صاحب الشيطان - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

صاحب الشيطان

الفصل الأول

  نشر في 15 أبريل 2020 .

سأحاول التعريف بنفسي، أما أنا سليم مواطن مغربي، شاب من شباب الفيسبوك و التويتر و الانستقرام... إلخ، مغرم بكتابة المقالات التي أنشرها أحيانا في منصتي أو موقعي الاجتماعي، كل ما كانت تافهة كان الإعجاب كثير، و العكس صحيح، أحببت مهنة الصحافة رغم الإمكانيات البسيطة التي تعلمت منها الكتابة، إلا أني تمكنت من الالتحاق بصحيفة محلية، لها مكتب صغير وسط المدينة، فيها المدير هو رئيس التحرير، لأدفع مقابل النشر، حتى يشيد بي بعض القراء القليلين.

أحسست بالإحباط، فقررت الخروج منها، ليستقطبني رئيس تحرير المنافس للأول، كموهبة شابة، يوجد فيها بعض الرجاء، هنا أحسست بالاهتمام، رغم أن سكرتيره الخاص لم يحبني، و لا يهمني أن يوجد بننا ود، بدأت أجني بعض المال، أشتغل ليلا في تصوير الأعراس ثم صباحا يجب أن أصل إلى المقر باكرا، لأشرب كأس قهوة يذهب عني موسيقى الأعراس، و مازالت أغاني كا " الداها و داها، مصطفى ولد عمي عينوا زرقا ولافة " تدور في أدني.

أجلس قليلا مع رئيس التحرير، و الموسيقى الشعبية تزغللني، مع بعض حكاياته عن شبابه، لأني دائما كل عجوز أذكره بشبابه، لا أعرف لماذا ؟ ربما كتب على جبهتي تذكير، لا عليكم، فمرت الأيام و بدأ لي قاعدة جماهيرية كقراء دائمين، اكتب لهم عن الفن ثارة و الهيكل ثارة أخرى، المهم أني أكتب ...

جاء وقت استلام بطاقة الصحافة، استيقظت صباحا، رغم أني لا لم أنم لأستفيق، الصحافة و الطبول، كانت مفاجئة جميلة هي أني سأتوصل ببطاقة الصحافة، ثم سأنتقل إلى التحقيق في ملف العدد، أي بدلا من سطور ركن من صفحة أخربش فيها، إلى صفحتين بالألوان وسط الجريدة، غلبني الحماسة، لأجلس في المقهى التي بجانب المقر، لم يأتي الرئيس، لكني لمحة سكرتيره يدخن في الجهة المقابلة لي، لم يكن استلطاف بيننا، لوحة له بيدي كسلام من بعيد، فأعاد لي نفس الحركة مع ابتسامة دون ظهور الأسنان، تتحرك فيها الشفاه فقط، تظهر ما أخبرتكم به، كره من طرفين.

وقف السكرتير، لحيته التي تنبت في جهة و جهة لا، كأرض زراعية يزرعها الأيتام، يرمون السماد في جهة و يلعبون ثم يرمون في أماكن بعيدة، فهم لا يعرفون كيف تزرع، يعملون بعشوائية، فمه الأزرق من كثرة التدخين، كفانا نميمة و نعد للموضوع، سألعب قليلا في البوكيمون ثم سأعود للكتابة ...

عدت ... كما تقول قناة سبايستون، المهم سأكمل قصتي، اتجاه المقر ليسلم على شخص سبق لي و تعاملت معه، لكن في المدينة الاقتصادية، فقد كان مديرا للكاستينغ، يجب أن أرسل له صورتي لي بروفايل، ثم يقبلها فيصل بنها مقابل مأتي درهم مقابل دور صامت، ليأخذ في الٍرأس البشري أكثر منا.

لا عليكم من هذا الهراء، استمعوا جيدا ... فالأحداث القادمة مصيبة، انتظرت قليلا حتى تأكدت من وصولهما إلى المكتب، دخلت، ألقيت السلام، كان في سلامهما نفاق، لا أبالي له، سقطت منه، بطاقة ذاكرة، ثم أعطاه أخرى، ليرى ما فيها، أدخلها في الحاسب، رأيت ابتسامة غريبة فيهما، لكن في الحاسب هناك جريمة قتل، ثم رماها بجاني ثلاثة بطاقات أخرى، ملئ عيناي الحماس و التلهف، نداني أسرعت فقط كان هنا ثلاث بطاقات ذاكرة، حملت أربعة، فأنا لعلمكم أعرف قواعد السرقة، ليقول لي بصوت غليظ يؤثر فيه التدخين :

- لقد وصلتني بطاقة الصحافة

أجابته

- جيد أعطني إياها

يملأني الشوق لرؤيتها و وضعها في محفظتي، بجانب البطاقة الشخصية، حتى أصبح مثل أي صحافي، عندما أريد دخول حفل أو مباراة كروية، أري بطاقتي بأنانية ثم أقول الصحافة الوطنية ...

ليجيبني

- لم تصلني بطاقتك

لمح غضبي في سكوتي، فليضحك كتلك الساحرة في الرسوم المتحركة حيزبونة و قد تبقي من الأسنان، سنتان كالمرمى في ملعب كرة القدم، تنهدت ثم مددت يدي حتى أخدها

- إن لديك تحقيق صغير ستجد المعلومات في أحد تلك بطاقات الذاكرة التي أخذتها دون إذني ...

وطأت رأسي و أسرعت بالخروج، متشوقا لرؤية ما فيها، حقا الصحافة مهنة المتاعب، ركضت رغم أني لم أتريض من زمان، أذكر مرة، كنت قد اتفقت مع صديق لي يكبرني وزنا، بأن نجري مسافة معينة، لم نركض حتى نصفها، ليقول لي و نحن تلهت،

- نرجع

- نعم هيا نرجع

فأخذنا تاكسي صغير و عدنا

فعندما أشاهد الماراتون أتعب، هذه هي تجاربي في الرياضة.

المهم أني وصلت إلى بيتي، العرق متناثر على وجهي، دخلت ألقيت السلام على أمي، امرأة نال التعب و التجاعيد ثم المرض من وجهها الملائكي، ثم أختي الصغيرة، التي أصبحت هي الطباخة و الممرضة، فحملت محفظتي التي فيها حاسوبي، ثم خرجت متجاهلا مناداة أمي لأجلب لها الدواء من الصيدلي، خرجت ثم اتجهت إلى المقهى القريب للبيت، فتحت الحاسب و جاءتني القهوة السوداء المعتادة، فهي المرة الثانية، لكي أنسى طبول العرس، و ابتسامة حيزبونة، فوجدت الفيديو، نعم قتل، لكنه مجرد تمثيل فاشل، يسلون نفسهم به، فلغرض في حاسوبي قمت بتفعيل خاصية إظهار الملفات المخفية و يا ليثني لم أعملها، فقلت بصوت عال :

يا خرابي ...

فدار كل الجالسين إلي .. سكت

سأكمل الكتابة بعد اللعب قليلا في يوغي يو انتظروني ...

رجعت حتى لا يقال التكرار، لا عليكم فقد فتحت الحاسب، ثم أدخلت بطاقة الذاكرة، كان الفيديو مجرد تمثيل، أما عندما فعلت خاصية إظهار الملفات المخفية، هنا بدأت المشكلة، التي تاهت اللهفة و الحماس عنها، بل أخد الخوف مكانهما، لماذا أقول هذه الكلمات ؟

لأن في ظل كتابتي لهذه السطور، و السطور التي تليها، لا أعلم إن كنت سأعيش أم لا، تعمدت نسخها في حاسوبي بالكامل مع الإخفاء، كتابة اسم بسيط لها في حاسوبي حتى يسهل الولوج إليها، فالعقدة تكمن في ما في الفيديو، أما البطاقات الثلاث، أخفيتهم في أحد جيوب المحفظة الخفية، حتى و إن تم العثور عليا لن يجدوا شيء، سوى فلاشه فارغة المحتوى، أما المملوءة بمعلومات فهي كالمفتاح، أي لا يمكن الشك فيها أنها فلاشه.

الملف كان مكون من خمس فيديوهات صور لتقبيل و عناق و سهرات سكر ثم ملف وورد الذي يحتوى على قائمة بالممثلين و الممثلات، المرغوبين و المرغوبات، هناك لائحة بسيطة بالأسود الذين رفضوا تأدية الواجب المهني الخفي، أحدكم سيسأل نفسه لماذا لم يصل بك السكرتير ؟ و يسألك عن بطاقة الذاكرة التي تاهت عنه، سألني و أجبته بأن معي ثلاث، يشك أو لا يشك لا يهمني.

الفيديو الأول لحظة دخول الفنانة الصاعدة التي بدأت تظهر في كل المحافل و الأفلام و المسلسلات، يقال أن قريب ستلعب دور البطولة في أحد الأفلام، تمارس الجنس مع مدير الكاستينغ في بيت يكتريه لتلك الأعمال القذرة، هنا كرهت هذا المجال.

لم أتوقع أن الفيديو الثاني، هو إنتاج شركة كبيرة مغربية للأفلام، فهو فيلم إباحي بامتياز، لم أستطع مشاهدة الفيلم أكمله فمدته ساعة، فعمدت على زيادة في الزمن حتى الوصول إلى النهاية، تذكرت في أحد الأيام قال لي أحد الزملاء الذي وجدته في كاستينغ للعب دور صامت في أحد الشركات، و الذي قال لي عن الأفلام الإباحية، التي تنتجها نفس الشركات بتكلفة بسيطة ثم تبيعها بأموال طائلة، هناك شكر لمدير الكاستينغ لمجهوداته، فهذا الذي يدعي الفن و مساعدة الشباب، شكله الطويل و شنبه القصير أطول بقليل من شنب شارلي شابلن وهتلر، لون بشرة السمراء، و طربوشه الغريب، كالنصابين في الأفلام، فهو نصاب ينصب على البنات، و هناك من يرتدن و يطعنه، لكنه ضعيف جدا أمامهن، أما أمام بني جنسه و منهم أنا فيتفاخر بإنجازاته و مساعداته لشباب، و اكتشافه لبعض الممثلين الكبار.

ستلاحظون أني لا أشير إلى أسماءهم، و هو عند اكتشاف هذه الرواية، ستجد الفلاشه فيها الفيديو، أحسست بخوف كبير على نفسي و على أمي، لن أقول أنا المعيل الوحيد لها، لكني سأقول هي الأمل لي، لا تكترثوا لي، فلن أموت ناقص روح، الفيديو الثالث، طقوس الولاء للشيطان هنا استغربت كثير، مضوا العقود مع الشيطان ليصبحوا أصحابه، و مدير الكاستينغ هو الشيطان، كنت أوقف الفيديو مرارا و تكرارا حتى أرى أن ممثلين كنت أحترمهم يمارسون الجنس بطريقة شاذة وسط كنيسة في العاصمة، أكثرهم مما ترونهم في شاشات التلفاز و المشهورين، صدمت بل أوقفت الكتابة ، حتى أعود لكم بالفيديو الرابع و الخامس ...


  • 1

   نشر في 15 أبريل 2020 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا