العبد الحر - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

العبد الحر

  نشر في 28 يوليوز 2023  وآخر تعديل بتاريخ 30 يوليوز 2023 .

  العبد الحر

امير يسكن في قصره. لم يتعلم في حياته غير الصيد وشرب الخمر ومداعبة الجواري وحراسة الكتب التي جمعها والده قبل وفاته. واوصاه ألا يقترب احد من تلك الكتب واجعل مكانها سرا خفيا عن الجميع ولا تفصح عن مكانها لأي شخص مهما كانت قرابته منك .كانت تلك الوصية التي دائما ما يجلجل صداها في اذنيه , و كان عبدين خارج القصر كلاهما يحملقون اليه بعيون الاماني والفيافي البعيدة التي تحلق داخل رؤوسهم .يريدان ان يدخلوا القصر ليحقق كل واحدا منهم حلمه الذي يعيش لأجله ويقبض عليها بيدية بكل ما اتيه من قوة .ان من ذاق طعم الحرية ستظل تمتلك أحاسيسه وتجول بين ذكرياته حتي يستعيد حريته مرة اخري وان كان علي حافة القبر

-الاول العبد مرجان يريد ان يدخل القصر لينال حريته التي سلبت منه دون ارادة وقد عذم بداخلة ان ينال حرجته مهما طال الزمن ومهما كانت العقبات ان ما بداخله من اصرار وعذيمة قادر علي تحقيق احلامه وتلك العذيمة لن تنتج من فراغ انما هو العلم الذي ورثه من الاب والخبرة التي جاهد نفسه كثيرا كي يحصل عليها .ان حبه علي الاطلاع والمعرفة ساعدة كثيرا ان يكون فتي يافعا يمتلك الكثير والكثير من كافه العلوم في الطب والفلك والهندسة والمعمار والزراعة ؟

- الثاني العبد جبران يريد دخول القصر ليأكل ويشرب اللين والعسل ويتنعم بنعيم القصر انه دائما يحلم بنعيم الجسد انه ولد عبدا وتلك هي احلام العبيد التي تقتصر في ارضاء من يخدمونهم ويجدون كل السعادة عندما يرضي عنهم السيد. تلك هي جل احلامهم ملي بطونهم من بقايا اسيادهم والقبض بيد من حديد علي تلك المنه التي يمنحها لهم السيد .انه طعم الزل الذي امتلكت عقولهم وهي الطاعة العمياء وهم خاشعة ابصارهم ينظرون الي تحت اقدامهم وقد القوا اذانهم نحو السيد ينتظرون الأوامر للتنفيذ. لكن مرجان يختلف كثيرا . دائما يحلق عيناه الي السماء (حيث انه يعتبرها رمز الحرية ).وفي ذات صباح وهو ينظر الي السماء كعادته يحملق بين الطيور التي تسبح بين هوائها الطلق دون قيود او حدود. . فرمق صقر جريح يصارع الصقور بقوة وبسالة يقاوم بكل ما اتيه من عذيمة لا يريد الاستسلام .فتعجب مرجان بقوة هذا الصقر وتمتم انه يشبهني كثيرا انه صلب. يحاول ان يعاند قدره . انتهي الصراع بعد معركة طويله. فقد تكالبت عليه الطيور فاسقته ارضا لكنه ما يزال يقاوم حتي رمقه الاخير .عجيب هذا الصقر وعجيب ارادته . اسرع اليه مرجان واستطاع ان يبعد عنه الطيور الجارحة بعصا كانت في يده ونظر الي جناحه المكسور .حمله برفق الي خيمته و ضمد له الجرح وكان يقدم له طعامه .تمر اسابيع قليله و جناح الصقر يلتئم ويتعافى واصبح يحلق في السماء مره اخري وينظر الي مرجان وكائنه وهب له حياه جديده ومن تلك الحظة اصبح صديقه الوحيد . لم يفارقه الصقر كأنما ينتظر ان يسدد له دينة , وفي ذات صباح خرج الأمير مبكرا الي رحله صيد فرأي مرجان ينظر الي السماء فنادي بصوت يدل علي عظمته وكبريائه . ايها العبد لكن مرجان لم ينتبه الي نداء الأمير. التفت الأمير الي احد جنوده وهو يقول . اذهب الي ذلك العبد وخذه معك الي رحلة الصيد كي يجمع الحطب ويحمل امتعتنا واحرص علي قتله قبل العودة , تقدم الامير بين مجموعه من فرسانه الي احضان الغابة واخترق اشجارها الكثيفة حتي وصل الي حافه النبع ولم يستطع كبح جماح نفسه عند رؤية الغزلان انطلق جواده واطلق له العنان خلفهم وشد وتر القوس وقبل ان يفلته اصطدم بفرع شجرة . وقع الامير من علي جواده فهوي علي جزع شجرة مقطوع . فاسرع اليه الجنود يحاولون انقاذه من الصراخ المدوي وعندما تمتد يد احد جنوده نحوه يصرخ من شده الالم مثل مجنون .احتار الجنود الي ان هداهم صوت مرجان و قال بصوت مرتفع لا ترفعوا الأمير من علي الارض لأنه وقع علي ظهره و اخش ان يكون انكسر عموده الفقري انني لدي خبره ليسه قليلة في تلك الامور سأعالجه حتي يأتي الطبيب ,اذعن له الجنود وافسحوا له الطريق .فصرخ الامير اقتلوا هذا العبد .فردد مرجان ان قتلتني الان ستلحق بي علي الفور ان الوحيد من يستطيع علاجك .انا الوحيد هنا من يستطيع تخفيف تلك الالم عنك .فردد رئيس الحرس بصوت يملاه التوسل مولاي ليس بأيدينا غير السماع الي صوت الحكمة الان ربما يكون هذا العبد هو طوق النجاة لك اليوم حتي يحضر الطبيب .

احضر مرجان جعبه واخرج منها بعض الاعشاب المخدرة وبدء يضع مقادير معينه بحرص شديد واعطاها للأمير حتي تخفف عنه الالم وغاص في ثبات عميق وطلب من الجنود ان يصنعوا نقالة ووضع عليها بعض الاغطية وطيب ان يطرحوه علي بطنه وامتدت يده نحو خنجر ومزق ملابسة وكأنما هي تلك البداية لتمزيق ملكة وضغط علي عموده الفقري بأصابعه بحرص وتحثث موضع الكسر وطلي جسده ببعض الاعشاب والمراهم ووضع جبيرة اشتدت علي ظهره وبدت متماسكة

, تمر أيام ومرجان يعالج الامير تارة ويذهب الي الغابة لجمع الاعشاب تارة اخري حتي جاء الطبيب و نظر الي جراح الامير وقال بصوت يملئه الدهشة انني لا استطيع فعل اكثر من هذا . من فعل هذا؟ من الذي عالجك هل لك طبيب اخر .انني كنت اظن انني امهر طبيب في المملكة؟ ردد الأمير انه عبد يدعي مرجان الطبيب ردد في دهشة : اين هو الامير انه في الغابة ذهب يجمع بعض الاعشاب كي تخفف عني تلك الالام اللعينة

ردد الطبيب بصوت لا يخلو من نصيحة : احرص علي حياه هذا العبد انه انقذ حياتك

ردد الامير في دهشه: ماذا تقول ايها الطبيب انني ارسلت احد الجنود لقتله انه مجرد عبد لا اكثر .انك تعطيه فوق حجمه, فقال الطبيب ان الكسر قد اصاب عمودك الفقري وان علاجك سيستمر وقت ليس بقليل .فان وقوفك علي قدميك مرة اخري مرهونة بحياة ذلك العبد .اذن لي يا سيدي سأذهب الي الغابة لأحضر معه بعض الاعشاب

تفضل ايها الطبيب.

بينما يخترق الطبيب ارض الغابة وهو يتفحص جمالها واشجارها وزهورها النادرة رمق احد الجنود يصوب السهم ليقتل العبد فامسك القوس من يده والقاه بدجر وهو يقول لقد عفا الامير عنه وتقدم نحو العبد بخطي بطيئة و يحملق اليه بأعجاب وقال لقد ظننت انها اكبر سننا ايها الفتي ؟ فردد مرجان ان الانسان لا يقاس بعمره يا سيدي بل يقاس بكثرة المعرفة والاطلاع ورجاحة عقله ثم خفض بصره الي الاسفل وقال بصوت لا يخلو من مرارة لماذا يريد الامير قتلي وانا انقذته., فردد الطبيب لا ادري ولكن ما قمت به يدل علي انك لديك علم ليس بالقليل من اين اكتسبت هذا العلم؟ انه ليس وليد صدفه انك مارست الطب هلا اخبرتني عن هويتك واعلم ان سرك في بئر عميق ؟

رفع مرجان بصره نعم انني منز الصغر وابي كان يعلمني شئون الطب حتي جاء والد الامير وقتله واخذ الكتب واخذني عبد عنده ردد الطبيب

اكتم ذلك عن الامير لو علم ما اخبرتني به ما تردد في قتلك لحظة واحده واحرص علي الا يعلم انك تجيد الكتابة القراءة واحرص علي ثقه الامير حتي تتمكن من دخول المكتبة التي لم يعلم مكانها احد غيره. لقد جمع والد الامير اجود الكتب واندرها وجعلها سرا لا يعلمه غير هذا الأمير الجاهل ,فردد مرجان وما الذي حمل والد الامير علي هذا ,اطرق الطبيب برهه وقال ان سرا اخبرني به قبل وفاته . يرجع السبب الي زوجته الخائنة التي احبت عبدا لها كان شاعرا واستطاع ان يمتلك قلبها الي ان شاهدها والد الامير بين احضانه فقتله امامها وقتلها وهداه تفكيره الي جمع الكتب واخفائها في مكان بعيد . هيا نذهب حتي لا يقلق الأمير حمل مرجان الأعشاب علي ظهره وعند وصوله وضع الاعشاب بجوار الأمير و قال ان الكسر سيستمر اشهر حتي تستطيع الوقوف علي قدمك يا مولاي الأمير ان اتبع مولاي التعليمات بكل دقه ؟ اراد الطبيب ان يصدق علي صدق كلامه اومئ براسه بالإيجاب نعم ثم ثبت عينيه نحو الامير وقال. اجعل العبد لا يفارقك فان وقوفك علي قدميك مرهون بوجوده معك , وقبل ان ينهي الطبيب حديثه جاء احد الجنود يستغيث بالطبيب .ان قائد الجند لدغته افعي وهو الان يصارع الموت ,فأشار الطبيب بيده سآتي معك علي الفور وقبل ان يخطو خطوه واحده اشار الي مرجان ان يتبعه ,تقدمه الجندي الي ان وصل الي القائد وكان قد ارتفعت حرارة جسده وبدا ان يتخشب فقال الطبيب لقد انتهي امره ,فردد مرجاني سيدي هل تبعتني قليلا .فانزوا بعيد عن اعين الجند واخرج من طيات ملابسة الترياق ومد يده نحو الطبيب .اجعله معك حتي لا يلاحظ الجند ويخبروا الأمير ويراوده الشكوك نحوي فنفشل في معرفة سر المكتبة ويضيع الامل الي الأبد , فردد الطبيب في دهشه وقال يبدو ان في جعبتك الكثير ايها الفتي, تقدم الطبيب نحو قائد الجند وانحني نحوه ووضع الترياق في فمه وقال انه الأمل الاخير له ,اخذ مرجان نصلا من احد الجنود وقطع وريدا اسفل لدغة الثعبان مباشرا وبدا الدم الفاسد يتدفق بغزارة .وكان قد وضع نصلا اخر علي النار وكوي به الجرح ولم يمضي غير القليل من الوقت وتعافي قائد الجند ورمق الطبيب بجواره فقال لقد انقذت حياتي .ان لك دين في عنقي سأسعي ان اسدده لك ما حيت .فتنهد الطبيب ورمق مرجان بأعجاب انك تزيد في دهشتي يبدو انه سيكون لك شأن عظيم ايها الفتي بجهد مضني مضي موكب الامير يخترق اجواء الغابة ببطء الي ان وصل الموكب الي القصر .اراد الطبيب ان يخصص له غرفة في الدور الاول .لكن الأمير صرخ بقوة وقال بصوت الامر لا .بل في غرفتي لن ابرح حجرتي ابدا ما حيت ,حاول رئيس الحرس ان يهدأ من ثورة الامير فصرخ في الجند احملوا مولاي الامير ببطء الي حجرته .لم يفارقه مرجان لحظه واحده فرمق باب مغلقه علي جانب من زاوية الحجرة. بخبث وضع امامها بعض الفئران الميته نفذت رائحتها الكريهة بقوه الي انف الامير ,ردد مرجان ان الرائحة تأتي من تلك الحجرة لبد من فتحها وتنظيفها يا سيدي ,

غضب الامير و هو يقول ان تكلمت علي تلك الغرفة مره ثانيه سأقطع عنقك

في خضوع ردد مرجان امرك يا سيدي لم ا قصد ان اغضبك تمر ايام قليله والرائحة تزداد سوء وهي تضغط علي انف الامير فلم يستطع تحملها فينادي الي مرجان اتي لي بالمحبرة والريشة واكتب مرجان يتذكر كلام الطبيب. ويقول انا لا اعرف الكتابة ولا القراءة يا سيدي . تأكد الامير ان مرجان لا يعرف القراءة فقال خذ هذه المفاتيح ونظف تلك الغرفة ولا تخبر احد بهذا السر والا ستفقد عنقك ,احني مرجان رأسه وقال طوع امر مولاي الامير .عليك فقط ان تتناول الدواء , مرجان يفتح الغرفة بعد ان تأكد ان مفعول المخدر الذي وضعه في الدواء تسرب الي عيني الامير وغاص في ثبات عميق. انبهر بقدر الكتب التي بداخلها وهو ينظف الأتربة الي ان عثر الي مقتنيات الاب وبدا يحضنها ويزرف الدموع علي فقدان الاب وانه الان يعيش عبدا في منزل قاتله فهل انتقم الان . ان الامير جثه هامده ممدد علي سريره تحت تأثير المخدر وبكل سهوله استطيع نحر عنقه لكنك علمتني ان يد الشر لا تجني الا شرا وعلينا ان ندع الايام تخرج ما في جعبتها لعلها تأتي بما تريح قلبي .بدا مرجان يقرا الكتب والامير يتعافى وينشغل ب الجواري وشرب الخمر , ذهب مرجان الي صديقه جبران ويأخذ له العسل واللبن وجبران يتشوق الي دخول القصر ويراوده الحلم في ذات ليلة ذهب الامير ليخلد الي نومه فيقوم فزعا فيأمر الحراس ان يا تو بحكيم المدينة. علي الفور يأتي الحكيم ويقول ما بك ايها الامير ,انني كلما ارت ان اخلد الي نومي احلم بعبد يضع يده حول عنقي يريد قتلي واري ارجاء القصر تتهدم فوق رأسي , غاص الحكيم بداخله قليلا وقال . احذر العبيد التي في القصر لان نهايتك ستكون علي يد احد منهم , ضغطت صورة مرجان علي عقلة وتمتم لم اجد خير منز رئيت هذا العبد ان قدومه قدوم شؤم ونادي بصوت يملاه الغضب مرجان ,فجاء مرجان مسرعا يردد امر مولاي الامير, نظر الامير الي مرجان انني اراك تنظر الي السماء كثير هل تريد ان تكون حرا ,دون تردد . نعم يا مولاي ان نفسي تتوق الي الحرية ,فقال الامير مخابثا؟ اضاقت نفسك التمتع في نعيم القصر والتمتع بأشهى الطعام الي الشقا والتعب ردد مرجان وما فائدة الطعام والشراب وانا عبد لا رئي لي ولا صوت اعيش مثل الانعام

الامير هل لك اصدقاء مرجان: نعم لي صديق عبد يدعي جبران الامير اذهب واتني به علي الفور مرجان ذهب واتي بجبران ووقفا امام الامير الأمير: ايها العبد مرجان ان اردت الحرية خذ ذلك الصوت واجلد العبد جبران عشرون جلده تمتم مرجان ولكنه صديقي. كيف اضربه لا تبني الحرية علي الظلم انما تبني الحرية علي العدل والمساواة واحترام الانسانية الامير: ايها العبد جبران خذ هذا الصوت واضرب به صديقك العبد مرجان ان ارت ان تحل مكانه وتمون في خدمة الامير

لم يتردد جبران حاضر يا سيدي سأضربه عشرون ضربه كما امرت وان اردت ان ازيد عن ذلك فعلت ردد الامير في مكر :لماذا تضربه وهو صديقك جبران :انت سيدي وانا عبدك افعل كما تامرني الامير: جرد ذلك العبد من ملابسه النظيفة واعطيه هذه الملابس الرثة التي عليك والقه الي خارج القصر يعمل مع باقي العبيد جبران طوع امرك يا سيدي بينما ينزع ملابس مرجان واذا بالكتاب يقع علي الارض

الامير ينظر الي مرجان في غضب ماذا يفعل الكتاب معك انت تخدعني كل تلك السنوات . خذو ذلك العبد واصلبوه في وسط المدينة ليراه كل عبد ابق يخرج عن طاعه سيده

مرجان يوضع علي حمار يخترق اجواء المدينة يتقدمه المنادي وهو يردد ان هذا جزاء اي عبدا ابق يعصي اوامر سيده .ثم يضعوه علي خشبه الصلب علي اطراف المدينة ينتظر امر الامير بقتله بخطوات مسرعة ذهب الطبيب ينظر الي مرجان ما الذي فعلته لكي يأمر الامير بصلبك

مرجان بصوت حزين : لأنه علم ان نفسي تتوق الي الحرية ووجد معي كتاب ثم رمق وجه الطبيب وقد اظلته هالة من الحزن الشديد . ما الذي اتي بك الي هنا ايها الطبيب هل جئت لترى الطيور الجارحة وهي تأكل لحمي ام جئت لشيء اخر ,ردد الطبيب ان ولدي اصابه المرض وحرارة في ارتفاع شديد وجسده امتلا بالبقع الحمراء . هل قرئت شيء عنه ,ردد مرجان نعم ايها الطبيب لقد قرئت عنه في الكتب وصنعت له دواء ستجده في غرفه صغيرة بجوار القصر كنت احضر بها بعض الدواء ستجده في قطعه قماش خضراء ,اسرع الطبيب علي الفور وجاء بالدواء وجاء بولده ووضعه بحوار شجره بالقرب منه ,جاء الامير ماذا تفعل ايها الطبيب جئت تري ذلك العبد الابق والطيور الجارحة تمزق لحمه ثم واصل كلامه وهو يشير الي مرجان ايها العبد لقد تطاولت بك الاحلام حتي ظننت انك ستعيش يوما حرا

مرجان انا واثق في ذلك سيأتي اليوم قريبا وستراه بأم عينيك قهقه الامير ساخرا . ايها العبد ارا الامل يافع امام عينك .تحسس خشبه الصلب التي عليها والقيود التي في قدمك ويدك لتفيق من وهمك وتعلم ان مصيرك اصبح محتوما مرجان في اصرار وعناد كأنما اكتسبهم من قوة الصقر . انا اري حريتي كما ارا تلك الشمس الامير اي شمس تتكلم عنها ايها الواهم انظر فوق رأسك لقد بدئت الطيور الجارحة تتجمع فوق رأسك وستغرب الشمس التي تتكلم عنها قريبا . سآتيك غدا حتي ارا الطيور وهي تأكل من جسدك النتن وتضيق بك الارض ويختنق الامل في داخلك وتتمزق تلك الروح التي اري بداخله قوة وبسالة

ردد مرجان في ثقه ستنتظر ذلك طويلا ايها الامير لأنني اري حريتي انا علي يقين في ذلك في غضب ردد الامير ايها الجنود لا احد يقتل ذلك العبد حتى تأكله الطيور الجارحة حيا ليشعر العذاب

مرجان تقذف من عينه الدموع بعدما انصرف الامير الطبيب كنت اراك تتحدث الي الامير مثل الجبال الرواسي فلما تبكي الان

مرجان نعم كنت اكلم ذلك الامير الجاهل حتي يري بداخلي عظمه العلم وكبرياء العلماء والذي ابكاني عندما سمعت صوت صديقي الصقر ارسل لي صوته من بعد حتي يقول لي لا تخف يا صديقي انت لست وحدك انا معك سأقاتل من اجلك سأهزم الطيور الجارحة حتي تبقي علي قيد الحياه لتتمكن من حريتك الصقر يحلق فوق رأس مرجان ويهبط علي كتفه ببطء وينظر الي الطيور الجارحة كانه يخبرهم الان ستبدأ المعركة من اجل صديقه ولا احد يستطيع الوصول اليه تبدء الشمس في غروبها وتستعد الطيور الجارحة للنيل من مرجان ولكن الصقر يحلق فوق مرجان ويصدر صوته القوي وتدور المعركة والصقر يستطيع ان يهزم الطيور الجارحة ويبعدهم عنه الطبيب في شيء من الدهشة؟ ايها العبد مرجان كيف استطعت ان تجعل هذا الصقر صديق لك نظرة ساخرة من مرجان ينظر الي الطبيب الي الان وانا في رائيك مجرد عبد فلم جئتني عندما لم تستطيع ان تداوي ولدك واعطيتك الترياق الذي فيه شفائه في بضع سعات محدودة ما فائدة العلم الذي معي تعلمته من والدي في الصغر وقرات جميع الكتب التي في مكتبه الامير الي الان وانا في رائيك مجرد عبد ستعلم غدا من العبد ومن السيد

الامير ينتظر حتي اشرقت الشمس وذهب الي مرجان فيراه في صحه جيده فينظر الي جنوده ويقول ما الذي حدث .؟ لما لم تأكل الطيور الجارحة هذا العبد

احد الجنود يا سيدي انظر الي ذلك الصقر جاء يحلق فوق العبد مرجان ووقف علي كتفه ولم تمضي دقائق وتدور معركه بين الصقور وكأن بينهم ثار قديم وظل فريق من الصقور علي الاشجار يراقب من الفائز فهزمهم ذلك الصقر وحلق فوق صديق مرجان وذهب واتي بالماء يلقيه علي وجهه وجاء بدجاجه لا اعلم من اين اتي بها

ردد الامير انا اعلم لقد رئيت يأخذها من القصر . وصرخ صراخ مجنون .ايها الجنود صوبوا السهام نحو ذلك الصقر , مرجان يصرخ بصوت عالي اذهب يا صديقي سيقتلك ولكن الصقر ينظر اليه وكأنما يقول افضل الموت ولا اتركك يا صديقي ويصاب الصقر بسهم وتتساقط الدموع من مرجان

الامير: الان ايها العبد دعني ارا دموعك كي تشفي صدري وتقتل الكبرياء الذي كنت اراه في عينيك الان عرفت قدرك ايها العبد مرجان غدا سيعلم الجميع قدري وسيكتب اسمي في باب الخلود وبعد موتي سيعطر قبري بماء الورود وستنسي اياما كنت انتا لها صانعا وعندما يذكر اسمك يقال يا ليت يومه لا يعود

سأظل راسخا مثل الجبال الرواسي ضد ظالم جحود لا يعرف للعلم قدرا ولا يعرف له وعود سأقيم بالعلم عهدي وان دعوت ينحني لصوتي كل داع وما ان تدعيت بالجهل عمرا فما يجيب صوتك غير صوت الافاعي

الامير ايها العبد الابق لقد تجاوزت كل الحدود انظر الي تلك الحربة سأغرسها في قلبك ,اوقفه وصول الملك ماذا تفعل هنا ايها الطبيب لقد بحثت عنك كثير

الطبيب ينحني ويقول طوع امرك مولاي الملك الملك لقد عم الوباء المدينة وكاد ان يفتك بنا وانت هنا تشاهد هذا العبد الابق

الطبيب وما عسى ان افعل يا سيدي الملك ماذا تقول ايها الطبيب الست طبيب المدينة الست من نلجئ اليك في تلك المحن اتترك الوباء يقضي علي كل من في المدينة الطبيب نعم ولكن فوق كل ذي علم عليم الملك ومن اعلم منك الطبيب: سيدي الملك : من هو سيدك .هيا نذهب اليه الطبيب : ان سيدي غاضب واخشى اذا ذهبنا اليه لا يقابلنا الملك : سأستسمحه حتي يرضى .اين سيدك الطبيب : يشير الي مرجان هذا هو سيدي الملك : يغضب ويقول من فعل هكذا بالسيد الطبيب: انه الامير الملك : انزلوا السيد وضعوا مكانه هذا الامير الجاهل واقتلوه الملك : يحني راسه امام مرجان ويقول سامحني ايها السيد لقد جهلنا قدرك

مرجان يذهب نحو الصقر وعيناه تتساقط منها الدموع ويجلس علي ركبتيه وصوته يعلو بالبكاء وقد اهل علي الجميع هالة من السكون تذهب اليه فتاه صغيره وتمسح دموع مرجان بكفوفها الرقيقة الدافئة وكأنها تمسح من صدر مرجان الحزن والاسى وهي تقول ان اختي تتألم من المرض فهل تساعدنا يا سيدي مرجان علي شفائها ,التفت مرجان وراي في عينيها براءة الاطفال وقال نعم يا صغيرتي الان ادفن الجراح بداخلي . ثم نادي بصوت قوي ايها الطبيب هنا ستقام مستشفى( العبد الحر ) وبدا في استقبال المرضي واعداد الترياق حتي شفي جميع من ي المملكة الملك : يأمر ببناء قصر لمرجان ويزوجه ابنته جزاء إنقاذه البلاد

مرجان :اعتاد ان يمر في القرية في الصباح الباكر فيري العبد جبران يقلب كفيه ويقول مات الامير ودفن تحت التراب مرجان , يأخذ جبران الي قصره ويقول له لقد خلقنا الله من تراب لا فضل لاحد الا بالتقوي انظر الي العلم كيف رفعني الي تلك المنزلة

جبران نعم يا صديقي لقمه خبز بين تراب وماء احراء ان تأكل وانا حر ولا اكل اللبن والعسل وانا عبد مرجان نعم يا صديقي ان الحر والعبد مثل الحي والميت

يا سيدي لا تتعجب فان الضمير قد مات وان ناديت عليه باعلي صوتك فما يجيب صوتك غير صوت السكات يا مصر قد سئمت العيش فيكي فلأولا حبك ما استطعت البقاء فهل لي من خلاص ام قد فات الاوان يا سيدي لا تغضب لا تجأر انك قد رضيت الهوان قد عشت مر الدهر محني الرأس عبد زليل عبر الزمان فهل للعبد راي او صوت الا صوت البكاء

غدا سيعلم الجميع قدري وسيكتب اسمي في باب الخلود وبعد موتي سيعطر قبري بماء الورود وستنسي ايام كنت انت لها صانعا وعندما يذكر اسمك يقال يا ليت يومه لا يعود

سأظل راسخا مثل الجبال الرواسي ضد ظالم جحود لا يعرف للعلم قدرا ولا يعرف له وعود سأقيم بالعلم عهدي وان دعوت ينحني لصوتي كل داعي وما تدعو انت بالجهل عمرا فما يجيب صوتك غير صوت الافاعي

بقلمي مصطفي سيد عطا

01145464212

نوع القصة دراما



   نشر في 28 يوليوز 2023  وآخر تعديل بتاريخ 30 يوليوز 2023 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا