المقامة البيانية
بوجمعة الميموني
نشر في 14 مارس 2019 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
حكى ميمون الأزورزي قال: [حدثني عاقل بن فاضل قال :《ذات صباح، خرجت إلى البطاح، أسابق الرياح، أغني وأمرح كالطائر الصداح.. وفي يدي كتاب بعنوان: "الأدب والبيان". جلست تحت شجرة وارفة الظل، لأجالس هذا الخل. بدأت بالمقدمة، أستطلع الأكمة.. وما إن ذقت الطعم، حتى أصابني السهم!! يالها من كلمات.. إن لها لحلاوة، وعليها لطلاوة! فهذا خطاب عن الكتاب.. كم يأسر الألباب إذ يقول: (أنا رأسمالك ياإنسان، أترجم أفكار الجنان، وأقوم أخطاء اللسان. أفسح جوانح فكرك، وأمسح غشاوة جهلك. إني منهل العلم والعرفان، والأدب والبيان. لا أنطق إلا بإذنك، ولا أمسك إلا بهجرك. إني الرفيق والصديق، أؤنس وحدتك، وأذهب وحشتك، وأخفف عنك مرارة الأحزان.)،،، و ذاك كلام في مدح الفلاح، -رَمْز الكِفاح والفَلاَح- ويقول: (يَا جدْوَلاً يرْوي الأَشْجارَ و البَساتينَ؛ تتَقاطَرُ الأَثْمارُ على يدَيْه مثْل الذّهَب واللّجَيْن! و يَاخَادِماً للْأثْرِياء والمَساكِين؛ يأكل الأخْيار والأشْرار مِن يديْه على مرِّ السّنِين! ...)》•••
قال عاقل:《وما زلت أجد في الطلب، أنتقي شذرات الذهب من ماتع الأدب.. حتى انتصف النهار، واشتد الأوار!》•••
قال ميمون: إن اللسان ليعجز عن وصف بستان البيان.. فيه درر كاللؤلؤ والمرجان، تفوح بعبق الريحان!]●🐝🌻
-
بوجمعۃ الميمونيأستاذ، كاتب مقالات وخواطر. مهتم بالأدب العربي والفرنسي.