اقترب صانع الحب من قريتي الصغيرة التي كنت أمكث فيها في صمت لسنوات عجاف، مازحني الحنين للحظات عله يسكن دمع الشوق لبلدتي الجميلة ، ساكن أنت يا قمري في حضني أضمه لأستنير بنورك وحدتي، كفكف وزن و لون مراتبا صارت في حكم الغيب أحكاما ضدي بلا دليل ، هل تريد مني قرارا أنقله في جعبة انتضارك أم تريدني أن أخرج معك في فسحة لأرى شوارعا و منازلا و رتبا من ورود دنياي، ربما تريدني لحديث آخر قد تستدرج مني الدمعة و الآهات و الذكريات فأرتاح نهائيا ، قوية معك في أن أسمعك و ثابتة في صمتي لأن أرقب جوابا بالكاد سيرفض الحوار معك، أعرف ماذا تريد لكنك لن تحتويني كما أريد ، أعرف ما تحمله لي من مواساة لكنك لن ترضي رغبتي في الرضى، أتظن أن في الفقرة حرف مختزل أم كلمة مفقودة أو بالأحرى حلقة مقطوعة؟ ،تعرفني جيدا في صدقي و متدرب أنت على كبريائي و عهدت الاحترام له دائما، أعرف أنه يحزنك ذاك الكفاح الطويل دون أن أرتاح أو آكل طعاما شهيا على طاولة الدلال لأني ابنة الدلال في نظرك و في نظري و نظر من يعرفني و لكن نظرتي تقول أشياء كثيرة ليتك تفهمها ، لا تحاصرني بالاقتراب و لا تمازحني بظلك، ابق كما أنت حيث اخترت أنا الوقوف أمام نافذتي و هي وقفتي الممتازة لي دون أن أستدير لطلباتك في الاسترضاء، غبت عني طويلا حين طلبت الحضن و الأمان و العون ،و اليوم جئتني لتقول لي ماذا ينقصك ؟على من تستعرض عرضك ؟ مع من تظنها تبغي حلولا جوفاء و لو كانت ملىء في المستقبل بالعطايا فهي لن ترضيني ، ربما لأني أردت أن أستعيد صغري في حضن أبي بفكرة أمي و عقاب جدتي الرائع لي حينما تخاف علي من اي خطر فتبادر بالصراخ في وجهي و هي في قمة الحب لي..دعني لوحدي قليلا لأني سأنظر نظرات اليك بعد اعتلاء الضمير على محيا عبراتي، لن أكون قوية كفاية لأستدير لك ،خاصمني أو مازحني فالكل لن يفيد معي ..أتركني لوحدي فلست تفهم نظرتي مهما حاولت ترجمة الحزن منها و فيها و بها و مهما مسحت فكر الماضي عن مقلتاي..فعفوا أستدل به لك فأنا لن أستدير و أرجو أن تتركني لوحدي و حينما أقرر أن أصنع معك قرارات مهمة حتما سأحتويك لتكون الناطق و المفوض عني كشمعة أرادت لها لهيبا و قد خفت الرياح في هبوبها حينما عرفت أني لا اسكن وطنا سهلا بل أوطانا كثيرة فيها الشوق و الحنين و الاستعداد للظهور من جديد لكني لا أريد..أتركني لوحدي فقد انتهت أسطورة الشطر الأول من الكفاح و سأرتاح على سريري دون ان يغمض لي جفن و دون أن اشرح لك السبب.
-
د.سميرة بيطاممفكرة و باحثة في القضايا الإجتماعية