغرباء وأنا أخط هذه الذكرى فما الذي أعادك إلي في هذا الظلام البائس حتى سائق الحافلة أشفق على فتاة تكتب و سط الغرباء و سط الظلام، فأنار لي المصباح ...

مغتربة ... تبحث عنك ... غائب أنت و عاجزة أنا ... الزمن بيننا و الحب ذاكرة اشتعل فتيلها في لحظة شوق فما الذي سيطفئه ...

إليك وحدك و أنا أعرف أنك غير موجود لتقرأ ...


  • 6

  • شــــــــروق
    أحب الكتابة بالإضافة للكثير من الأشياء، أحبها فقط و لا أحترفها ... أكتب لأكون أنا ... أحلم بوطن و الوطن غائب غير موجود ... ...
   نشر في 05 نونبر 2015 .

التعليقات

creator writer منذ 6 سنة
أكثر من رائعة ، قرأتها مرّات و مرات ، شعرت بأنّها لامست جزءا خفيا من قلبي !
1
شــــــــروق
لا أروع من مرورك و كلماتك ... شكرا لك كنت قد نسيتها .. ممتنة لما قلته .. أصلح عطبا في قلبي ..
كلماتك تهدهد الروح..
1
شــــــــروق
و كلماتك أيضا ...
احساس رقيق وكلام مؤثر ما شاء الله
1
شــــــــروق
شكرا غاليتي .... أنت من فتحتي قلبك لكلماتي ... كل المحبة

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا