كانت هناك... وكنت اراها تعنف لسبب ولغير سبب , تضرب... تشتم وكل شيء لا لشيء سوى لان الطبيعة اقتضت ذلك
كانت امي طيبة القلب لدرجة السذاجة ولعل ذلك كان سبب شقاءها فقد كانت هواية ابي المفضلة تعنيفها كل ما يفعل هو تعنيفها وشتمها وكل ما تفعله هي تقول حاضر نعم امرك فهو المحق هو تاج راسي وابو اولادي ولولاه لكنت الان...ماذا؟ لست ادري من حقه ان يربيني نعم لذلك خلق ولذلك خلقت !!
لا ازال اذكر ذلك اليوم بتفاصيله الدقيقة حين كاد يزهق روحها لتعثره المجدد في الفوز في اليناصيب شد شعرها حتى ظنت انه سيقتلعه ثم ضرب راسها بالحائط طرحها ارضا ثم انهال عليها بالركل والرفس لم يتركها حتى علت زرقة الموت وجهها ثم خرج ليكمل مجونه مع ندمائه من غير ندم
ذهبت من قهرها الى خم الدجاج لتبثه همها بكت بشدة اختلطت دموعها بالتراب
كانت الدجاجات ترمقها خلسة بين الفينة والاخرى وهي تنقب حبات القمح
وفي لحظة ومض ضوء باهر ثم اختفى بنفس السرعة التي ظهر بها
كان ابي مريضا جدا لم تفلح وصفات الفقيه في تخفيض الحمى التي كانت تشتد به ظن كل من زاره ذلك اليوم انه ملاقي ربه اليوم لامحالة ودعوا الله ان يلهمنا الصبر
عند مغرب الشمس شهق ابي شهقة عظيمة عندما مر كتكوت صغير امام ناظريه
عندها فقط انا وامي عرفنا سبب مرضه