- رسائل إلىٰ جُبران - - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

- رسائل إلىٰ جُبران -

أدب مُراسلات

  نشر في 07 ديسمبر 2018 .

صباح الخير جُبران

نهاية ليلة أمس بعثت لك رسائلاً صوتية تبرم عن شدة شعور حاوطني كجدران زنزانة ، عادةً لا أرسل لك الرسائل الصوتية ليس لأن الكتابة لا تعبر أو لا تتصل بالشعور الخارج من حبال الحنجرة البائسة ، الأمر كان مضجراً علي أ تُصدق ؟ أني كنت مخمورةً عندما بعثت كل هذه التسجيلات الصوتية أي لست بكامل وعيي اطلاقاً و لأنني عندما أنتهيت من الحديث لطخت رأسي بالحائط الذي يتوسد ظهري ندماً ، حروفٌ ماتت يا جبران في جحر فمي لمْ اسمح لها بالخروج وعندما نطقت بها ؛ ليتها جاءت بمسرةِ ما بعد العزاء ، أتعبني الشعور ، أمرك المُشتت و شكل العلاقة التي تحتوينا ، بائسة جداً لا مسمىً لها أ تدرك انتَ ذلك ؟

شعور الارتياح فارقني طويلاً معك ، قراراتي بتركك إلىٰ الأبد تُخفقها برجوعك إلي في كل مرة ، حماقتي أشعرُ بها معك وضعفي .. يا غبية ، مغفلة يهجرك فترجعين مُتناسيةً ناسية كل ما خلّفه البعد ، لماذا لا تصمّم علىٰ هجري قطعاً ، لا ترجِع في كل مرة أشرفت فيها علىٰ التعود و العيش دونك ، لا أقل نسيت فانت تملأ حياطين التواصل خاصتي و تملأ الشوارع و أماكني المُفضلة ، رغبتُ بكَ صديق لا أعتبُ عليه إذا فارقني و رجع للسؤال عن أحوالي ، لكن رفضت انت تلك "الإهانة" -بالنسبة لك- و لو فكرت قليلاً لوجدت أني ارغب بالاحتفاظ بك لوقتٍ أكثر و مؤبد .

واحدة من هذي التسجيلات قلت لك بها : انتَ لا تعلم شيء عن شر حزني و كيف يقوم بتفسيخي كجثة ، لو حسمت وجودك لو أخترت لنفسك مُسمىٰ في حياتي كان راحةٌ لعقلي . تععمني بالحيرة التي تنمو داخلك لا ترغب بي بعيدة و تفضلُني ايضاً و انا معلقة بأنتظارك .

حجم الأذىٰ الذي أتصدىٰ له لا يمكنك رسمهُ علىٰ ورقٍ أبيض .

تمنيت أن استيقظ صباحاً و لا اجد منك رداً أو عبارة " شنو إلي مضايگچ " ، حياتك مكتظة بالتجاهُل ، تَجاهل صوتي هذه المرة أو لا تسمح لردك أن يكون عطوفاً مع كبريائي الذي أنهزم بحربي ليلة البارحة .

و عن أسباب إرسال ما أرسلته كان نتاج فكرتين سرطانية ، تفاقمت فهدَمت ما بنيتهُ من سقوفٍ للابتعاد . الأولىٰ للحظةٍ فكرت ؛ ما الذي سيحدث لي لو أن في نهاية وقت العمل وانا أتناول هاتفي -كعادتي- و أتصفح مواقع التواصل فأرىٰ قد شاع خبر وفاتك في أحد أيام حياتي القادمة -لا قدّرَ الربّ- ، كيف سيكونُ حالي و هضمي للخبر ؟ كيف ستكون شاكلتُ قلبي ؟ و الاكثر سوءً أني قبلها لمْ أُحادثك بسبب سذاجاتنا ، تعرف مُسبقاً عن خوفي المُبالغ من الفقد ناهيك إذا كان فقدك !! أ ترىٰ أن الحياة طويلة حتىٰ نتماطل بهذا البعد و الرجوع ثم الرجوع فالفُراق .. شيءٌ لا يستحق مع هذهِ الحياة الفانية يا جُبراني .

و الأمر الآخر و الحدث الأكثر إثارة لي ، صادف بهذا اليوم الذكرىٰ السنوية لِلقاءنا الأول فكتبتُ نصاً حتىٰ اوثقه مع باقي الأشياء و أستذكر بهذا الشتاء دفء مشاعري الساذجة :

‏مرّ عامٌ علىٰ لقاءنا الأول ،

‏جوٌّ بارد ،

فصلُ وِلادتُك ، فصل اللقاء

و فصل أكتمال الأحلام ،

‏يديّ يقرصها البرد ..

‏و يقرص قلبي

‏صدقَ ما عيني تراه -فوجهِك أمامي-

‏وصلتُ إلىٰ مكان المُلتقىٰ

‏لمْ أرَك اولاً ؛

‏غطوّك أشخاصاً من بعيدٍ اراك ،

‏تقدمت قليلاً ،

‏فابتعدتَ انتَ لتجلس

‏مع أقرانك شطري ،

‏انزويتُ انا أتمعنُك لدقائقٍ قليلة

‏قبل أن أتقدم للجلوس -بُعد أمتار-

‏أعلم لنْ يَسمحَ خجلي بإطالة النظر إذا أقتربت .

‏رجلٌ فارع الطول نحيف يتقدم

‏نحوي و الذي أتىٰ من إثر

‏وشوشتُكَ لهُ ،

‏يدعوني للجلوس

‏- تفضلي يا آنسة معي ،

أستاذ جُبران يدعوكِ هُناك .

زاد إرتباكي ،

‏خفقان قلبي يحتفي بعُرسٍ صاخب .

‏تقدمت ، صافحتُ يدك ،

دافئة جداً و ليّنة

-علىٰ عكس ديسمبر-

‏عيني لا تترك النظرَ إلىٰ وجهك ،

‏أخشىٰ الوقوعَ في فخِ انتباهك ؛

لكنكَ أنتبهت !

عينُكَ ذكية أم عيني الفاضحة

لا أعلم .

هو أمامي ، أنه حقيقي !

‏حقاً أم أني مُتوهمة ،

‏تجاوزني و أخترق أنفي عطرك

الذي رافقني إلىٰ المنزل ،

‏أظن أنه عربيّ ممزوج بالعود

‏شعرت أني امتلأت به أفعمني ،

‏فرجعتُ من هذا اللقاء

‏مُتأرجحةً بتفاصيلِ التفاصيل

‏مُخلِدةً بعضاً مِن روحي هُناك ،

‏و الأغان تطربُ علىٰ حبالي حُباً .


  • 1

   نشر في 07 ديسمبر 2018 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا