النهاية الحزينة و القلب العاشق
النهاية الحزينة و القلب العاشق بقلم الكاتب :ميدو مجدي
نشر في 26 يوليوز 2018 .
يوجد شخص اسمه عمر شاب في الخامسة و العشرين من عمره، وكان ما يميزه الجاذبية و اللباقة في كلامه، وكان ينشغل لفترات طويلة علي مواقع التواصل الإجتماعي كالفيس بوك و اليوتيوب ، وذات يوم تعرف علي فتاة تدعي ندي من الفيس ، بدأ بداية الكلام بين عمر و ندي كأصدقاء فقط، مرت الايام بسرعة و الليالي انقضت و عمر و ندي بدا يتقربا لبعض عن طريق موقع التواصل فقط و لم يكن راها حتي وأصبحت ندي شخصاً أساسي اخذ وقت من يوم عمر وحياته بالكامل، وفي يوم رجع من عمله ودخل كما اعتاد منتظر ندي ليتحدث معها، ولكنها غابت عنه ذلك اليوم و لم يري كلامها كما اعتاد ان يراه علي شاشة الهاتف، جلس عمر أمام شاشته أكثر من 4 ساعات بانتظارها ولكنها لم ترد عليه، ظن عمر أن لديها عطل في شبكة الإنترنت وذهب إلي سريره ونام، وفي اليوم التالي كان اول ما فعله عمر بعد أن استيقظ هو أنه دخل كعادته ليطمئن علي ندي، فإذا به يجدها تنتظره قائلة : لقد انتظرتك كثيراً أين كنت؟ أندهش عمر وقال لها: بل أنا من انتظرتك كثيراً ليلة أمس أين كنتي ولكنك لم تظهري أبداً، فاعتذرت ندي له عن انشغالها بسبب وجود مشاكل في الشغل لديها . ومع مرور الوقت بدأ عمر يشعر بمشاعر الاعجاب والحب تجاه ندي، ففكر أن يصارحها علي الفور، ولكن ندي فاجئته بردها البارد قائلة : أنا أحبك مثل أخي يا عمر، قال عمر: ولكنني يا ندي لا أحبك مثل أختي، أحبك بمعني الحب نفسه .. صممت ندي طويلاً ثم أجابته قائلة : أنا لا أريد الأرتباط بشخص تعرفت عليه عن طريق الانترنت، فسألها عمر عن السبب فأجابت : لأني لا أؤمن بالحب بهذة الطريقة، فهو مجرد خرافة ووهم و ليس حقيقي . أصر عمر علي حبه نحوها وأكد عليها أنه يعرف شعوره جيداً وأنه حب حقيقي وليس وهم حتي بدأت ندي تصدق كلامه بالفعل فوافقت علي الارتباط بهذة الطريقة رغم كونها خائفة جداً و كانت ليس مقتنعة بما يحدث و لكن، تطورت العلاقه بينهما وبدأت تنتقل من الانترنت إلي الهاتف، واستمرت هذة العلاقة لمدة ستة أشهر كاملة، حتي اتفقا الاثنان أن يتقابلا وجهاً لوجه ليريا كل منهما الآخر للمرة الاولي، وبالفعل تم اللقاء وكانت ندي فتاة جميلة جداً ورقيقة أعجب بها عمر وبشكلها من أول نظرة، وكان عمر شاب وسيم وأنيق، وكبر الحب بين الشابين وصارا يتقابلان بكثرة . وفي يوم اتفق عمر مع ندي علي اللقاء، وهناك فاجئها بطلبه خطبتها والتقدم لوالدها لطلب يدها، وبدل ان تطير ندي من الفرح، قابلت عمر بوجه ملئ بالحزن والخوف وقالت لعمر أن عائلتها من المستحيل أن تقبل به زوجاً لها لأن أهلها وعدوا ابن خالها أن يتزوجها في المستقبل القريب، وهذة كلمة شرف بالنسبة لهم لا يمكن التراجع عنها أبداً .. نزلت كلمات ندي كالصاعقة علي اذن عمر، وبعد تفكير في العديد من الحلول رادوتهم فكرة الهروب والزواج، ولكن ندي رفضت الفكرة تماماً . طلبت ندي من عمر الابتعاد عنها لانه تم خطبتها من ابن عمها، وعندها فقد عمر الامل تماماً وحاول نسيانها فسافر خارج البلاد للعمل وفي داخله يحمل قلبه الممزق بلا حب وبلا أمل وبلا مستقبل، واصيبت ندي بمرض خطير بسبب شدة حزنها ودخلت المستشفي عدة أيام، وهي تتمني كل لحظة رأت فيه عمر التي تشتاق روحها إليه، وعندما سمع خطيبها خبر مرضها تركها وابتعد عنها ولم يزرها حتي مرة واحدة في المستشفي، وكان والدهما يحزنون و ندموا كثيرا بسبب رفضهم عمر الذي يعشقها، وبعد عدة أشهر عاد عمر من الخارج ولا يعلم بكل ما يجري فتوجه علي الفور إلي بيت ندي ليراها حتي من بعيد لأنه اشتاق اليها كثيراً، وهناك رآه والدها وأخبره أنها ترقد في المستشفي مريضة بمرض خبيث . أسرع عمر الي المستشفي وهو يبكي وقلبه يحترق علي حبيبته الذي ظل يحبها حتي لو لم يراها ، دخل غرفة ندي ولكنه وصل متأخراً، فوجد علي سريرها رسالة تقول : ” حبيبي عمر ، اعتذر لك كثيراً لاني لم استطع التحدث معك، كنت أنتظر عودتك كل يوم، وعندما دخلت المستشفي عرفت من اليوم الأول انني لن اخرج منها حية، وكنت أتمني فقط أن أراك قبل أن أموت، إن كنت تقرأ رسالتي الآن فاعلم أن كل ما أريده هو أن تواصل حياتك بدوني، وألا تحزن علي فراقي، انني احبك كثيراً، الي الوداع .. حبيبتك ندي” .. قرأ عمر الرسالة وقلبه يتمزق ودموعه تنهمر، أخذ يبكي حتي جفت دموعه ولكنه نفذ طلب حبيبته ندي وواصل حياته، فتزوج من فتاة أخري وانجب منها طفله وأطلق عليها اسم ندي ليتذكر حبيبته كلما ينادي علي ابنته .