هيا نكون كالفصول الأربعة :
يأتي الخريف ، نجده في أجمل وصف في هذا البيت التالي
ـ نثرى الخريف على الثرى أوراقه فتناثرت كتناثر العبرات يلهو الهواء ببعضهن هنيهة ويعود يجمعهن بعد شتات
إذا هلم بنا لنغسل روحنا من كل حسد وغل و نميمة و حقد ، نترك الغيظ الذي كظمناه في الليالي المظلمة يسقط مع الدموع ....تجري كالمطر جريانا ..مثل أمطار الخريف ... تروي الأرض ساقية لها بعد صيف حار .
هيا بنا نتخلى عن كل ما هو بغيظ نراقبه يسقط كأوراق الخريف ، تتناثر في الأرض وتذهب مع الصّرصر من الرياح.
هيا معا نزرع بذور الإيمان و الحب و الطيبة في أنفسنا لنحصد الخير وحب الله و حب خلقه ...
ينتهي الخريف ليعلن عن الشتاء
تتساقط الثلوج في مناطق و يشتد البرد في مناطق أخرى دون ثلج ، تهاجر أنواع من الطيور بحثا عن الدفء .
هلم يا يأس معي لنكن مثل هذه الطيور، نهاجر لنتقفّى أثر الأمل في هذا الكون الساحر بكل ما فيه .
هيا معي يا نفس نجعل من الايمان الحقيقي وسيلة لنبقي قلوبنا دافئة و مطمئنة في شتاء هذه الحياة الصعب .
هيا نصنع من ثلوج هذا الشتاء أشكالا للفرحة و الحب و الاحسان , لتسري في الأفق وتملأ النفوس بالأمل.
لتثير وجداننا ليتأمل ويتفكر في جمال هذا الكون الساحر بكل ما فيه ....
ليودعنا من جديد الشتاء ...مبشرا بربيع مشرق و ضاحك كما وصفه البحتري :
أتاك الربيع يختال ضاحكا من الحسن حتى كاد أن يتكلما
وفي بيت آخر يقول :
تضحك فيه الشمس من غير عجب كأنها في الأفق جام من ذهب
إذا انه الربيع تكتسي الأرض حلة بأبهى الألوان... مروج ...زهور....أشجار مثمرة .... شمس دافئة.. تدب الحياة من جديد..
هلم معا ننقل هذا الجمال بحواسنا للعالم بصورة اخرى , بالخير والبسمات , بالطيبة و الحب ...
ونستشعر كل ما فيه بكل حواسنا ...نستنشق عطر زهوره .
نقطف ثماره...هيا نكون مرآة تعكس جمالا الكون الآسر...
ومن جديد يذهب الربيع تاركا بالنفوس فرحة وبهجة ..
ليأتي الصيف...
.تمتلئ الشواطئ وترسم أشكالا بشتى الألوان ....البحر دافيء .......الليل جميل ونسيمه يشعر بالراحة.........هلم للبحر معي لنسبح ونترك كل هم يملأبالنا يذهب مع أمواج البحر............
هيا نصادق الطبيعة بجمالها بكل أشكالها....لنكن مثلها تتغير دائما وفي تغيرها ما يخدم الكثير ...
-
لينة بغدادييقول الرافعي : ستبقى كل حقيقة من الحقائق الكبرى كالايمان والحب و الجمال و الخير و الحق - ستبقى محتاجة في كل عصر إلى كتابة جديدة من أذهان جديدة .
التعليقات
دمتي رائعة، وفي انتظار المزيد