فى هذا العالم الرقمى وانتشار القراء بالتواصل الإجتماعي وقراءتهم للكتب وتحميلهم عن طريق المواقع بدلا من القراءة المباشرة للكتب ، يجعلك تخسر المتعة التى تستخلصها من الكتاب ، فالقراءة عن طريق المواقع يجعل عينك تجرى وراء الكلمات بدون روية وتأنى وهذا مايجعلك تخسر القيمة ...
فانتشار المواقع وكثرة عدد القراء يجعلهم ينسون التأنى والهدوء وسرعة عينك على الكلمات بدون روية وبدون فهم للكلمات ، وأخذ الوقت الكافى لاستيعاب الكلمات ، وعلاوة على هذا ...
فستخسر الكنز أمامك وهو ( الشغف )
حين تقرأ بتأنى فإنك تكون شغوفاً بالكلمة وكإنك تستمتع بأكلة مميزة ، فالتأنى فى القراءة يجعلك تتبع كل كلمة وكأنها نغمات لها وقع وطرب جميل على الأذن ، فهى تدفعك للشعور والغوص فى بحور الكلمات لتتناغم
معها لتأسرك ... فكل كلمة لها قيمة لاتقدر بثمن ، كل كلمة لها وزن ثمين ، فالقراءة المتأنية تتدفعك لتتشَرب الكلمات وماأمكن من إيقاعات وتستشعر بطعمها على المدى الطويل !
فبقدر ماتستثمر فيه تجده أكثر قيمة وبقدر ماتقرأ بجدية ونشاط تكون الفرصة أكبر لأن تعيد قرائتها وتقييمها وتقييم نفسك أيضاً ... أن تقدس الكلمة وتستشعر عمقها هى المتعة المطلقة ... فالإنصات العميق يعطيك التركيز والنشاط والدقة والترو بالكلمات، يمنحك الرؤيا الثاقبة للنظر خارج اللامحدود ويأخذك إلى أبعاد مختلفة ...
"يجب أن تكونوا شغوفين بالكلمة المكتوبة وأن تحافظوا على حس الدعابة لديكم ، يجب ألا تكون القراءة عمل شاق او مجرد هروب بل صورة من صور الحياة تعاش بنغمة اعلى " ديفيد ميكس
فالقراءة المتأنية تجعلك شغوفاً بالكلمة وإندماجك معها يصنع لك لحن متناغم ... وتمنحك الحرية للغوص فى بحور الكلمات
فالقراءة المتأنية تعني مزيدا من الأفكار ومزيج من الجمال والروعة ، وهي تضيف إلي صدورنا شعور جميل والتي لها سحر خاص
نستخرج من غمد سطوره الحماس والمعلومات والتحليق إلي عمق الكلمات ...
نستخرج من غمد سطوره الرؤية النافذة للحب والقدر والبركة والمحن ، نستخرج منه الرؤية الثاقبة للنظر خارج اللامحدود
القراءة المتأنية تعني التنوع اللاذع للجمال والظلمة، والطاقة اللامحدودة للكلمات
وهي تمنحك الدهشة وهي أغلي الهدايا علي الإطلاق، ويجعلك تدرك جوهر التنوير بداخلها .
-
samahأنقذتني الكتب من الرتابة والجنون والغضب وعلمتني الحب بل وأكثر من ذلك
التعليقات
لا حرمنا الله من أهل العقل . فمن رزقه الله طهارة القلب نفذ بصره في حقائق الأشياء . فإن تقديس المرء للكلمة واحتوائه لمضامين أعماقها يكفل له حيازة معارف جليلة تعز عن إدراكها الأفهام.