نصف نائم وآخر بعينٍ مفتوحة لتساعدها على التنفس، تسطيع رؤية الأشياء بوضوح، تتنفس من خلال أنفها وليست خياشيم كما يعتقد البعض، لها العديد من الألوان، وصفات أخرى أغرب من ذلك، دعنا نتحدث قليلًا عن واحدة من أذكى الحيوانات الموجودة على الأرض، الدلافيين.
هل قُلت حيوانات؟ نعم، فهي ليست فقط من الحيوانات، ولكنها أيضًا مثلنا من الثدييات. قبل ٥٥ مليون سنة، دخلت بعض الثدييات البريّة المفترسة الماءَ واُطلق عليها “الثدييات المائية“، ومع التحول في درجات الحرارة قبل ٣٥ مليون سنة قلَّت هذه الفرائس، وتحوّل نوع ممن نجوا إلى شكل أصغر وبأسنان أقل حدة ولكن بدماغ أكبر وأكثر تعقيدًا.
تعتبر الدلافين ثاني أكبر الحيوانات في حجم الدماغ مقارنةً بجسدها بعد الإنسان، وجد العلماء أنها تستطيع تكوين علاقات إجتماعية بسهولة، والذي بدوره يساعدها في الاستمرارية؛ حيث يتعاونون على الصيد والدفاع أمام الأعداد، وكذلك في التربية، وذلك لاقتناعهم بأن تحقيق أهدافهم يتطلب التعاون والتوافق.
ليس فقط بل رغم اختلاف أنواعهم —والمقدرون ب٨٦ نوع تقريبًا— في سلوكهم وطرقهم في إظهار التعاون، لكن أشكال التواصل لديهم تنتقل من جيل إلى آخر. وللمثال فقط، تعلمت بعض الدلافين كيف تغطي فكها بالأسفنج عند التوغل في الشعب المرجانية، نسيت أن أخبرك أن فكها يتميز بالعديد من الأسنان.
بالتصفير والتلويح تعلم الدلافين اللغة بسهولة، ولاحظ الإنسان استيعابهم لعناصر اللغة بالاشارة فقط، فهي تفهم الرموز وتطابقها مع الحركات، ومَن غير الإنسان يفعل ذلك؟ أيضًا وجد أنها تستطيع التعرف على نفسها في المرآة، والذي ليس بالأمر الهيِّن إن كنت تعتقد، والمدهش أكثر أنها تتعرف على فكرها أيضًا عن طريق عملية تسمى بما وراء المعرفة (Metacognition).
وفي أحد الدراسات لاحظنا أن الدلافيين تستطيع أيضًا التفرقة بين صورتين مختلفتين، والعديد والعديد من الصفات لكننا اليوم نسلط الضوء فقط على ذكائها، أنت لا تحتاج لمعرفة كم هي تؤثِر الغير وتتعاطف معه سواء كان من فصيلتها أو من فصيلتنا. دعني أسألك.. إذا كانت تتميز بكل هذه الصفات التي نفشل نحن كثيرًا في امتلاكها، لم قد يصطاد الناس الدلافين بحقٍ؟
-
فؤاد ياسر عامرطالب بكلية طب عين شمس، أهتم بالفنون والآداب، كما أؤمن بأن العلم هو الطريق الوحيد نحو التغيير.