جلسة العلاج النفسي الأولى
انطباعي عن الجلسة و ما بعدها
نشر في 22 يناير 2020 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
لا أحب الحديث عن أول أخصائية نفسية قابلتها ، هي لم تكن سيئة و لكنها لم تفهم حالتي و قد شعرت أنها أحياناً تستهزئ بمشاعري و لكن رغم كل هذا قضيت معها عشر جلسات غير منتظمة و من باب الإنصاف في ذكر تجربتي الأولى فإني سأقول موجزاً مبسطاً عما حدث . ذهبت يوم الأربعاء إلى مركز يدعى شيئاً ما لأقابل أخصائية نفسية متخصصة في علاج المراهقين و الأطفال ، رحبت بي و ذكرت اسمها و مؤهلها الجامعي و سألتني بكل صراحة لم أنت هنا ؟ كنت أشعر بالخجل و أحاول لسبب لا أعلمه أن لا أكون على طبيعتي ، تكلمنا عن طفولتي العادية و علاقة أمي و أبي الودية و تكلمنا أيضاً عن درجاتي المثالية و أصدقائي الرائعين ، بدأت بإعطائي بعض الأنشطة المنزلية التي كنت لا أطبقها و تخبرني أن أغمض عيني و أتخيل الشيء الفلاني ، المهم بعد مرور الجلسات العشر و عدم حدوث أي تحسن بحالتي قررنا بعد نقاش حاد أنا و أمي تغيير الأخصائية النفسية ، طبعاً أثناء الجلسات العشر لم أبح لأمي بما أقول و كانت تكرر أخصائيتي أن هناك سرية بيني و بينها و هي ما يجعلني أطمئن قليلاً ، لعدم وجود تحسن أمي كانت تقول بغضب أني و لحبي لعلم النفس أتظاهر بالمرض حتى أعيش التجربة و هذا شيء آخر يحتاج له مقال آخر و يجب الذكر أن أمي أكثر شخص عطوف و متفهم في الكون ، رغم عدم ارتياحي لأخصائيتي الأولى إلا أني شعرت بالغضب لتغييرها فأنا من النوع الذي لا أحب التعود على شيء ثم فقدانه . بعد مدة من الزمن ذهبنا إلى مركز آخر أقل فخامة عن الذي سبقه قابلت عدة أخصائيين نفسين حتى اتضح من هي الطبيبة المناسبة لي و قد كانت د.عبير ، صادف أن أول جلسة لي معها في أول يوم دراسي لي ، ذهبت لها في الساعة الرابعة عصراً و كانت موظفة الاستقبال لطيفة جداً ، استقبلتني د.علياء و أخذتني لغرفتها و جلسنا ، كانت تبدو ودودة و ليست شابة طائشة و أنا أميل للناس الذين يكبروني سناً ، على العموم سألتني عني و عن أحوالي و قالت هل أنت بخير ؟ و أرفقت سؤالها بأنه لو كنت لست بحاجة للمساعدة لما أتيتي إلى هنا بالطبع ، لم أشعر أن سؤالها غبي بل شعرت أن به نوعاً من الذكاء ، حسناً أتعرفون حين ترتاحون لشخص من أول نظرة ؟ حتى ما حدث مع د.عبير ، أخبرتها عن تقلبات مزاجي و عن رغبتي بأن يكون كل شيء مثالياً و عن هوسي بتكرار كلمة ( إلكترون ) في الصفحات - و هو موضوع آخر يحتاج مقال آخر :) - كانت جداً متفهمة و تسجل الملاحظات على عكس أخصائيتي الأولى التي كانت لا تكتب شيئاً و تنسى ما أقول ، د.عبير أعطت قيمة لمشاعري و لم أشعر أني غبية للبوح بها بل كانت تقول لي أن ما أمر به صعب خصوصاً كوني أعيش في مجتمع لا يعترف بالصحة النفسية ، هكذا كان معظم حوارنا في الجلسة الأولى و ختاماً طلبت لقاء أمي و أكدت على الخصوصية التي بيننا و جدولت موعدنا القادم بحيث يكون الأسبوع الجاي و على أن يستمر الوضع هكذا : جلسة أسبوعياً .
لم أستطع أن أقول لها كل شيء في الجلسة الأولى ، كان لدي نوع من التحفظ ، كنت اخشى أن أتعود عليها ثم تتغير .
للحديث بقية .
-
مريم تكتب هنا .من أنا هو سؤال صعب ! و لكن اسمي مريم و عمري 16 عاماً ، شخص عادي جداً ، دمتم بود جميعاً