جموح الطقس والتغير المناخي - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

جموح الطقس والتغير المناخي

  نشر في 08 غشت 2018 .

جموح الطقس والتغير المناخي
تأليف: نيكولا جونز
ترجمة: إبراهيم عبدالله العلو

شهد جنوب شرق أستراليا أسخن صيف في تاريخها: إذ وصلت درجة الحرارة في بعض مناطقها إلى 35 درجة مئوية لأكثر من 50 يوماً على التوالي.ويقول البحاثة في مشروع الطقس العالمي أن سبب ذلك على الأغلب هو التغير المناخي. وتزداد احتمالية مثل درجات الحرارة تلك في صيف أستراليا عام 2016–2017 خمسين ضعفاً عنها قبل بداية الاحترار العالمي

تؤكد مثل تلك النتائج الآثار الفعلية للتغير المناخي مثل موجات الحر والجفاف وفترات من الهطول المطري الغزير. وبدأ البحاثة في تقييم وتوفير مثل تلك النتائج بشكل أفضل وعلى نحو أسرع

ترجع جذور دراسة تقييم الطقس إلى عام 2004 عندما نشر بيتر ستوت من هيئة الأرصاد الجوية البريطانية وزملائه أول ورقة بحثية كبرى تلوم التغير المناخي على الكوارث المرتبطة بالطقس. زادت إحتمالية موجة الحر الأوروبية القاتلة عام 2003 بحسب تلك الدراسة نتيجة للاحترار العالمي الذي سببه البشر. يقول ستوت “ مات الكثير من الناس دون مبرر. وكشفت هشاشة الدول الغنية نسبياً مثل بريطانيا وفرنسا وسويسرا.”

تردد البحاثة قبل نشر ورقة ستوت عام 2004 في نسب أية حوادث طقسية لتغير المناخ بما أن الطقس فوضوياً ويتغير كثيراًبشكل طبيعي من عام لآخر

خطا العلماء منذ ذلك الوقت خطوات هائلة في كشف غموض تأثير المستويات المرتفعة من ثاني أوكسيد الكربون في أجوائنا على إحتمالية أو حدة أية حادثة طقسية معينة. وعندما نظر ستوت وزملائه مرة أخرى

لموجة الحر عام 2003 في ورقة جديدة عام 2015 سمحت لهم النماذج المطورة والعالم الأكثر سخونة بالقول أن فرص مثل تلك الحوادث لم تتضاعف بحسب ولكنها زادت بعشرة أضعاف

ذكرت نشرة مجمع الأرصاد الجوية الأمريكية في نشرة سنوية تشرح حوادث الطقس المتطرفة من منظور مناخي منذ عام 2012 مما يسهل نسب تلك الدراسات. نظرت الطبعة الأولى إلى عدة حوادث من درجات الحرارة الشاذة إلى الجفاف. وتبحث الطبعة الأخيرة عام 2016 أكثر من 20 حادثة تتراوح ما بين السطوع الشمسي الحاد شتاءٍ في بريطانيا الذي زادت احتماليته بمعدل مرة ونصف بفعل التغير المناخي إلى الحرائق البرية الجامحة في آلاسكا (زادت ظروف الوقود الجاف 34% إلى 60% بفعل التغير المناخي

يستطيع العلماء الآن بحث حوادث طقسية أصغر لفصل تأثير المعطيات المناخية الطبيعية مثل النينو والبدء بمناقشة أنظمة أكثر تعقيداً مثل الأعاصير.

وهناك مشاريع على هامش هذه التحليلات تهدف لنسب الطقس السيء مع توالي الحوادث المتطرفة فعلياً وليس بعد سنة أو عقد من الزمان

يهدف مشروع طقس العالم الذي بدأ عام 2014 وبدعم من منظمة البحث والأنباء كلايمت سنترال إلى رفع النتائج في الوقت الراهن عندما تكون الكوارث موضع الأخبار وتكون منظمات الغوث مهتمة بالقضية حيث يسهل الحصول على تمويل لإعمال الغوث المستقبلية. وتابع لغاية الآن بعض الحوادث بفارق خمسة أيام. تقول فريدريك اوتو من جامعة اوكسفورد وأحد العلماء المشاركين في المشروع” نرغب بتقديم الدليل العلمي للعموم وتوفيرها للنقاش العام بعد الحوادث مباشرة.”

يوفر تحليل البيانات السريع نظرة للتحديات التي تواجه البحاثة في علم التنسيب. ضربت عاصفة ديسموند الأطلسية في كانون الأول عام 2015 السواحل الشمالية الغربية في بريطانيا. أوقفت الفيضانات والانهيارات الأرضية القطارات ودمرت المباني وقطعت الكهرباء عن عشرات الآلاف من السكان. وفي الوقت ذاته كان علماء المناخ مجتمعين في باريس يبحثون صيغ اتفاقيات باريس للمناخ الهادفة لحد التسخن العالمي لأدنى من درجتين مئويتين. ورغب المشروع بالتأكيد على آثار التغير المناخي لمساعدة النقاش الحاصل في باريس. وحدث أسوأ هطول مطري يوم 5 كانون الأول وقدمت اوتو وزملائها تقريرهم يوم 10 كانون الأول وتقول” عملنا ليلاً ونهاراً لإنجاز التقرير.”

تمثلت مهمتهم الأولى بتعريف الحادثة “ هل هي مطر على مدى أسبوعين أو يوم وهل هي في هذه المنطقة أو غيرها؟”

وفي أفريقيا على سبيل المثال لا تسبب حدة الجفاف المشكلة بل نقص الوقت بين النوبات الجافة على التربة لاستعادة نشاطها.

كيف تعرف أن حادثة ما ستؤثر على مدى صعوبة أو سهولة نسبها للتغير المناخي. وفي حالة عاصفة ديسموند كان الفيضان نتيجة مطر غامر استمر لمدة 24 ساعة

يكمن التحدي التالي في جمع البيانات الكافية. حيث يستحيل ذلك في بعض المناطق. تمثلت أفضل البيانات المتوفرة لتحليل الجفاف المؤخر في الصومال في معطيات مقاييس الهطول المطري في 20 محطة لكامل شرق أفريقيا مدعومة ببيانات الأقمار الصناعية

اعتمد المشروع في عاصفة ديسموند على محطة أرصاد جوية وحيدة في سكوتلندا بحسب اوتو ولم تتوفر بيانات الهطول المطري إلا بعد مرور شهر

يحتاج العلماء لنماذج تخبرهم ما إذا كانت الحادثة غير الإعتيادية أكثر شيوعاً الآن. يستخدم المشروع عدة نماذج لكل حالة حيث لكل نموذج نقاط ضعف وقوة. وتكمن الفكرة في إجراء محاكاة للعالم الواقعي وعالم متخيل بدون التغير المناخي لمقارنة الإحتمالات لمثل تلك الحادثة المتطرفة. واستنتجت الدراسة في حالة عاصفة ديسموند زيادة مابين 5 إلى 80% في الخطر بسبب التغير المناخي.”لقد لعب دوراً ولكنه لم يكن مغيراً للعبة.” تستنتج اوتو. وأثبتت دراسات المشروع الأخرى مثل موجة الحر الأسترالية عام 2017 وموجة الحر الأوروبية عام 2015 والظروف الدافئة في القطب الشمالي عام 2016 حدة الأمر واستفحاله بسبب التغير المناخي

تعتبر موجات الحر أسهل نوع من الحوادث التي تنسب للتغير المناخي. ويعزى ذلك بشكل جزئي إلى معدلات درجات الحرارة القياسية المسجلة في مناطق محددة . يقول العالم جيرت جان فان اولدينبورغ من معهد الأرصاد الجوية الهولندي “تلاحظ أحياناً درجات حرارة ما كانت لتصل إلى ما وصلت إليه لولا التغير المناخي. وكان الاحتمال صفر قبل ذلك.”

لا يزال العلماء يتعاملون مع جمل إحتمالية ولكنهم يقولون أن التغير المناخي هو من فعل ذلك.

يفهم العلماء فيزياء تحول التغير المناخي نحو درجات حرارة أعلى. ويصعب فهم العواقب الفيزيائية للحوادث الأخرى مثل سرعة ذوبان جليد البحار وآلية عمل الغيوم ومقدرة النماذج على محاكاة تلك الآثار. وبحسب تقرير للأكاديميات الوطنية في الولايات المتحدة عام 2016 يصعب التنسيب شيئاً فشيئاً مثل الجفاف والهطول المطري المتطرف والهطولات الثلجية الغامرة والجليد والأعاصير المدارية والحرائق البرية والعواصف الكبرى

تمثل موجات الحر تعقيدات عديدة. لحظت دراسة لموجة الحر الهندية عام 2016 ارتفاعاً غريباً في وسطي درجات الحرارة دون زيادة في درجات الحرارة القصوى. ويمكن تفسير ذلك من خلال التلوث الذي يعكس أشعة الشمس ويلغي بعض آثار الدفيئة وتقول اوتو”لا نمتلك فعلياً نماذج مناخية ذات هبوب موثوق. لا يمكننا تجربة ذلك لذلك نتوقع فحسب.”

لا تجد كل دراسة تأثيراً ناجماً عن التغير المناخي. وتقع 35% من التقارير منذ عام 2012 في هذا الطرف. بحث المشروع قضايا مثل الجفاف في الصومال عام 2016 حيث تعارضت النتائج مع بعضها البعض لدرجة لم تبين إن كان للتغير المناخي أثر أم لا. وكشف دراسة للجفاف في سان باولو في البرازيل عام 2014 أن التغير المناخي لم يكن ذا أثر هناك وأن زيادة الهطول المطري والتبخر قد أزالا تأثير كل منهما على الآخر.تقول اوتو”من المهم أن يعلم الناس ذلك بحيث يناقش صناع القرار مسببات أخرى للجفاف مثل الإسراف في استخدام المياه.

المصدر:

Wild Weather and Climate Change: Scientists Are Unraveling the Links

By: Nicola Jones

May 9, 2017

Yale Environment360

E360.yale.edu



   نشر في 08 غشت 2018 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا