كذبوا عليك فقالوا : الكرة لا علاقة لها بالسياسة
أحمدُ من أرسل خير الرسلِ.. محمدا بخير وحي منزلِ.. أن قد عافاني من مرض الكرة.. ، جملة دائما ما أكررها ، و أعيدها على مسامعي كلما رأيتُ أناسا يتهارجون بعد كل مباراة لبرشلونة و مدريد في المغرب الأقصى !
بالأمس ، خرج الناسُ أفواجا في كثير من المدن المغربية احتفالا بالفوز التاريخي المعجز لبرشلونة ، و لو أنك ترى الشيبان و الشباب و الأطفال تتعالى أصواتهم و تبح حلوقهم ، صراخا لهذا النادي ، و كان لك قلب ينبض بحب هذه الأمة لبكيت دما بدل الدمع ..
لم أكُ لأفهم و لن أتفهم إذا أطال الله في عمري كيف أن مغربيا أصيلا ، يناصر فرقا تمثل بلادا لم تجف بعد دماء أجداده أهرقت على يدي عساكرها ، و كيف أن منطقة بأكملها في شمال المغرب ، أبيدت بالكيماوي من طرف الجنود الإسبان توالي إسبانيا موالاة كاملة إلا ما رحم الله و ترى فيها القدوة ، و تناصر فرقها بل و يشجعون فريق البلاد الإسباني الرسمي في المحافل الدولية ، شيء يبعث على التقزز بكل صراحة ، في دولة تعتبر المغرب الأقصى ، ضمن الأعداء العشر الأوائل كل سنة في تقاريرها ، و تتلف محاصيل الخضراوات المصدرة عبر طريقها ، و تنظر بعين الاشمئزاز و النقص إلى هذا البلد ، بل و تحتل مدينتين من أراضيه يوجدان داخل نطاق حكمه ، مدينتان يعاني المغاربة كل يوم و ليلة من الذلة و الاحتقار و سوء المعاملة من أجل الدخول إليها ، بل تساند مرتزقة البوليزاريو فوق أراضيها ، و تمدهم بالدعم المعنوي و المادي .
كذبوا عليك فقالو ، أن الكرة لا علاقة لها بالسياسة ، الكرة يا عزيزي هي السياسة ، و هي الأداة التي بها يحكم النخبة الدهماء ، الكرة ، كلها سياسة ، و هي الوسيلة الأنجح بين الدهماء لرفع راية دول بعينها ، و هي الأداة التي من خلالها ن يمرر الحكام قراراتهم ، و هي الأداة التي تلعب دور المورفين في تهدئة المجتمع !
كذبوا عليك فقالوا أنها لعبة فقط ، و أن لا علاقة لها بالتأريخ ، أجدادكم الذين قضت عليهم إسبانيا بالكيماوي من السماء ، و هم يحاولون بأسلحة بسيطة تحرير أراضيهم ، لو قدر لهم أن يتكلموا لبصقوا في وجه كل من يمجد إسبانيا اليوم ، أجدادك الذين لعب الجنود الإسبان الكرة برؤوسهم المفصولة عن أجسادهم ، لو قدر الله لهذه الرؤوس أن تتحدث لتبرأت منكم .
كذبوا عليك فقالوا أن إسبانيا لا تستعمل كرتها لتمرير سياساتها و لرفع مكانتها بين دول العالم . و كذبوا عليك فقالوا، إننا أحفاد الرهبان بالليل الأسود بالنهار.. نحن طفرة شاذة في هذه الأمة ، مريضة بمرض النقص و عقدة الآخر و متلازمة ستوكهولم ، لأن الأمر لو تعلق بأفراد أسوياء ، ما كانوا ليشجعوا فرق دولة لا زالت تعتبرنا ألذ أعدائها ، بل كان همنا ، أن نستعد لهم كما هم يستعدون لنا ، و نبادلهم عداء بعداء ، في أنفسنا و نلقن أولادنا و أحفادنا جرائمهم التي يرفضون لحد الآن مجرد الاعتراف بها ، و الاعتذار عنها ، و يحتفلون كل سنة بمحاكم التفتيش و التعذيب و طرد المسلمين !
هذه البلاد التي أنجبت أكابر المجاهدين الذين دحروا الإسبان ، لا تستحق أفرادا مثلنا ، نعيش على ظهرها لنأكل و نتناسل ، و نشجع من أهرق دماء أبنائها عليها .. و نرفع أعلامه !
إنها السوأة !
-
يعقوب مهدياشتغل في مجال نُظم المعلومات .. و اعشق التصوير و الكتابة