الحرب في سوريا لم تتوقف على موت الكثير من شبان هذا البلد العظيم، بل إنها قضت على أحلام الكثيرين رغم أنها لم تقضي على حياتهم، ليس من السهل أن نقول بأن الإنسان يمكنه ببساطة أن يتجاوز ذكريات الحرب، وأن يبدأ بشق طريقه مجدداً من الصفر في بلد هاجر إليها لاجئاً مغترباً. لكن هذا لم يقف عائقاً أمام الجميع، فكما صادف الكثيرون منا العديد من قصص بعض الشبان السوريون الناجحة في أوروبا والوطن العربي، هؤلاء الشبان الذين تفتخر فيهم دولتهم الأم سوريا، ونفتخر جميعاً كسوريين بهم.

ومن أحد هذه الأسماء التي كتبت عنها سابقاً وأكتب اليوم عن قصة نجاحها الباهر، الدكتور خلدون حوراني الذي أسس لنفسه موقعاً مرموقاً في عالم الطب، وانتشر اسمه بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، وفي مصر حيث يقيم اليوم حيث أصبح لاسمه صدىً كبيراً، واليوم هو أحد الوجوه السورية الشابة التي تنير شاشات التلفاز على القنوات المصرية بنصائحه التي تثري الجمهور العربي بالكثير.

ومن هنا نقدم تعريفاً مبسطاً عن الدكتور خلدون الحواني وهو من أشهر أطباء العلاج الطبيعي بسوريا ،عضو في جمعية البريطانية لدراسة السمنة ، ومدير جروب وصفحات “معلومات طبية مع الدكتور خلدون الحوراني” علي الفيس بوك، والذي يتابعه ربع مليون متابع من أنحاء العالم .

ولد الدكتور خلدون في سوريا/دمشق عام 1989م،

دخل كلية العلاج الطبيعي (جامعة لندن)، وتخرج بتفوق ، ثم حصل على الماجستير من هذه الجامعة ،ودرس في جامعة القاهرة دبلومة عليا “تغذية علاجية”، وبالإضافة فانه عضو في جمعية البريطانية لدراسة السمنة ، وأيضا عضو في جمعية المصرية لتعليم الطبي المستمر ،كذلك مدير مركز الجلاء للعلاج الطبيعي والتخسيس الموضعي .

بدأ د.خلدون حياته العملية في سوريا ومصر ، حيث شارك في مؤتمرات كثيرة ، وكانت الأزمات المادية تلاحقه، لدرجة أنه أصبح لا يستطيع دفع ايجار بيته.

كذلك واجهته الكثير من المشاكل المادية في بداية الأمر، لكنه بالعزيمة والإصرار، والإيمان بالله استطاع أن يحقق أحلامه، ويبني الاسم الكبير الموجود الأن، فبدأ اسمه يشتهر بين الناس على أوسع نطاق.

الدكتور خلدون من أشهر الدكاترة التي تعطي معلومات طبية للوطن العربي دون مقابل، كذلك فهو يتقن افضل واحدث الطرق في العلاج الطبيعي وتخسيس الموضعي، وذلك بفضل اجتهاده في عمله، وقدرته على علاج اصعب الحالات وأدقها .

كذلك فإن الدكتور خلدون يتميز بخلقه المهني الذي يميز شخصه، فهو ليس متقناً فقط لعمله كطبيب بل كإنسان تقرب من مرضاه وعمل معهم بكل ود وإنسانية إخلاصاً لعمله ولإنسانيته. وهو يقدم استشارت مجانية دوماً لجميع متابعيه ولا يبخل عليهم بما نهل من علم. ومن الملاحظ ولاء الناس له بمتابعتهم على صفحاته الإلكترونية على الفيس بوك وتعليقاتهم التي تتميز دوماً بالمحبة والاحترام لعمله وشخصه.

يتميز دكتور خلدون الحوراني بأخلاقه الحميده وأدبه المفرط، حيث يقابل كل الجنسيات بكل أدب واحترام ، وهو متفرغ للعمل حتى اثنى عشرة ساعة يومياً، كما أن يده ممدودة دوماً لعمل الخير والتبرعات المادية والمعنوية.

فالدكتور خلدون الحوراني ليس ذلك الطبيب الذي يذهب لعيادته صباحاً ويغادر قبل انتهاء عمله كغيره، بل انساناً بمعنى الكلمة، يتواجد طيلة اليوم، وعند الاتصال به يكون اول الحاضرين، كرس نفسه لخدمة الاخرين ، واجره على الله.

الدكتور خلدون كما أوضح في اللقاء الذي أجريته معه أنه لا يبحث عن الشهره الشخصية بمقدار ما يبحث عن الانجاز الكبير وبصمت، فلقد جد واجتهد وأسس صرح صحي كبير ومعطاء، فمع عمله وكل ينشر مما يقارب 24 معلومة ونصيحة طبية كل يوم على صفحاته على الفيس بوك لم يكن يسعى فقط لمشاركة اسمه كطبيب فقط ، كذلك ليرسم البسمة على وجوه الكثيرين من المرضى، والمحتاجين للعلاج. وبهذا فإن خدماته هذه قد تطورت، وتميزت لتصبح من أكبر واهم النصائح الطبية التي يقدمها مجاناً دونا مقابل للعالم كله.

ومن هنا فإننا نوجه الشكر البالغ لهذا الطبيب الشاب الذي لم يستسلم لظروفه الشخصية، ولم يجعل الحرب في بلده تقف بينه وبين طريقه في النجاح، ونتمنى إن يكون الدكتور خلدون أيقونة يحتذي بها شبابنا السوري المتعلم المثقف، وأن يكون نجاحه خطوة مشجعة لكل من فقد الأمل من نفسه، وأن أي إنسان تواجهه ظروف صعبة لكن الاستسلام لا يكون الحل.

وإننا كشباب سوريون حول مختلف العالم نفتخر بالأسماء التي يلمع اسمها حول العالم بالمعرفة وما تقدمه من إنجازات مادية ومعنوية، وبهذا أختتم مقالي عن قصة نجاح هذا الشاب السوري المميز، متمنية أن يكون هذا الاسم عبرة لأجيالنا، وسبيلاً يحتذي به شبابنا، ومني كل الاحترام والتقدير لإنسانية الذكتور خلدون وعمله متمنية له المزيد من النجاح والتفوق.