المرأة في اليوم العالمي الذي يكرّم مكانتها
أيّ تكريم للمرأة من تكريم الإسلام لها؟.
نشر في 08 مارس 2015 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
يكفي فخرا و إكراما وتكريما و ثناء وتعظيما أنّ المرأة هي أمّنا وليس أحلى في هذا الوجود من كلمة*الأم* فهي مصدر وجودنا وسرّ ظهورنا في هذا الوجود فقد احتظنتنا في بطنها سبعة أشهر وتأدت و تأوهت حينما كنا ننمو ونكبر للخروج، وكم شعرت بألم المخاض فصرخت و بكت ونحن نستعد للخروج منها إلى هذا الوجود وندفعها دفعا ونحن في داخلها ولا نبالي صراخها و بكاءها و أناتها و آلامها ومع ذلك فحين نخرج فأول بسمة و فرحة تزف إلينا تكون من أمنا إلينا فتشفى من ألم الوضع ومعاناته بمجرد أن نخرج وتتعالى منا صرخات إيذانا بأننا نجنحنا وظفرنا بالحياة في حياة جديدة بعد حياة كنا في داخل أمهاتنا لا نعرف منها شيئا إلا أمنا التي تعرف عنها الكثير و لكنها لا ترغب في أن تحدثنا عنها شفقة ورحمة منها إلينا، و إذا كان الرجال اقتضت مشيئتهم أن يتقلبن في المناصب و المسؤوليات عن استحقاق و غير استحقاق فقد يصلن إلى أعلاها وهي منصب الولاية العامة التي لا تبلغها المرأة، فيكفي منصبا للمرأة أعظم من كل هذه المناصب الرجالية بلغته بالفطرة والجبلة و المشيئة الإلهية هو منصب الأمومة أن تكون المرأة أمّا ولا فخر فمكانتها ومنزلتها أعظم من أن تختزل في يوم عالمي أو يوم وطني يخصص لتكريم المرأة فهي في الإسلام مكرمة في كلّ يوم بل في أي لحظة من لحظات هذا الوجود والدليل على ذلك حديث رسولنا ونبينا سيد وجودنا محمد صلى الله عليه وسلم حينما سأله صحابي جليل قا ئلا له: من هو أحق بالصحبة منّي يا رسول الله، فردّ عليه سيد الخلق قائلا ومجيبا: أمك، قال الصحابي مرة أخرى للرسول، ثم من قال له: أمك، ثمّ زاد مرة ثالثة متسائلا: ثم من قال له رسول الله أمك، وفي المرّة الرابعة قال له: أبوك، صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم، إن كل رجل ليس هناك كلمة حلوة تحلو في لسانه و تنبض في قلبه ومشاعره من أن يقول الرجل: أمي أمي أمي، و الأم هي إمرأة تكون أما و تكون زوجة وتكون بنتا وتكون أختا و تكون خالة أو عمة أو جارة وكل ذات سيدار خالة، فهذا استحقاق أعطاه الإسلام للمرأة قبل أن تعطيه القوانين الوضعية لها، ومفخرة الإسلام للمرأة تتجلى في آية قرآنية كريمة آثر فيها رب العزة والجلال امرأة طاهرة عاشت بين أحضان رجل وصل حدا من الطغيان إلى أن نصّب نفسه إلها فقال لقومه* ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد* فزوجته التي عاشت معه لم تكن على غيه وضلاله فآثرت الله عن كفره وطغيانه فأثنى عليها رب العزة والجلال و أثنى عليه ثناء لم بمنحه للرجال وكانت مثلا يضرب في الطهر والعفة والنقاء و الصلاح إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها فقال عز من قائل:* وضرب الله مثلا للذين ءامنوا امرأة فرعون إذ قالت ربّ ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجّني من فرعون وعمله و نجني من القوم الظالمين* التحريم:10، وهو مثل آخر يضربه رب العزة و الجلال لإمرأة أخرى على مراتب السمو و علو المكانة مما بلغته حتى نالت ثناء الله و تقديره جاء ذلك في قوله تعالى:* ومريم ابنت عمران التي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من رّوحنا و صدّقت بكلمات ربّها و كتابه وكانت من القانتين* التحريم:11،فأي تكريم و أي إكبار للمرأة من التكريم و الإكبار الذي أعطاه الإسلام للمرأة كما تجسد في الآيتين السالف ذكرهما.
ومن هذه المعاني القرآنية السامية والصور المشرقة للمرأة الناصعة جاء الاحتفال الذي أشرفت على تنظيمه مديرية الشؤون الدينية و الأوقاف لولاية الجزائر اليوم الأحد 17 جمادى الأولى1436هـ الموافق ل08مارس2015م بدار القرآن الشيخ أحمد سحنون الكونكورد بئر مرادرايس تحت الرعاية السامية لمعالي وزير الشؤون الدينية والأوقاف الدكتور: محمد عيسى الذي مثله في الحضور الدكتور: محمد إيدير مشنان مدير التوجيه الديني و التعليم القرآني بالوزارة، وحضره المرشدات الدينيات و مؤطرات التعليم القرآني و محو الأمية و المشرفات على النشاط النسوي بالمساجد و المدارس القرآنية لمدينة الجزائر العاصمة كما حضره إطارات المديرية من موظفين ومفتشي التوجيه الديني و التعليم القرآني للولاية، وكان الهدف من هذا الحفل هو إبراز مكانة ودور المرأة و مساهمتها في التوجيه الديني و التوعوي و التربوي و التعليمي على مستوى المساجد و المدارس القرأنية و التجمعات النسوية و البيوت الأسرية، وهو دور ينبغي ابرازه والتنويه به في مثل هذا اليوم العالمي للمرأة، حيث كثيرا ما يتغافل عنه، و لقد تمحورت كلمات السيد/ مدير الشؤون الدينية و الأوقاف الأستاذ: زهير بوذراع، و كلمة السيد/ مدير التوجيه الديني و التعليم القرآني الدكتور: محمد إيدير مشنان، حول هذا المقصد المثمثل في دور المرأة المسلمة الجزائرية الديني و الوطني الذي تلعبه في بيوت الله وهو دور ينبغي تثمينه و التنويه به على مستوى جميع الأصعدة فهي خدمة ثمينة و جليلة لا تقل شأنا عن دور الأئمة و الوعاظ و فرسان الخطابة و التوجيه، ينبغي أن نشير في هذا اللقاء إلى مداخلتين قيمتين إحداهما من دكتورة جامعية حول إبراز دور المرأة الجزائة ومكانتها أثناء الثورة التحريرية و بعد الاستقلال ومساهمة المنظومة القانونية و الدستورية في التكفل بحقوق المرأة ومكانتها، أمّا المداخلة الثانية فكانت من إلقاء الأخت المرشدة: إيمان كلاع، و تمحورت حول: دور المرشدة الدينية في الحفاظ على المرجعية الدينية الوطنية وكيفية غرسها في نفوس الأمهات و النساء و البنات للحفاظ على التماسك الإجتماعي و الوحدة الوطنية، وفي الختام قدمت وصلات إنشادية ممتعة من براعم الكشافة الإسلامية فرع الإناث وختم الحفل بتوزيع جوائز وشهادات تكريمية على المرشدات و العاملات المتقاعدات في القطاع وختم اللقاء بدعاء قدمته برعمة من المدرسة القرآنية بعدها تناول الحضور وجبة الغداء وختم اللقاء.
-
محمد لعروسي حامديبعد أن قضيت فترة زمنية في التعليم الثانوي انتسبت في سنة2000م إلى وزارة الشؤون الدينية و الأوقاف فاشتغلت فيها: مفتشا للتوجيه الديني و التعليم القرآني....