كاد الفقر ان يكون كفرا

ورد هذا الحديث في السلسلة الضعيــفة للشيـخ الألبـاني رحمه الله و كـما هو معـروف الآحـاديث الضعيــفة لا يستـند اليـها فـي التشـريع و لكـن يؤخــذ بها في الـحث علـى فعـل الخيــرات و نشـر الإصــلاح بيــن النــاس و لهـذا الحــديث وزن كبــير من نــاحية دلالــة الألفــــــاظ و مقــــاصد معـــانيه العميــقة فكلمــة كـــاد تستعــمل لتـــقريـب الشــيء لكــي يتــضح المــراد فهـــمه .

امــا مقـــاصد الحــديث فــهي كثــــيرة و متنــوعه فهو يــرمي الــى خــطورة الفقـــر و ما ينــتج عــنه حــيث قــــد يؤدي بالفــقير الى تخــطي كل القــيم المجــتمعية و القــوانــين التــي تضــبط ذلك المجتمــع و تــوصله الى الــسرقـة و استــعمـال جمــيع حــيل الغـــش لكي يســد بها رمــقه و رمق من يعــيله و يســــتعمل الرشــوة لقـــضاة حاجــاته و الـواســطة و المحــسوبية للحــصول على عمــل نـــاهيــك عن الكــذب و الغـــش و الحســد قـــد تــوصله الى الإنتــحار او المــوت جــوعا او قــيضا .

الإحصــائيــات الأخــيرة لمنظــة الأمم المتــحدة تشــير الى وجود اكثــر من 1,4 مليـــار فقــير في العــالم و الأمــر من ذلك حــوالي 700 ملــيون منــهم تحت ســن 18 ســنة و الشــيء المخــيف و المقــلق ان حــوالي 500 مــليون من هؤولاء من هم اقــل من 10 ســـنوات هؤولاء لا يتــمتعون لا من بيـــئة سليمة و لا صحــة و لا تعــليم و امـــن و لا آمــان أي مســـتقبل ينتــظرهم .

يقــول الشــاعر :

             اذا الشعــب يومــا أراد الحــياة                     فلابد ان يستجــيب القــــدر

لنشــطاء المـــجمع المـــدني دور هــام جــدا للنـــهوض بشعـــوبهم و الســير بهـم الى بر الأمــان لضمــان الحرية و الـديمقــراطية و العـــدالة الاجتماعيـــة و هــذا لا يمــكن ان يكــون الا في ظــل الآلــيات التــي تمــكن لنــشطــاء المــجمع المــدني بالإطــلاع على كل كبـيرة و صغــيرة في دوالـــيب الحـــكم و اهم هــاته الآلــيات هي الشفـــــافية و المســاءلة و المشـــاركة .

الشـفــافية تمــكننا من رؤيـــــة الإستــراتيــجية العــــامة للــدولة و بكـــل مراحــلها بــدءا بوضــع الرؤيـــة و التصــــور الواضـــح الــــى تــحـــديــد الأهــــداف فالــتـنـــــفيــذ بكــل آليـــاتــه    ( مشـــاريع و ميزانيات و توازنــــات و تمــويل و شــركاء و مـــدة الإنـــجاز ....) .

المــساءلة   فــهي بمــثابة حــلقة الوصــــل بين الشفــافية و المــــشاركة نعــرف من خــلالها مــدى الــــتزام مؤســــسات الدولة ( عام و خـــاص ) بتنـــفيذ مــا تــم طــرحه من استـــراتيجيــة مستقبليــة للــبلد في جـــميع المــياديــن و معــرفــة نقــاط القــــوة و الضعـــف لأي هــيأة تعــمل لتنـمية المــجتمع ، فالمــساءلة محــور مهم جــدا لغــرس قيــم المـــواطنة و تمــتـين روابط الثــقة بين الحـــاكم و المحــكوم و بالتــالي تكون صــــدا منــيعا ضـــد كل من تسول له نفســـه للمــساس بالمــال العــام او امــن البـــلاد و العــباد .

المشـــاركة تمــثل القــسط الأكــبر لنشــطاء المجتــمع المدنــي حــيث تتيـح للــدولة اقـتـراحــات و ختيارات و افــكار متعـــددة و راحــة في تنفــيذ المــشاريــع بسرعـــة اكبــر و جــودة اعــلى و من اهــدافها :

 معــرفة المــشكلة وقت حــدوثها و الوعــي بها و التحــكم فيــها .

 تنوع في الافــكار

 تقــوية التعـــاون و التكــافل و التآزر و التـــآخي

 زيادة الفاعليـتة في التنفــيذ .

 توحــيد الجهــود .

 توصـــيل مطــالب الشعــب .

 ممــارســـة الرقـــابة .

                                                                                              الجزائر في ديسمــبر 2020