في ليلةٍ من الليالي التي مرت بي،وسط إحساسي بالإكتئابِ،و العجز،والحزن, يكفيني فقط أن أشعر بشعورٍ واحدٍ منهم حتي يأتي الآخرون ليتكالبوا علي نفسيتي,وفي ظلام الغرفة و أثناء استلقائي علي سريري،أحسست أن الموت ضيف جميل فرجوت من الله أن يزورني هذا الضيف,و فجأة وجدت نفسي أبكي علي الرغم من أنّي قليل البكاء،فاندهشت من كمية الدموع التي سالت من عيناي،و لم أندهش من بكائي نفسه, فوضعت يداي علي عيناي،فلمست أصابعي الحاجبين،و وسط كل المشاعر السلبية التي سيطرت علي قلبي إلا أن هناك سؤال قفز إلي قلبي و سيطر علي عقلي "ما أهمية الحاجبان في وجهي،لماذا خلقهما الله؟"،فنسيت ما أنا فيه و سيطر علي عقلي الفضول ,فدخلت علي "جوجل"؛لكي أعرف ما أهمية الحاجبان,فقرأت إنّهما يمنعان نزول العرق من الجبين إلي العين، فتجعل العين جافة لتتمكن من الرؤية بشكل أوضح.و قرأت أيضا إنّها مصفاة للسموم من الجسم،فإن من وظائفها طرد السموم من الجسم،لما وجد في شعر الحاجبين من العناصر الثقيلة مثل "الزئبق"و"الرصاص"،ثم أمضيت ليلتي كلها و أنا أقرأ عن وظائف أعضاء جسدي التي خلقها الله -عز وجل-.و كيف أن الله إهتم بأدق التفاصيل أثناء خلق الجسد،فقلت في نفسي "من إهتم بأدق التفاصيل في حياتي سيُنسيني ما أنا فيه من هم و حزن " ، فأمسيت أردد "الله معي، الله معي ، الله معي " فهدأت روحي ، و جفت دموعي ، وغرقت في نوم عميق ..
-
يحيي إيادصحفي بجريدة "دنيا الفلوس"...