السيدة الغامضة - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

السيدة الغامضة

  نشر في 08 يوليوز 2019 .

لم يكن الصباح قد ازف بعد و عقارب الساعة قد اعلنت عن الساعة الثانية بعد منتصف الليل..  كانت ' حفصة ' لاتزال تعجز عن النوم حيث كان يقلقها خطب جلل.. 

نظرت الي النافذة و هي تتابع سكون الليل ثم اشاحت بوجهها بعيدآ قلقه عن امر تخفيه بداخل قلبها.. 

دق هاتفها النقال نظرت في رقم المتصل في هذا الوقت المتأخر من الليل لتجده'  يوسف ' اخيها المسافر بلاد بعيدة 

" كيف حالك ' يوسف ' و زوجتك ' يمني ' اشتقت اليكم كثيرآ " 

" آمل الا اكون ايقظتك جميعآ بخير يا حفصة كيف حالك انتي و امي "

" لم يأتيني النوم بعد يا يوسف امي تركت المنزل منذ عهدوذهبت لتعيش مع اخانا ' علي ' و زوجته ' حنين ' " 

" اعلم ان ' حنين ' طيبة القلب و لن تضايق امنا و لكن لا تغضبي يا ' حفصة ' امنا امرأة طاعنة في السن و لن تحتمل طبيعة مرضك " 

" لا ادري لماذا تعاملني بهذه الطريقة و كانني لست ابنتها " 

" انتي متعبة الان ' حفصة ' ساتركك تخلدين للنوم العميق " 

اغلق ' يوسف ' الهاتف بينما خرجت ' حفصة ' من غرفتها لعمل فنجانآ من القهوة بعد ان عجزت عن النوم.. 

نزلت حفصة الدرج كي تصل الي المطبخ و ه تحمل قنديلآ صغيرآ في وسط الظلام كانت الكهرباء منقطعة عن المنزل منذ عدة ليالي بسبب عطل في الكهرباء دخلت المطبخ و بدأت اشعال الموقد و هي تضع عليه ابريق به بعض الماء للغليان ثم اعدت الفنجان و خلصت به القهوة و السكر احست بوجود روح تسكن معها المكان فجأة شعرت بكف تلامس كتفيها ارتجف جسدها من الخوف و تسمرت في موضعها سائلة نفسها عن صاحب اليد اللامسة 

" مرحبآ يا ابنتي هل اساعدك " 

" من انتي يا امرأة " 

" انا امرأة من زمن اخر سكنت منزلك قبل مجيئك بقرون " 

" ماذا و كيف وصلتي هنا " 

" عثرت علي قمقم بداخله ' مارد ' و قد حقق لي امنيتي بالسفر عبر الزمان فاختر الذهاب للمستقبل لاري ساكن بيتي " 

" لقد قال لنا المشتري ان هذا المنزل كان ملكآ لامرأة اجنبية هاجرت مع اهلها و باعت المنزل له " 

" اووه هذا ' يحيي ' قد ابتاع مني منزلي بثمن بخث لاني كنت في حاجة للسفر الي بلدي " 

" و ماذا تريدي مني الان " 

" اريد ان ابقي معك لبعض الوقت الليلة  لاري كيف تغيرت الحياة في منزلي " 

" لقد تغير تقريبآ كل شئ باعت امي اغلب الاثاث الراقي لمساعدة اخواي في زيجاتهم و لم نملك سوي بضعة اثاث قديم متهالك بت ابيت في المنزل فارغآ من الاثاث " 

" ما هذا الذي تشعليه " 

" هذا موقد نعد عليه الطعام و المشروبات "

" لم نملك في زماننا سوي قدور فخارية نعد فيها طعامنا و شرابنا " 

" اراقبك ' حفصة ' منذ فترة طويلة و لكن لا افهم ما بكي " 

" انا مصامها ال ضبعلة في الرئة و قد يأتيني الموت في اي لحظة بعد ان وهن المرض جسدي " 

" الموت يا صبية قدر مكتوب و سنراه حتمآ " 

" الا تملكين رفاق يا صغيرتي " 

" ابتعد الجميع عني لان مرضي قاتل و معدي و قد خافوا علي ارواحهم حتي امي كانت اول من فعل ذلك " 

" البشر انانيون يا عزيزتي وقت الموت الكل يختار نفسه هربآ من مصير قادم لا محالة " 

" ما رأيك ان نمضي بعض الوقت في السمر في حديقتي الليلية " 

" سيكون امر لطيفآ فانا بحاجة الي انيس في وحدتي " 

نزلا الي الحديقة الخلفية و قد جلست المرأة علي مقعد هزاز قديم تبعتها ' حفصة ' التي جلست بجوارها 

" تذكريني بابنتي ' جين ' كانت جميلة مثلك مقبلة علي الحياة تحب رقص البالية الذي احترفته و حققت المراكز العالمية الاولي رغم انها كانت ضريرة الا ان هذا كان حافزآ لها ان تثبت للمبصرين انها لا تقل عنهم في شئ كنت اصحبها ليلا لمجلس سويآ في الحديقة و تتجازب احاديث المرح "

" ليتني قابلت ابنتك ' جين ' لكنت اتخذتها رفيقة علي الفور " 

" كان مشروبي المفضل ' عصير الفراولة ' الذي كانت تعده لي ' جين ' كل صباح لاشربه علي مائدة الافطار كان يمازحها دائمآ ابيها انها ابنة امها المدللة " 

" كنت اعشق في صباي جلسات الكعك مع الشاي كنت اري امي المرأة الريفية البسيطة تتجمع مع النسوة و هن يعددن ' الخبيز ' فاتسلل من اوسطهم لعلي احصل علي قطعة عجين لاشارك في هذه الوجبة الرائعة و ما ان اشم رائحة الكعك تناديني امي لاحصل علي بعض الكعك مع الشاي المخلوط باللبن فانهم بذلك الكعك و المشروب اللذيذ كنا نجتمع جميعآ عند الفوارة حيث نتاول الكعك و نحتسي الشاي المخلوط باللبن للصغار و الشاي للكبار و نحن نشاهد المياة الجميلة المتناثرة من الفوارة " 

" الوقت قد ازف الان يا بنيتي و شارفت الفجر علي الظهور  علي الرحيل الان " 

" ارجوكي ابقي معي لا اريد البقاء بمفردي " 

" لا يمكن ساحاول ان ازورك من وقت لاخر " 

" الا يمكن ان تصحبيني معكي " 

" لا يا بنيتي هذا اعجز عنه اراكي لاحقآ " 

اختفت المرأة تمامآ و تركت خلفها روح جميلة تبحث في ذاتها عن اكليل السعادة 

" انت من تصنع سعادتك فقط حينما تغمر روحك السكينة " 

" النهاية " 




  • Menna Mohamed
    كن في الحياة كعابر سبيل و اترك ورائك كل اثر جميل فما نحن في الدنيا سوي ضيوف و ما علي الضيف الا الرحيل الامام علي بن ابي طالب
   نشر في 08 يوليوز 2019 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا