شتات شتات حيرةٌ وارهاق ... مفاهيمٌ باتت معتمة وافكارٌ باتت مُّتعِبة فلقد حصلت على شهادتي الجامعية وتخرجت بنشاطٍ مرهف وافكارٍ خلاقة ! لكن ! هيهات للاحلام ان تحقق وهيهات للطموح ان يكون . فأكتشفت بأن هذا ليس يوا سراب لايمكن ان يكون واقعاً ابداً.

ان مجالي الذي كنت احلم ان اكون به الافضل اتضح انه ليس سوا هذيان فلا عمل حكومي حصلت عليه ولا خاص . اين مكتبي الجميل الذي كنت انوي افتتاحه ؟ الاثاث الذي كنت انوي تجهيزه به والاعمال والكتب التي احلم ان اترجمها . الدراسات العليا التي كنت ارنو للحصول عليها والاجتهاد بها بكل اخلاص هه! لاشيء حصل من هذا بل بدأت انسى حتى ما درست واندثرت الطموحات في عتمةٍ دامسة ثقيلة ، لا يوجد بصيص امل !

اتصفح البرامج الالكترونية لقتل الملل ولاشباع التعطش للعطاء علي اجد ما يثير اهتمامي فلا احصل سوا على سلبية ٍ قاتلة فالمجتمع ينغمس بالفساد المواضيع المطروحة مستفزة والافكار الهابطة سائدة فاشعر بغربةٍ مُرة. لا ارى سوا التحريض على التطرف ، التحيز ، والعنف في كل مجال اجتماعي وفكري فالخطأ بات صواب والصواب بات منبوذ . تحريضٌ لنبذ السلام ونبذ الاخلاق النبيلة والمعتقدات الكريمة التشجيع لنبذ الاديان التي تدعوا لكرامة الانسان للرحمة والوئام فأصبح الدين ارهاباً اصبح القتل الزاماً . 

مفاهيمٌ راقية زُلزلت قواعدها واصبحت جرائم ! ضوضاء عارمة بعثرت كل جميل وجعلت كل البشاعة تسود وتستفحل فأين المفر واين الملاذ ؟ تبعثرت في هذه الاجواء ولا اجد الخلاص .