الحالة الوجدانية للمستثمرين وأثرها على أدائهم - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الحالة الوجدانية للمستثمرين وأثرها على أدائهم

Sentiment !

  نشر في 27 يوليوز 2019 .

. الحالة الوِجدانِيَّة للسوق أمرٌ يتعلق بنَفسِيَّة المتعاملين في السوق أو بانفعالاتهم. أحياناً يتصرف المستثمرون بناءً على مشاعر الخوف والتشاؤم لديهم وفي أحيان أخرى تتسم نفسية المستثمرين بالأمل والثقة المفرطة والطمع. يتفاعل المستثمرون عاطفياً مع السوق و تؤثر تلك التفاعلات على السوق. أي أن، نفسية المستثمر تتأثر بنشاط السوق، وهي أيضاً عاملٌ مؤثرٌ في ذلك النشاط.

من زاويةٍ غايةً في البساطة، تَأمَّلْ سوقاً صعوديةً تُواصِل الأسعار فيها ارتفاعها منذ زمن. يجد المستثمرون أن قيم مَحافظهم تتزايد أما أولئك الجالسون على الخط الجانبي انتظاراً فيسمعون عن الأموال التي استطاع أصدقاؤهم ربحها من سوق الأسهم، ولرغبتهم في عدم تفويت فرصة تحقيق هذه العوائد فإنهم يلتحقون بالرَّكب.

حينئذٍ يكون المتداول العادي مُفعَماً بالأمل وواثقاً أن مسارَ أسعارِ الأسهم المُتَصَاعِدَ سوف يستمر. بالطبع نتيجة ضخ هؤلاء المستثمرون الجدد للمزيد من الأموال في السوق فإن الأسعار تواصل ارتفاعها بالفعل وتفسير ذلك اقتصادياً أنه بازدياد كمية المستثمرين في حَلـَبَة السوق فإن الطلب على الأسهم يتزايد وهو ما يدفع أسعار الأسهم للصعود. تدفع النظرةُ المتفائلة للمتعاملين في السوق الأسعارَ لمزيدٍ من الصعود.

حين يرى المستثمرون أن نظرتهم كانت صائبة يصبحون مبالغين في الثقة ويأخذهم الطمع فيشترون أسهماً إضافية ويَغُضُّونَ الطرفَ عن القيمة. عند ذروة التفاؤل، يكون المستثمرون قد ضخوا غالبية الأموال المتاحة لديهم في سوق الأسهم. عند هذه النقطة، تتضاءل المبالغ المالية المتاحة لاستمرار ضخ الدماء في عروق الطلب الذي قادَ الأسعارَ صُعُودَاً. إذاً، ما مِن وقودٍ جديد للحفاظ على استمرار تصاعد أسعار الأسهم وتصل سوق الأسهم إلى ذروة.

وعلى النقيض، حين يتملك المستثمرين التشاؤمُ والخوفُ فإنهم يبدأون في بيع أسهمهم. وبازدياد مستوى التشاؤم في السوق وزيادة عدد المستثمرين الذين يبيعون أسهمهم تَتَدَنَّى الأسعار. هذه الأسعار المُتَدَنِّيَة تدفع المزيد من المستثمرين تحت ضغط الخوف نحو بيع أسهمهم. عندما يصل المستثمرون لأقصى درجات التشاؤم والخوف يكونون قد سحبوا معظم أموالهم من السوق، حينئذٍ ينتهي الاتجاه الهابط الذي تَفَاقَمَ مدفوعاً بأُناسٍ يغادرون السوق وتصل السوق إلى قاع.

ما هي الحالة الوِجدانِية؟

تُعَرَّفُ الحالةُ الوِجدانِيَّةُ على أنها صافي مقدار تفاؤل أو تشاؤم أي مجموعة من لاعبي السوق والذي ينعكس على سعر أحد الأصول أو على مؤشر السوق في وَقتٍ بعَينِه.

حينما يُتَدَاوَل سهم أو سلعة بسعر أعلى بكثير أو أقل بكثير من قيمته الجوهرية، وهو ما لن يَتَّضِح إلا بعد ذلك بفترة ليست بالقصيرة، فإن الاختلاف أو الحيود عن تلك القيمة سوف يُعزَى إلى الحالة الوِجدانِيَّة.

إن العاطفة الجماعية وعوامل أخرى غير ملموسة ناتجة عن التفاعل البشري هي السبب في جعل سعر شيءٍ ما أعلى أو أقل من قيمته المفترضة.

تلك هي القضية الأساسية لأقسام عِلم التمويل السلوكي والتي تهتم بالطرق التي تؤثر بها النزعات الإدراكية البشرية ونشاط الدماغ على القرارات المالية وهو موضوع راسخ في التحليل الفني لأن المحللين الفنيين تَمَسَّكُوا منذ أمدٍ بعيدٍ بأن الأسعارَ هي مزيجٌ من الحقيقة والعاطفة.

حين تتأجج العاطفة وتنحرف الأسعار بقوة بعيداً عن القاعدة السلوكية المُحصَاة حينئذٍ يكون انقلابُ الأسعار غايةً في القـُرب، وتعود الأسعار على الأقل إلى أصلها الذي هو المتوسط الحسابي وأحياناً تتجاوزه.

لذا، من المهم لأي مـحلل فني/متداول أن يعرف حين تنبئُ الأسعارُ عن نقاط عاطفية قصوى.



   نشر في 27 يوليوز 2019 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !


مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا