ألم مخفي، عبء ثقيل يعصف القلب، ظلام قاتل وراءه تساؤلات كثيرة كادت تؤسر العقل بحيرتها ويأسها.. وجوه تعيش في ظل رضاها الذي يقتلك بأنانيتها وجحودها الذي لا ينتهي.. فتشعر وكأنك طيف لروحك، تذرف الدموع من فؤادك الذي يعاني من سراديب أقفلت عليك أبوابها، فلا تصنف من بين الأحياء على أرض الواقع ولا من بين الذين يمكثون على أرض الأحلام الكاذبة التي عشنا على أملها ونحن أطفال..
وتمر السنوات وكأنها أياما وساعات دون أن ننتبه لما سرقته من نور أمانينا ونحن في صمود دائم ضد أقفالها التي نحاول كسرها بكل ما نستمده من قوة إيماننا وآمالنا بغد أفضل من حاضر يقتل كل ما فينا.. أحيانا كثيرة نشعر وكأننا نمشي في نقطة وقوفنا، فتحوينا دائرة الحيرة من جديد ونعيد الكرة بالخروج من دائرة السموم تلك ونتجه عكس كل ما يجذبنا إليها من أقاويل وأفعال تبث الضعف في إصرارنا؛ فنواجه دوامة التحدي والإختبار.. فنضعف تارة ونتمسك تارة أخرى بحبال أمانينا.. نهرب ونهرب ونستمر بالعودة للطريق الذي رسمناه لأنفسنا ونحن على يقين بأن هناك رب للعباد قادر على أن يخرجنا من ظلام تلك السراديب وأن يمحي هذه الحلقة التي تحوينا.
-
د.أسن محمددكتوراه في التنمية البشرية - كاتبة ومدربة