أفق من طبلة النوم فالأرض تهتز و السقف يتمايل لترقص على دبكة ثورتك القائمة على السلم و الحب معا، لست أفهم ما تقصده يا جاري من كلمة زلزال، و قد سهرت الليل أتصفح أوراق اعتمادي في وظيفتي الجديدة ، قلتها لك أفق و غادر فورا مسكن سكنك فالكل سينهار من فوق رأسك..
يا لهول الخبر من لفظ زلزال، ما الذي جرى و ما الخلاص لو انهارت كل البيوت فوق أسقف الغادرين حينما ظنوا أن قوتهم سيطرت على الضعفاء بشكل يقيني ، أفق و ابتعد قدر الإمكان من محور الزلزال..فالخطر قادم.
لا بد أن الكلمات بدت تتضح لي و حتى نموذج الزلزال في أبهة انطلاقه سيطالني حتما و صحائفي المغردة في الدفاع عن حقوق الإنسان ، لست إلا مدافعا عنها بكل ما أوتيت من قوة.........قد يكون تصريحك كلاما مغالطا و قد يكون كاذبا...لست أعرف أنا الأخرى ، حتى أنا لممت أوراقي لأفر من موقع الزلزال..ماذا حدث بالضبط...حتى أطمئن أني سأكتب فوق موجات الغضب..
لقد تحريت اللحظة عن مصدر الهزة و امتدادها على سلم الغفلة ، انه زلزال الضمير إن هو صحى من غفلته على حين فجأة و أدرك أن الأرض لن تسع إلا الصادقين في صدقهم و تطرد المنافقين إلى أغوار خنادقهم ..صعبة جدا هي صحوة الضمير و إن المبلغ عن الزلزال لصدق في تشبيها بتلكم الثورة العارمة التي تتخبط و تتلاطم بداخلها النفس الجريحة ، هون علي يا ناقل الخبر لست التقط أنفاسي لأفهم مقياس الهزة ، هل هي خمسة أو سبعة أو أكثر ، دعنا نجس النبض لدى الصادقين في حديثهم ، لكم بدى الجمال من عبق الكلمات محررا و لكم لاحت لي بوادر الأمل ناضرة للجميع أن الغد صار أحلي من اليوم ، ما هذا الاستباق الزمني ؟ ، فالحاضر لا يبدده ظلام الأمس و نور اليوم لا يغطيه ضباب الغد ..زدني علما عن مصدر الهزة و أي ضمير رضى بثورة التحرر على حين فجأة ؟؟؟ هل كل المعذبون على الأرض معنيون بالهزة ؟ هل انطلقوا في رقصة تجمع المفارق و المغدور به و حتى الساكت عن حقه مخافة الموت أن الضمير كسر كل القيود ؟ ، ، انه زلزال لاسترداد الحقوق المهضومة في عيد حقوق الإنسان المعهود، كل فقير تغنى بأنشودته فأحدث زلزالا لدى الغني في أن يتصدق بفن و إلا فلا لكل ما يعطى بمذلة النظر و الاستهتار، هي رحلة المنادية بلا لهضم حق اليتيم المكفول منذ مات الولي غائبا عن كفالة الحق في العيش، طيب و ما مقدار الهزة على سلم الغفلة ؟ ، لم يكن له قياس معلوم ، لأن الثورة لا تعرف لها أبعادا جغرافية و لا حدود مشاعرية في الاستعطاف، هم لا يريدون جلب رحمة و شفقة بقدر ما يريدون القول أنه ما غاب حق ورائه مطالب و لو انغمس الليل في استبداده بظلام كاحل سيحل النهار معلنا عن تحرر و اعتاق لرقاب المعتقلين في سجون المذلة، يا له من زلزال قدر له أن يضرب في العمق مخابئ الجور و الخور، دعني أفهم الارتداد جيدا ، لا لن تستطيعي قائل لي أحد الأطفال المشردين في سوريا فالظلم حائز على لقب الاستمرار و الدماء جارية في رحلة لجلب الحق المكتسب ، طيب ما شاعرية الأرامل من وقع الهزة ، هي زغاريد تتغلغل في الأدراج و تنفق من صيتها لحن التحرر قريبا بميعاد يريده المحدثون للزلزال لغة تتشبه لها برونق الرقص على رقاب الحمقى العابثين في أرض السلام..
إن أنا أقول فهمت أكون أخطأت ، أقول لم افهم أكون تأخرت في التموج مع ارتداد الهزة ، لكني متيقنة أنه فجر الحرية من لاح على حين انتضار فكان على سلم الغفلة إنذارا بقرب النصر..وعد هو أفرحني و خوف أمطرني ثقة أن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة..دثروني بغطاء ضد مكممي الأفواه ، فالزلزال في انتشاره دمر و اسقط كل قوى الشر، أركن مكانك أيها الهارب من ضمير الانعتاق ، ما الزلزال إلا صحوة ضمير فجرت كل الظنون و أردتها حقيقة،يا للهول ويا لروعة المشهد زدني اطمئنانا لطفا ، طمني إن ما كان على سلم الغفلة استيقاظ من سبات عميق حتما لن يطول..قلها.. إني أسمعك و سأتعود على الزلزال لأنه مطلب لقلمي في أن يحرر كل أسرى المشاعر الراقية ..
غدا الزلزال في كلمته ضربة موجعة و لكن في مضمونه رحلة فرحة ليست تنتهي حتى تنهار كل القيم المناهضة لحقوق الإنسان في يوم عيده الموعود.
-
د.سميرة بيطاممفكرة و باحثة في القضايا الإجتماعية