تشير مقولة عبء الرجل الأبيض الي ما يوصف بالمسئولية الواقعة علي عاتق الرجل الأبيض لتمدين الشعوي الهمجية وقد وردة هذه العبارة في قصيدة ( للشاعر البريطاني روديارد كبلينغ ) كتب كبلنغ هذه القصيدة عام "" 1899 إشاد باحتلال أمريكا للفلبين كأول تدخل أمريكي خارج القارة وخلال ابيات القصيدة حث كبلنغ الولايات المتحدة الي الارتقاء بالشعوب الأخري وانتشالهم من الجهل إلي الحضارة كان العبء الملقي علي عاتق الرجل الأبيض حسب قول كبلنغ هو الأخذ بيد باقي الشعوب غير البيضاء نحو المدنية والتراقي وحسب ما ورد ايضآ في ابيات القصيدة ان تلك الشعوب غير البيضاء هي عبء في حد ذاتها حيث وصفها كبلنغ بأنها ،، نصف طفل ونصف شيطان في إشارة تجمع بين عدم نضج هذه الشعوب وميولها الفطري للشر ،،

والغريب ان هذه العبارة استخدمت علي نطاق واسع في الحقبة الاستعمارية حيث ان أوروبا كانت بحاجة الي غطاء اخلاقي يخفي بشاعة استعمارها لبلدان آسيا وافريقيا وبطشها بشعوبها

وكحال من يكذب ويصدق الكذبه صيغت هذه المقوله في عدة نظريات امتلأت بها الكتب والصحف في محاوله لإضفاء شيئاً من النبل علي الحقبة الاستعمارية واصبحت هذه المقولة مفتاحآ هامآ لفهم النزعه التي تحكم العقلية الغربية وعبر عقود تغير شكل الاستعمار واتخذ عدة صور أبرزها التدخل عن طريق الدعاية السياسية ومحاولات تسييد النمط الثقافي والاستهلاكي علي الشعوب

او من اجل نشر الحريه او إزالة الطغاة او نشر الديمقراطية او تحت دوافع تبشيرية مع ملاحظة ان المبشرين كانوا دومآ في طليعة النشاط الاستعماري

المهم ان يكون هناك غطاء اخلاقي ،، وعلي اساس انهم لم يدخلو هذه البلدان من اجل نهب الثروات والموارد بل كانت الغاية هي الارتقاء بتلك الشعوب عجبي !!

بل ان هناك شعوب صدقت هذه المقولة وانهو لا تقدم لها ولا رقي مدام لم يدخلها الرجل الابيض وإنها شعوب متخلفه والرجل الابيض هو الذي يأخذ بيدها الي الرقي والتمدن وهذا ما يسمي بثقافة الهزيمه ،،

ولعل ما سبق قد يتسق مع نظرية موازية بشأن التدخلات الخارجية للفيلسوف الإسلامي والمفكر الجزائري " مالك بن نبي "وهي تلك التي اشتهرت بنظرية القابلية للاستعمار ومالك بن نبي الذي قضي عمره في تحليل الواقع الاجتماعي لكثير من الشعوب المستضعفه أصبحت مقولته القابلية للاستعمار "" منطلقآ لنظرية اجتماعية يمكن التدليل علي صحتها في ظروف زمانية ومكانية مختلفة ففي كتاب شروط النهضه يقول بن نبي " لكي لا نكون مستعمرين يجب ان نتخلص من القابلية للاستعمار

بهذه المعادلة البسيطة لم يصغ بن نبي مجرد حل منطقي للتخلص من الاستعمار والتدخل الخارجي ، للأمم المستضعفه فهوي يري أنه من غير المتصور أن تستقر قدم مستعمر او محتل دون تواجد افراد لديهم استعداد نفسي ومادي لقبول المستعمر .....