كيف تجعل الوقت يعمل لصالحك؟
يُعاني الكثيرون بلا شك من مُعضلة تسارع عقارب الساعة دون إكمال الأعمال المترتبة عليهم بالشكل المطلوب وكأنهم يعيشون في صراع مع الزمن الذي قد ينتهي وتدخل مشاريع أخرى دون إنهاء المهام الأولى
نشر في 08 يوليوز 2023 وآخر تعديل بتاريخ 09 يوليوز 2023 .
يُعاني الكثيرون بلا شك من مُعضلة تسارع عقارب الساعة دون إكمال الأعمال المترتبة عليهم بالشكل المطلوب وكأنهم يعيشون في صراع مع الزمن الذي قد ينتهي وتدخل مشاريع أخرى دون إنهاء المهام الأولى.. فتراهم يرددون جملاً تُعبر عن إستيائهم حول التقصير الذي بدر منهم.. مثل:-
- لقد غادرنا في وقت متأخر عن المتفق عليه.
- لا بدّ أن أعمل دون توقف لإنهاء المشروع في الوقت المُناسب.
- لم أستطع نشر الموضوع في الوقت المُحدد.
وكلها جمل تدل على تقصيرنا الذي ينبع من عدم الشعور بقُدسية الوقت الذي نحصل عليه في كل يوم جديد.. فلا تنظيم ولا مسؤولية تجاه الأمور؛ وتكون النتيجة أن نصل إلى موقف لا يكون لدينا فيه من الزمن سوى القِلّة القليلة جدا لإنهاء عمل معين وبسرعة كبيرة.
ومن المعلوم إنه لا يوجد ما يُسمى بفن إنضباط الوقت في مجتمعاتنا للأسف وهذا يذكرني بمُحاضرة كنت قد حضرتها منذ ما يقرب الخمس سنوات لخبير تنمية بشرية كان قادما من كندا، والطريف بالأمر إنه إفتتح المُحاضرة بذكر هذه السلبية لدينا و آثارها على خلق الكثير من الفوضى في حياتنا.. حيثُ تحدث عن قدسية الدقائق لديهم وليست الساعات التي نضيعها نحن فتكون سببا في إهدار الفرص علينا أو على غيرنا، ومما زاد دهشتي أنا والحضور إنه ذكر لنا مثالا يُترجم إنتظام الحياة لديهم وأخذ يحدثنا عن موعد زيارة لطبيب كان قد حصل عليه وبينما هو في صالة إنتظار المرضى.. تأخر عليهِ الطبيب (خمسة عشر دقيقة) عن الموعد المحدد للقاء وبعدما حضر إعتذر منه مباشرة وأمر بإرجاع الأجر له لأنه سيتم الكشف عليه دون مقابل تعويضا لتأخره، والأمر الذي أكثر طرافة إن أجر الكشف هذا كانت قيمته (مائتي دولار)!
لقد أردت فقط بنقل هذه التجربة إليكم لتوضيح هدفي من المقال، ربما لأن هناك أمورا لا تحتمل الإنتظار، فكم من فرص ضاعت لإنها تُرِكت إلى وقت غير محدد..
لذا لكل من يهتم ويبحث عن ما يزيل التوتر من حياته ويزيد التركيز في نظرته للأمور إتباع ما يلي:-
1. حاول أن تحصل على فترة تأمّل كل يوم بما يقارب ال(10-15 دقيقة).
2. إحتفظ بمدونة صغيرة تكتب فيها كل الأمور المهمة والمواعيد.
3. درّب نفسك على صفة الإنضباط.
4. ركز على ما لديك من وقت وكيف تقسمه بما يكفي مسؤولياتك وحسب الأولوية من خلال صنع جدول ملموس أو حتى غير مرئي (المهم الإلتزام به).
5. إعمل على قدر طاقتك وليس على قدر إرضاء الآخرين.
6. إبتعد عن أي أمر يشتت تركيزك خلال الأعمال المهمة.
# ولا تنسى في خضم ذلك كله أن تخصص وقتا كافيا تقضيه مع العائلة.. فلا يضاهي أي إنجاز لك في العمل حُب أسرتك لك وشعورهم بالأمان العاطفي معك.
-
د.أسن محمددكتوراه في التنمية البشرية - كاتبة ومدربة