كنت قد تغيبت عن متابعة مقال كلاود منذ فترة و حينما جائني إشعار على بريدي الالكتروني من أحد القراء تعليقا لمقال لي قديم و رددت عليه،ثم تصفحت منصتي وجدتني لم اكتب منذ 5اشهر، و تصفحت منصات اصدقائي المتابعين لي، وجدت أحد الأصدقاء على المنصة يتكلم عن انقطاع وحي الكتابة، أثار هذا المقال شيء في نفسي حيث ينتابني رغبة في عدم الكتابة قد تصل لأيام دون سبب .
و تذكرت نفسي وأنا صغيرة حينما كنت أخلو بنفسي لاكتب كل ما يحلو لي و تملئني تلك البهجة الخفية حينما أمسك القلم و أترك نفسي لتنساب كلماتي على الورق، و كيف كنت حينما تتاح أمامي الوان الون و أرسم خطوطا وأكتب كلمات تعبر عما بداخلي .
تذكرت أحد اصدقائي حينما حثني على الكتابة عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن بعض الموضوعات المتفرقة مثل الموسيقى و السعادة و كتاباتي عن رأيي الشخصي في بعض ما قرأته،كانت الكتابة هي المفر من نفسي الي حقيقتي و انا لا أعلم الي الآن هل هي حقيقتي فعلا، وضعتني الكتابة امام مرآة نفسي في الوقت الذي يتسائل فيه الناس عن ماهيتهم ونهايتهم و جدواهم في حياة يظنون أنها على وتيرة روتينية واحدة بعكس ما وجدت نفسي أعيش اكثر من حياة عبر الكلمات والصفحات و الخواطر ولا أبالغ ان قلت انها هي السعادة و الدنيا الحقيقية المفقودة للغافلين عنها.
وجدت مئات الحكايات و الأساطير من قصص بشر تركوا آثار و قيم و اعمال و رحلوا لعالم آخر،وجدت من يكتب و تظل كلماته باقية تعيش أكثر من مئات السنوات و يقرأها أجيال لاحقة من أمثالي.
وضعتني الكتابة في مفترق طرق هل هي شغفي الحقيقي،هل هي سبب وجودي هل هي التي تعطيني أم تأخذ مني، ام هي مجرد تسرية عن كبتي و ألمي، أم تعبيرا عن سعدي و فرحي، من وقتها وانا أحاول أن اجرب الكتابة في مجالات متعددة كمراجعة للكتب او خواطر متناثرة او شعر حر او آراء متفرقة و أحيانا استخلاص حكم .
وقد اكتشف أنواع أخري في عالم الكتابة مثل كتابة المذكرات اليومية و الامتنان اليومي و قررت تجربتها ،وقد طرحها روبن شارما في أحد قنواته فهو يقضي بعض ايامه في هذة الكتابة ولا يعنيه ان يكتب سطر او عدة سطور او صفحات، إنما يعينه أن يتذكر امتنانه لله و للكون و الأشياء.
و كذلك الكتابة الاستكشافية مثل كتابة المشاعر، او كتابة عن الهوية كأن تكتب قصتك و كتابة الخطابات، كخطاب لذاتك الحالية او المستقبلية لكي تتصل باهدافك و غاياتك و دوافعك.
و قد أوقعتني الصدفة عبر أحد قنوات الكتابة و التخطيط للعام الجديد نحو نوع آخر من الكتابة و هو كتابة المهام، و الخطط اليومية و الاسبوعية و السنوية و تدوينها في أجندة و طريقة تقييم لما تم انجازه في اليوم و الاسبوع لمتابعة خطط و اهداف، و سوف اتكلم عنها لاحقا حيث انني في طور تجريبها، و ان شاء الله اوفق في ممارستها لعرض تجربتي الشخصية فيها معكم .
أخيرا أود أن أقول اكتبوا مهما كان ما تكتبونه بسيطا أو معقدا او عشوائيا، فكل ما يكتب يظل باقيا معبرا عنكم و عن ما بداخلكم و عن كينونتكم، و قد تفهمون بها أنفسكم و محيطكم و مجتمعكم فلا نعرف إلي أين ممكن أن تفضي اليه تلك الكتابة.
-
Nermeen Abdelazizشغفي الكتابة و القراءة
التعليقات
أتمنى أن تستمري في الكتابة , و في إنتظار كتاباتك القادمة .