اللعب بالعبارات والتذكير بواقع الحال.. - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

اللعب بالعبارات والتذكير بواقع الحال..

اللعب بالعبارات..

  نشر في 24 فبراير 2018 .

اللعب بالعبارات والتذكير بواقع الحال..

هيام فؤاد ضمرة..

رغم كل التنازلات الفلسطينية ما زالت دولة الاحتلال تدعي أنّ الجانب الفلسطيني غير متعاون وغير جاد في طروحاته وفي شروطه التعجيزية، وتصفه بالشريك المعطل لمحادثات السلام وأنها لا تلق منه تجاوباً يذكر على الطروحات التي تتقدم بها، ولهذا لا ترى بارقة أمل تلوح بالأجواء، وتدعي رغبتها المحضة على المضي قدما في تحقيق عملية السلام والحرص على انجاحه في أسرع وقت، وتقدم كافة التسهيلات لذلك وتحاول ازالة العقبات بكل طاقتها لكن تعنت الشريك الفلسطيني يحول دون التقدم والوصول لحل الاشكالات المتعلقة بوجود شعبان فلسطيني عربي ويهودي اسرائيلي مطلوب منهما التعايش على جوار بسلام.

واضح تماماً أن دولة الاحتلال ركنت إلى دعم الحلفاء الغربيين وعلى رأسهم أكبر دولة عظمى يترأسها اليوم رجل معبأ بالعنصرية ضد العرب وتحركه مشاعر مقيتة من الكراهية والتحيز ويتخذ قرارات هوجاء دون اي احتسابات للمحاطر والحقوق الانسانية، ولا يملك حتى قرار البث فيها كونها ليست ملكه ولا تحت سيطرته وهذا بالزبط بيت القصيد، ففي ظل ركونها إلى هذه المؤشرات نراها تميل إلى التلاعب بالألفاظ والتصرفات وهي موقنة أنها سوف تلقى التأييد والدعم بكل أشكاله من حلفائها خاصة أنها تواجه طرفًا ضعيفاً وراءه دول عربية أشد ضعفاً تكتنفها الفوضى والحلافات الداخلية والتسلط الخارجي، وتئن تحت سياط الفقر الذي بات يخنق أنفاسها ويضعها أمام خيارات ضئيلة غيرمضمونة الجانب لعلها تنأى بها عن الانهيار كدول وكحكومات، وهكذا تجد دولة الاحتلال نفسها تلعب وحيدة في ساحة تكاد تكون خالية تماماً لا تكاد ترى المفاوض الشريكبعين تقييمها، ولا تضع له أي اعتبار يذكر، وعليه أنْ يرضخ لارادتها ويتقبل عروضها طالما هو مجرد من أي حماية أو أيّ رعاية، فالعرب صارت أعراب واختارت أنْ تربط خيلها في اصطبلات التسليم وتنام قريرة العين بلا قضايا ولا مسؤوليات تجاه عروبتها التي باتت تنظر إليها على أنها معطلة لمسيرتها الحضارية، ولهذا أشغلت نفسها في متعلقات داخلية بحتة فقط وأدارت ظهرها غير عابئة بأي شيء.

الغرب ومعهم دولة الاحتلال يجيدون اللعب بمكعبات مركبة قابلة للتحرك عن مواقعها حسب ما يتوافق مع مصالحهم الذاتية وهكذ فاسرائيل تعتمد أسلوب المراوغة وتحريك المكعبات بمرونة تتناسب وخبائث فيها اعتادت عليها لتحقيق مآربها الاستعمارية باحتلال دولة فلسطين وإقامة دولة يهودية تجمع بها الشتات اليهودي، ومن هنا نراها تتلاعب بأقوالها ومسميات الأشياء غير إسمها الحقيقي ووتطلق اتهاماتها على عواهنها، كما تلعب بخططها الجهنمية التي يرسمها أشد الشياطين خبثاً ولؤماً فوق هذه البسيطة.

وعلى هذا؛ فما الذي يتوجب على الفلسطينيين فعله في ظل الوهن العربي العليل، وضعفهم وهم الشعب الواقع تحت نير الاحتلال والمجردين من أي حماية أو أدوات تمنحهم قوة التحدث بصوت جهوري قوي؟... فليدرس الفلسطينيون تاريخ اليهود والحركة الصهيونية ليعرفوا ويتعلموا كيف أن ألاعيب الخبث وخططها السرية هي أقوى من أيّ جيش مسلح بأقوى العتاد، وعليهم أنْ يشكلوا مجلساً للأذكياء من أصحب العقول المولدة للأفكار والمتبحرة في الألاعيب الشيطانية التي تضرب بالصميم بذكاء خارق، يمتلكون قلوباً قوية وضمير ميت بحيث لا يمنعهم مانع من اتخاذ الخطط الشيطانية على غرار عدوهم، من أجل إزاحة هذا البلاء عن أرض فلسطين وطمس معالمه إلى الأبد، فالكرة الأرضية ستظل في خطر داهم ما دام هذا العدو اللدود للبشرية والسلام موجود..

قد ينظر إلى قولي هذا على أنه ضرب من الجنون وتجاوز انساني محكوم بالعاطفة.. فأقول لمن يعتقد ذلك أنْ أنظروا في تاريخ اليهود وحركته الصهيونية وإلى أين وصلوا اليوم وبالأمس كانوا مجرد أجناس مختلفة تعيش الشتات وكراهة المجتمعات لهم لشدة خبثهم ومحاولاتهم المتواصلة القفز على مواقع السلطة في دول أوروبا على مدى قرون ماضية، وما يلقونه اليوم من الدعم الغربي ليس إلا لهدف التخلص منهم ومن شرورهم وحركات غدرهم

دولة الاحتلال لا تضيع فرصة واحدة دون استغلالها وتجيير الفائدة لها، هذه سياستها وهذا ديدنها، ولا تأل وسعاً لأنْ تستخدم وسائل تمويهها للحقائق ووضع الرتوش المناسبة لتبدو على صورة ما تريد هي بيانه وتأطر به ارادتها المتمكنة

أنظر باتجاه محادثات السلام على تباين قوة الطرفين فلا أجد بصيصا من أمل يلوح في نهاية النفق المظلم، فستفرض دولة الاحتلال شروطها ضاربة بعرض الحائط إرادة شعب فلسطين الذي يعيش حلماً بعيد المنال لم يتوضح مصيره على ما يريد ويطلب من حقوق أمام الظروف التي وضغته به الدول العربية المنكوبة بالديون والهيمنة الخارجية غبى قراراتها وأمام الدعم الأمريكي لدولة الاحتلال كونها صورة احتلالية مكررة عنها.


  • 1

  • hiyam damra
    عضو هيئة إدارية في عدد من المنظمات المحلية والدولية
   نشر في 24 فبراير 2018 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا