" حتما ستصل إلى حلمك "
بهذه الكلمات بدء العام قبل الماضي حينما أيقن الفتى الريفي الصعيدي البسيط،أنه أمام تحدي بينه و بين فشله .
يعلم هذا الفتى أنه كلما هم على فعل شئ ، إذ به يجد الفشل يقف له على بعد بضع سنتيمترات قليلة ، و يحول بينه و بين حلمه .
كان الطقس شديد البرودة أواخر ديسمبر و بدايات يناير ، إنها الشتاء فى الصعيد حيث البرد القارص .
كانت أحلامه بسيطة ، أولها تحقيق أهدافه الدراسية و ثانيها بل أيضا و أصعبها هو تلك الحلم الذى آرق منامه و أفسد عليه حياته كلما اقترب منه كلما فشل فى نيله .
لم يكن يعلم هذا الفتى أن حلمه قريب منه بل أقرب من قلبه إلى صدره .
فى ليلة من ليالى الشتاء فى ريف صعيد مصر حيث يقطن الفتى و تحديدا فى الربع الأول من الليل ، كان الفتى يتجول فى شوارع قريته و قد نامت الأعين و لا تكاد تسمع إلا صوت الديكة و نباح الكلاب ، الكل نائم بعد يوم عمل شاق و متعب ، مر الفتى بالشارع حيث يسكن حلمه .
نظر الفتى إلى شرفة منزلها وجد القمر قد أتم يومه الرابع عشر فى ليلة حالكة الظلام ، وجد جمالا قد أشرقت من نوره ظلمات الليل ، وجد لؤلؤة" مصونة كثيرا ما تمنى أن يقابلها .
إنها حلمه !!!
حب الطفولة و بنت الأكابر التى كانت تبادله نفس الحب و لكن عوائق كثيرة حالت بينه و بينها .
صراع نفسي داخلى أنتاب الفتى و أخذ يهيم بشوقها و يراكب الله فى ما قد يفعله ، أنها فتنه ما كان يلقي لها بال .
احلم هذا ..... ؟
للأسف هذا أقصى أحلام بعض أبنائنا و شبابنا ، حلمهم الأكبر لا يليق بأمتنا العريقة.
تجد البعض من شباب اليوم احلامهم تافهه مثل الفتى الذى طالما كان يفشل فى تحقيق أحلامه.
اتعلموا لماذا كان بفشل ؟
لأن أحلامه أصلا لا قيمة لها ، جعل حلمه الأكبر هو فتاة يحبها و لا يعلم أنه على قدر نبل حلمك ستصل إلى هدفك .
سنتقدم و سنواكب الأمم و الشعوب المتحضرة عندما نرتقي بأحلامنا ، عندما نعلم أولادنا أنه كلما كان حلمك كبير و يحمل هم أمتك و مجتمعك ، كلما زادت قيمتك فى المجتمع .
تقدر قيمتك فى المجتمع بقدر ما قدمت للمجتمع ، و طالما لم تقدم شئ لمجتمعك ، فأنت لا تساوي شئ
النماذج كثيرة قديما و حديثا، و التاريخ ملئ بالشخصيات الملهمة ، و الملهم الأول للبشرية هو سيدنا محمد صلى الله علية و سلم
الخلاصة ...
لا تحلم بحلم تافهه و أنتقي أحلامك .
لا تستحقر حلمك الكبير ، بل ضعه نصب عينيك و حتما ستصل إلى هدفك .
الأحلام التافهه كالشتاء بلآ مطر ، تفتقد رونقها و جمالها .
أمتك و مجتمعك ينتظروا منك الكثير ، فأرجوك احلم بما يخدمهم فى التقدم و التحضر و الرقى ..
-
ماهر مختارماهر مختار ، درست بكالوريوس التمريض و كام كورس كدا و اشتغلت شوية فى مستشفيات مصر و سافرت خارج مصر ، إحدى دول الخليج العربي ، اكتب لان الكتابة المتنفس الوحيد لى . ملاحظة : كتاباتي قد تبدوا لك صفر ، و لكن تبدوا للآخرون الكثي ...