_____________
لا شيء يكتمل يا أمي ، لا شيء !
الحياة تذبل في عيني كل يوم
الأحلام تنطفئ شمعة تلو الأخرى كل ليلة
الأماني تقطع ومضات سعادتها و تعود في آخر الأمسية مثقلة باليأس ..
وجهي يصرخ مسامه وجعآ ..
أماه
الوقت يشل ذاكرتي
الحب يقتل براءتي
وأغدو كل يوم طريحة فراشي لا أنبث بكلمة
لا أفتعل ضجيجآ كمان كنت أفعله ذات طفولة ماضية ..
لا أمزق دفاتري ولا أبعثر ألواني الصغيرة
إنني هنا يا أمي
أحتضن وسادتي و أبكي بعمق
أبكي
وأجهش كل أصوات الوجع صمتآ
ليتك تعلمين أني خنت حبك وأبدلته بالحب الذي غرتني حفلاته الراقصة ، وأبهرتني أقنعته الكاذبة ...
ليتك تعيدينني بين يديك لأعاود رسم لوحتي الأولى . .
أبدأ نقش وجهي و أجعل ملامحه مبتسمة من جديد
أعيد نسج فستاني الأبيض الذي لا زفاف له
وأحدد خطوط قلبي بحبر أسود
أجعله خطوطآ فارغة من الداخل
وأكتب عليه " هذا لأمي فقط "!
كلهم تغيروا يا أمي ووحدك لم تتغير
فتحت باب غرفتي اليوم على وجهك الجميل ،
تبتسمين لي بحب و أمل
ويداي ترتجفان خجلآ من شتات دمعي على وجنتي ،
وقفت أحاول تدارك الحزن الذي لوح في عيني جامحآ،
وسهر فيهما الليلة كاملة إلى أن بزغت الشمس
ااه يا ملاكي كم وددت حينها أن أحتضنك و أفرغ هذا الاختناق جانبآ ، و أنسى بين أحضانك وجعي ..
وكم كان صعبآ هذه المرة ، أن أمسك جسدي و أمنعه عن افتعال هذا كله !
خشيت أن أشغل لك بالآ و أرى دمعآ ينسكب من هاتين اللؤلؤتين ..
لا شيء يكتمل حقآ
لا إن أحببت يكون الحب كما قرأته واهمة بين أشعار قباني و المجنون
ولا إن أشحت بوجهي بعيدآ عنه ، ترضى نفسي بالفراغ الموحش الذي أتآكل فيه وحدة ...
وأنا ما بين البينين
أدور حول نفسي كما فراشة أبهرها نور الشمعة
تستلذ بالإحتراق
تثمل بالدوران المستمر
ترى أجنحتها كيف تتوهجان احتراقآ
ولا تدرك أبدآ أن الإحتراق سيلتهم الأضلع جميعها
و يردي هذا الجسد الهزيل رمادآ أسودآ ليس فيه حراك بعدها ...
حزينة أنا هذا الصباح
مثقلة بجميع أشيائي و ذاكرتي
و رأسي يحمل جميع أفكار العالم
يتمايل يمينآ ويسارآ
ولست أدري أي اللحظات سأسقط أخيرآ
وأتحسس دمعآ يرثي حجم خسارتي وموتي الباهت ...