لم تكن لي نية بادئ ذي بدء أن أبني اسمك يا مخاطبي للمجهول ، لكني تموجت في لحظة ساحرة مع عزف معزوفة أيقظت في منطقا للصراحة ، على بالي أني لم أكن محل اهتمامك من سنين ، قد تكون يا ما وضعتك في حكم الغائب قريبا الى قلبي جدا ، و لكن من الجدية أن لا أرضخ لمساومات حنينك لجلسة فيها الكثير من ضحكاتي ، فقد يشتهر صوت البحر بين مطلبك و بين رفضي ، فبين الأبيض و الأسود انسكب العمر زخات من ندى ، و على بالي أني أتفنن اللحظة في التمرد ، شعاري دائما حينما يتعلق الأمر برزنامة قدر،أن يرقد الهدوء في صمتي و ينصاع الاعتراف في اصراري ، لعمري أخفيت لقطة الانتفاضة حينما تخطف مني نظراتي و ضحكاتي ،أظنها موزونة أحرفي لحد هذا الحنان ، ليلة ما من ليالي ظلامي الأسود ألبسني الفرح اللون الأبيض كطفلة تعرف جيدا أن الطفولة تكبر و يكبر معها الألم ، و من الألم ما صنع عبقرية الضمير في حياتي ، فحتى و ان غابت شمسي يظل التسبيح يضيء عالمي الصغير و الكبير في آن ، فلا تأخذني معك يا من استصغرت حروفي بالأمس و حاربت النضج في كلماتي لتقول كلمتك المسيطرة على مشاعري و طموحي و قد تمردت على قسوتك مع عنفوان طموحي و ليس شخصيتي ..فمن كان يملك شخصية تردع الجبل في جليده يكون من الصعب ترويض التمرد المبدع فيه و هو من يخال الجمال سحرا عابرا لكنه دائم معي و للأبد ، لن تأخذني معك في قرار صادم لحريتك التي تعاكس رفضي لما يتعلق الأمر بلقاء من يريد مصالحتي بلمسة حنونة كلمسة كيان شاعري في منتفضات الاعترافات النادمة أو بلمسة صداقة قطعت أواصر الامتداد لفكري الثائر .. على طول أنفاسي، أو لصرخات أحداث لازمتني في تضحياتي ، لا و لن يأخذني أحد معه ، و على بالي عيش صامت لحين بروز أمل لطالما حلمت به طويلا و دهرا من السنين ، حتى يصالحني الصعب في صعوبة تحدياتي ، سأرضخ للطلب و لكني لن أوافق أن أكون في رفقة أحد حينما أبدع أو أتمرد أو أغضب ، ثلاثية تسكن صمتي ،و لا تحسبن غضبي ملهاة للتركيز بل هو اشارة أني مع حقيقة الخيارات النادمة ودعت أشواق الغيورين على خفة قلمي الرافض هو الآخر للعود إلى موقع التوقف عن الكتابة لأنه انتحار للبطولة ، و لن أسمح بذلك ،لكن لا تنس يا من تريد أن تأخذني إلى حنين الدفء في الحياة أني كلي كيان واحد ، قلم و جسد و عبقرية و تمرد و غضب و حنان بالغ الذروة من الكمال ، لن تأخذني معك هو قراري الأخير قبل أن أقرر أن آخذ منك ذكرياتي حتى تنتهي من محاولات الصلح.. لأني لا أريد أن أصدم من خذل عنفوان الصدق في مشاعري و لكني سأترك الختام بغير ختام حتى لا تحاول مرة أخرى و بالمعنى الذي أريده ..و على بالي أن لا رجعة في قرار قوي نبع من هدوء ملازم للتمرد .و هنا مكمن الحيرة خاصة أني لم أحدد هويتك ...
-
د.سميرة بيطاممفكرة و باحثة في القضايا الإجتماعية