باقر الصدر بين مخططات اللوبي الغربي وغدر أهل الكوفة
نشر في 09 أبريل 2019 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
صفحات سوداوية في سماء العراق وقطعا من الغيوم المظلمة سادة على حوزة النجف وتحديدا مدرسة وبيت السيد الشهيد محمد باقر الصدر (رضوان الله عليه)ففي يوم التاسع من نيسان كانت السلطة الظالمة عازمة بعد إشارة اللوبي لها وبوساطة من رجال الدين الإنتهازيين آنذاك بأن يمارسوا التضييق والإقامة الجبرية والإعتقال وأنتهت بالإعدام و الذي تم بوشاية الحوزة النجفية ومن اولاد وحاشية الزعامة الدينية أنذاك ،والتأريخ لاشك إنه لاينسى مهما حاول الإعلام المؤسساتي الديني والحكومي تلميع صور هذه الواجهات الدينية ،فمن يريد أن يعرف مظلومية باقر الصدر ومن يقف وراء الأعتقالات والأعدامات التي مورست بحقه وبحق عائلته واصحابه فليقرأ كتاب سنوات المحنة والحصار والذي اليوم قد تم سحبه من اغلب مكاتب النجف الأشرف لما فيه من حقائق خطيرة حول جريمة إعدامه (رضوان الله عليه)، ولكن مازاد الطين هو إعدام صدام قبل اكمال التحقيق في جريمة قتل الشهيدين الصدرين (قدست أسرارهما) فلو لا العجالة في صدور الحكم لكانت هناك حقائق مخبأة و أسماء قد كشفت و التي كانت لها اليد الطولى في إرتكاب تلك الجريمة النكراء ولكنهم طمسوا الحقائق كي لا تزيل النقاب وتكشف الوجوه عن هؤلاء المرتزقة و المجرمين ..
حيث إن أبرز الأسباب التي تقف وراء إعدامه (قدس سره) من قبل النظام الصدامي أنذاك،وهو ما كتبه الشيخ النعماني في كتابه _سنوات المحنة وايام الحصار_بعدة جوانب كان أولها بعنوان عواطف السيد الشهيد الصدر مؤكداً ان هذه الصفة الأخلاقية لدى الشهيد الصدر قد إستغلها البعض ممن أرهبهم شموخ السيد الصدر وإمتداده في الامة وقوة علمه، ولقد شُنت حملات كبيرة من الإنتقاد والتشهير مبررين ذلك أن السيد محمد باقر الصدر لا يصلح للقيادة ،كما هو الحال اليوم مع المراجع والعلماء الرساليين والمصلحين، لذلك فأن الشهيد الصدر كان يتمنى الموت والشهادة حتى لو فكت السلطة الحجز عنه بسبب أفعال من أقرب الناس له ومن الحوزة الأنتهازية آنذاك ،لذلك نشير إلى الحادثة التي أكد فيها الشهيد الصدر (قدس سره) أنه لو قُدِّر له وفُكَّ عنه الحجز لخصص قسماً كبيراً من الحق الشرعي لفئة من الشباب غير المؤمن الذين إنتصروا له حينما تخلى عنه الجميع من مؤسسات دينية وغيرها، فالرسالة التي بعثها أحد الحوزويين والمعروف بالشيخ الكوراني مخاطباً الشهيد الصدر أن الحجز مسرحية دبرها لك البعثيون واصفاً إياها من سخريات القدر أن يكون السيد الصدر عميلاً للأمريكان....
فأن المرجعية آنذاك كانت مستهدفة من قبل السلطة الحاكمة مضيفاً أن السمعة السيئة في نفوس الناس بسبب ما اكتنزوا من المال ومن واردات النفط التي نزلت في جيوب زيد أو عمر ،مما جعل السيد الصدر نفسه مشروع للتضحية من أجل الدين والإسلام، ونذكر لكم الحادثة الكبيرة التي قال فيها إبن مرجع كبير لمدير أمن النجف: ( لماذا لا تعدمون الصدر هل تريدونه خمينياً ثانياً في العراق)،وفي سابقة مثيرة في تأريخ حياة السيد محمد باقر الصدر (قدس سره) حيث أن البرقية التي وجهها السيد الخميني عبر إذاعة طهران العربية هي السبب الرئيسي كانت في تصفية الشهيد الصدر وقُتِل على أثر هذه البرقية ،فأن السيد الخميني وجه تلك البرقية بعدما خرج السيد محمود الهاشمي إلى إيران وهذا معناه أن الناس فهمت أن السيد الهاشمي هو من نقل الكلام ورغبة السيد الصدر مغادرة العراق ،في حينها أن السيد الصدر أجرى العديد من الإتصالات للوصول للسيد الهاشمي وإستفساره عن إصدار السيد الخميني لتلك البرقية ، مؤكداً أن السيد الصدر قد تفاجئ من صدور البرقية كما ينقل النعماني، لأنه لم تكن لديه الرغبة في مغادرة العراق ولم يفكر بذلك مطلقاً ، وقام بتكرار سماعها عدة مرات لعله يجد شيفرة في سبب صدور تلك البرقية،
حيث قارن سماحة السيد الأستاذ المحقق الصرخي (دام ظله) بين برقية السيد الخميني وبرقية السيد الصدر، مشيراً إلى أن( آية الله ) تلازمها (دام ظله) بينما (حجة الاسلام) يلازمها (دامت بركاته) أو (دام عزه)، جازماً أن الفرق بين الآية والحجة كالفرق بين الحياة والموت، فالعنوان يمكن أن يترتب عليه حياة إنسان أو موت إنسان وهي لم تغب عن الدولة، مستذكراً ما جرى معه (دام ظله) في التحقيق بعد الإعتقال وتغيير مجرى التحقيق معه عندما إنتقل العنوان من (طالب حوزة) إلى (مرجع دين) نتيجةً للضغط الجماهيري الذي قام به مقلدوه في مدينتي الديوانية والشامية على النظام الصدامي،مُثبِّتاً أنه تعرض إلى التطريد والتشريد والأعتقال بعدما تصدى للجانب العلمي ..
لذلك علينا أن نفهم بإن اللوبي الغربي وبوساطة تلك الزعامات والقيادات الدينية كانت ولازالت هي السبب في إعتقال وإعدام شهيدنا الصدر (رضوان الله عليه) ، فغدر اهل الكوفة وعلملؤها لم تكون حديثة اللحظة بل هي كانت منذ عهد الإمام أمير المؤمنين علي (عليه السلام) وأستمرت في واقعة الطف وارتكبت جريمتها بحق الحسين (عليه السلام)، والى يومنا الحاضر فالغدر والخيانة هو السائد والمهيمن على زعماء الكوفة كونهم دائما كانوا ولازالوا حجر عثرة أمام المصلحين ،ولكن نتسائل في طرح بعض الاسئلة التي ترد في الأذهان ونبحث عن إجابة واضحة خالية من الشك والضبابية وهي :
أولا ..
لماذا االسيد الخميني يخاطب السيد الصدر برسالة مفتوحةمن خلال اذاعة طهران الناطقة بالعربية،وهو يعلم ان السيد الصدر في قبضة الحكومة الدكتاتورية في العراق؟!!
ثانيا..
وهو مهم جدا لماذا يخاطب السيد الخميني السيد الصدر بلقب(حجة الاسلام والمسلمين) وهو يعلم انه حاصل على لقب اية الله العظمى؟!!
ثالثا..
لماذا يطلب السيد الصدر من النعماني إعادة قراءة الرسالة لأكثر من مرة ترى ماذا فيها من لغز لم يعرفه أو أراد معرفته السيد الصدر؟!!
رابعا..
إذا لم يكن عازما أو مفكرا على ترك العراق مطلقا لماذا يطلب منه الخميني عدم المغادرة وهو يعلم ماحجم التضييق وممارسات الأعتقال والخطر الذي يداهم حياة السيد باقر الصدر ؟!!.
هذه التساؤلات على المتابعين ان يبحثوا ويدققوا فيها كي يصلوا الى الحقيقة ورأس العصابة التي غدرت وخانت بشهيدنا الصدر الى ان تم تصفيته من قبل الأنظمة الحاكمة .