مقياس الـ10 درجات لعلاقاتك مع الناس
نشر في 19 يناير 2017 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
تدهشني طريقة تعامل الناس وأسلوب فهمهم لإدارة العلاقات مع بعضهم البعض، يعتقدون أن علاقتهم مع غيرهم يجب أن تكون دائما بنفس المستوى وبنفس الاهتمام وبنفس الدرجة من العمق. فيقع الكثيرين في حالة من الصدمة والتعقيد والاكتئاب إذا اضطربت علاقته مع أي شخص داخل منظومة العلاقات الخاصة به.
هل فكرت يوما بطريقة عمل الأجهزة الإلكترونية، فدائما ما يكون لها عدة مستويات للتحكم فيها، فتجد أن الصوت مثلا يتكون من عدة درجات تمكنك من التحكم بالمستوى المناسب لأذنيك، وأيضا لو نظرنا إلى جهاز التكييف تستطيع ضبط درجة الحرار على الدرجة التي تناسب حاجتك. وجميع الأجهزة تعمل بنفس المبدأ، وهذا عمل عباد الله، فما بالك بالإنسان وهو خلق الله، فلابد لمستوى مشاعره أن يكون لها ضابط.
إذا لماذا لانضبط علاقتنا مع الناس حسب هذا المبدأ! تجعلها على عدة درجات، فمن الطبيعي جدا أن تخفض مستوى علاقتك مع هؤلاء الذين وصلت معهم مستوى عالي من الصداقة والتفاهم وذلك لأنك في لحظة من اللحظات وجدت أن صخبهم وضجيجهم أعلى من مستوى عقولهم، ويحاولوا أن يخترقوا جميع حدودك وجدرانك للنفاذ إلى عالمك الخاص، وتصل الحالة في بعض الأحيان إلى التأثير على سير حياتك بأكملها وفي كل هذا يريدوك أن تبقى أنت الولي الحميم الهادئ الماتع المؤنس المؤيد لكل ما يفعلوه، فعليك حالا وفورا أن تقبض على "ريموت كونترول العلاقات" وتخفض من مستوى العلاقة معهم عند ذلك المستوى المناسب الذي يبقى فيها جميع الأطراف في مرحلة توزان ولا يجرأ أحدهم على التطاول أو التمادي على الطرف الآخر.
لست مع من يقاطع ويخاصم، ولكني مع علاقات متوازنة تبقي الأطراف عند الحدود، ولو طبقنا مقياس العشر الدرجات على علاقاتنا بالآخرين ويبدأ هذا المقياس بالمستوى واحد وليس صفر، وببساطة صنفت جميع علاقاتك مع من حولك من الناس، ستجد أنك وضعتهم في مكانهم الحقيقي وسيسهل عليك التعامل معهم.
وإذا قررت استخدام هذا المقياس، فلابد من أن تحافظ على عدة مبادئ، أولها: أفشوا السلام: فهو لله فاتركه لله فمثلا إذا رأيت ذلك الشخص الذي احتل المقياس رقم واحد في علاقتك معه، فلا تترك السلام عليه أبدا، ثانيا: لا تحاول الانتقام: فلا يعني أنك خفضت من مستوى علاقتك مع الآخرين لأي سبب كان، أن يكون لك دافعا للانتقام تنازل عن حق الانتقام واترك الأمر لله. المبدئ الثالث: لا تغالي في علاقتك مع الآخرين: لو افترضنا أن أحدهم قد احتل المقياس رقم ثمانية على مقياس العلاقات، فلا تهتك كل أستارك وحدودك معه واجعل لنفسك دائما طريقا للعودة. وكل ذلك لأن النفس البشرية ملوله بطبعها ولا يبقى على حاله إلا الله سبحانه وتعالي، فلو كانت كل العلاقات إما صفر وإما عشرة ستجد أن حياتك مليئة بالأعداء والأصدقاء يعدون على الأصابع، ولكن بهذا المقياس أبقي الجميع أصدقاء عند درجات مختلفة.
يبدو لي أنك قد ركزت معي أكثر الآن ووصلتك فكرتي، جربها فأول الناجين أنت فستجد أن قلبك قد وصل مرحلة من الرضا والسكينة والهدوء، قد يصعب عليك اتخاذ القرار أو التأقلم أول الأمر لكنك بعد فترة من التدريب ستجد نفسك تدير جهاز التحكم بعلاقاتك بمهارة واقتدار.
وسام مصلح
19/01/2017
-
وسام مصلحماجستير إدارة المكتبات والمعلومات - قارئ بشغف- أحب الكتابة
التعليقات
جميل ان ننظر للأمور من زاوية مختلفة عما اعتدنا عليه ، وضع مستويات في علاقتنا مع الاخرين بدل عدوة مطلقة او قرابة تضيق علينا حدودنا الخاصة اسلوب ذكي و ناضح
قيد التطبيق أن شاء الله
سلمت اناملك أستاذ وسام