صباح اليوم حرص المهرجون علي الحضور مبكراً فالمناسبة هامة والكاميرات حاضرة ، نعم إنها أول يوم في عروض المسرحية الهزلية ، فلأول مرة في التاريخ يجتمع هذا الكم الكبير من الأرجوزات تحت قبة واحدة .

فبعد الكوميديا الهزلية المسماة بالإنتخابات البرلمانية التي تندر عليها العالم من سخريتها ، اليوم اخر فصول هذه العبثية فتم اقتياد الأرجوزات في سيارات فارهة ، ليقسم كل منهم علي خيانة الوطن وألا يعترض او يشرك مع الجنرال أحد.

نعم مسرحية هزلية اعدها المخرج الأكبر في كواليس وحجرات المخابرات العامة "المغلقة" لتخرج الي النور ليتم تسويقها امام العالم أن لدينا برلمان وان خارطة الطريق لم تضل طريقها بالرغم وأن الوطن ضل الوطن الطريق وأدخل الي غياهب المجهول .

الحاجب ينادي علي أسماء المهرجون أجلسوا علي مقاعدكم ، ونذكركم بأن الكل يعرف دوره المرسوم بعناية فائقة دون خلل او ملل ، هكذا تم وضع الخطة السرية "تصفيق وتهليل وتمجيد وتحميد".

تباُ لبرلمان رجل الشارع البسيط في مصر المحروسة يدرك أن كل ما يجرى ما هو إلا مسرحية سخيفة يراد بها استحماره على مسرح الشعب وبأموال واقوات الشعب.

تباً لفريق من المهرجين المتنأنقين بالزي الرسمى الواقفين علي خشبة المسرح حين ارتضوا أن يكونوا مجرد كعرائس الماريونيت يحركها رجالات المخابرات وقائد الأوركسترا القابع غير بعيد في الإتحادية .

تباً لأرجوزات ارتضوا أن يبيعون وطنيتهم وإرادتهم وإرادة من إنتخبوهم ،لأنهم يدركوا عدم استطاعتهم تخطي الخطوط الحمراء والدور الذي سيؤديه كل مهزار في فصول المسرحية الهزلية .

إذاً لا أحد يختلف في أنهم عصبة إفك جاء بهم العسكر من كل أوكار الجريمة والرزيلة ومحترفي مصاصي الدماء وكارهي الحرية و لاعقي الأحذية و بعض من عمائم العار ، ليشهدوا علي شرعية الإمام المتغلب لإستكمال خارطة الدماء .

وعجب العجاب و الطامة الكبرى في مسرحية الإستحمار أن أحد شروط الإشتراك فيها ألا تحيد عما هو مكتوب و إلا فالكارت الأحمر في الأدراج وصحيفة احواله الصفراء حاضرة للنشر في التو و الحال، ليبدأ مشاور التنكيل، وبعدها يتم طرده من علي خشبة المسرح لأنه وكما هو متفق منذ البداية أنه غير مسموح نهائياً بتخطي الأداور أو ابتداع البطولات لأن عنترة الحقيقي قد مات ، وعليهم أن يكونوا مستأنسين او كالمماليك المخصيين دورهم الدفاع عن سيدهم أو كبمارس للبطل الهمام الذي لا يقبل أن ينتقده أحد !.

فهل هناك اشر من عصبة جاءت بعد فيضان شوارع مصر و ميادينها بالدماء البريئة ومئات المغتصبات وامتلاء السجون بعشرات الألاف من المظلمومين ، في الوقت الذي جفت فيه مياه النيل بفعل فاعل من اهل بيت العسكر المجرمين ؟.

هل هناك عصبة أشر ممن لا دين لها لهم سوي الدولار والدينار والريال وكراهية الاسلام وحب المنصب و الوظيفة؟ .

هل هناك أشر من عصبة لا دور لها سوى التصفيق للإله الأكبر عدو المسلمين وحبيب الصليبيين وكنز اورشليم ؟.

فلتذهبوا بمجلسكم إلى الجحيم فليس لي حاجة بجيفة تتكالب عليها السباع و الضباع الضآلة برعاية صيد حقر .