كل إنسان عاش لحظات فرح أو حزن ،لكن مع مرور الوقت ،لا يتبقى سوى ذكريات ترقص كنسمات العليل في مخيلتك، لتغمرك بنفس الأحاسيس.. أحيانا ، تنسى الواقع وتغوص في غمار الماضي ، بحثا عمن يوقظك من كابوس . تحلم بأن يعود بك الزمن إلى الوراء لتنقذ نفسك من الوقوع في وحل الأخطاء ، لتسامح ، لتعيش كل لحظة بأدق تفاصيلها ، لتعترف بحبك لمن فرق بينك وبينهم الموت . كم هو صعب ذاك الفراق !! و الأشد ألما ، تلك القبلة التي تأتي متأخرة عن أوانها .. قبلة الاعتذار التي ترسمها شفتاك على جبين ميت ! إنها سنة الحياة ، أناس تغرب شمس حياتهم ، وآخرون تشرق من جديد ، لتنشر البسمة والبهجة في كل الأرجاء..فما دامت الذكريات رفيقة عمرك ، فلن تنسى ابدا من أحببت ، وستظل همساتهم تتردد في قلبك ، كصدىً موغل في ذاكرتك التي ترفض النسيان .
حين يحدد موعد ولادتك ، يكون وقت وفاتك محددا أيضا، فترة لا تطول و لا تقصر ، مختلفة من فرد إلى آخر ، تراها أفقا بعيدا يصعب الوصول إليه ، أو خطوة قريبة لا تكاد تميز بين البداية والنهاية . يُخيل لك أن الوقت لا زال باكرا لتحقيق الأحلام و الانجازات ، تأمل أن يمر بسرعة لتصل تلك الثانية ؛ نقطة البداية في تغيير حياتك ، قد تصل تلك اللحظة ، لكنها ستكون كغيرها من اللحظات السابقة...
تعرف الوجع عندما تقف طويلا على ضفاف الشوق، فتنسى أن من غاب مرة يسهل عليه الغياب كثيرا والرحيل طويلا.. لا يعرف للوفاء عنوانا و لا للإخلاص مكانا. كأنما تاه عن طريق العودة أو بالأحرى..لا يريد أن يعود.
تتجرع مرارة الايام كلما توقفت الحروف بين شفتيك و حنجرتك، أيهما تختار؟ كلام ثم ندم أم بقاء ثم ألم .على كل تدرك أنك خسرت الجولة مجددا و لا ينقصك سوى خيبة أمل أخرى لتقتحم موسوعة غينس من أوسع أبوابها.
يحدث أحيانا .. بل كثيرا أن تُحَدِّثَ نفسك لساعات طويلة ، ليس ضعفا بل لأنك الوحيد التي تشعر بك .. تنتظر بفارغ الصبر أن يسدل الليل عباءته و ينير القمر نوافذ الأمل، لتهمس في أذن الأرض بكلمات خفية، يسمعها من هو فوق السماوات السبع . تعود للحياة مرة أخرى.. فِبقدر الآلام يزهر القلب و بقدر الذنوب تكون التوبة أجمل.. كل مرة تعود والعود أحمد .
-
عفاف فتحيبقدرالإصرار و العمل ..تتسع الحياة