زكريا موسوي ومحمد كمال - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

زكريا موسوي ومحمد كمال

بينما لستُ في موضع النقاش عن حقيقة الاتهامات أو الروايات، فإن نقطة أخرى تبدو أكثر أهمية للطرح، تتعلق بماهية العقلية الأمنية المصريَّة مقارنة بالأخرى الأمريكية

  نشر في 04 أكتوبر 2016  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

محمود غريب

بينما كنت أتابع في الساعات الأولى من صباح اليوم نبأ اعتقال عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين محمد كمال رفقة ياسر شحاتة القيادي بالجماعة، قبل أن يتحول الخبر إلى مقتلهما أو تصفيتهما، قرأت تدوينة للزميل الصحفي أحمد درويش على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» لخَّصت ما كان يدور في ذهني منذ فترة بعيدة.

وفيما لستُ في موضع النقاش عن حقيقة الاتهامات أو الروايات، فإن نقطة أخرى تبدو أكثر أهمية للطرح، تتعلق بماهية العقلية الأمنية المصرية مقارنة بالأخرى الأمريكية في التعامل مع متهمين بغض النظر عن كونهم بالفعل متورطين في أعمال عنف أو إرهاب من عدمه.

بالطبع رد جماعة الإخوان على الواقعة كفيل بالقفز عن تلك النقطة إلى نقطة أخرى ربما تكون محور تفكير من لا يزال لا يؤمن برواية أجهزة الشرطة أو رواية الجماعة، وتلك المتعلقة بعقلية التعامل الأمني مع المتهمين إذا وقف أي من المنصفين في مربع اللامصلحة أو بالأحرى إذا تحلى ببعض العقلانية النابعة من الفطرة الإنسانية فحسب.

مقارنة بسيطة بين التعامل الأمني الأمريكي مع متهمين بل معترفين بقتل آلاف المدنيين في هجمات الحادي عشر من سبتمبر الشهيرة، وكيف تعامل الجهاز الأمني مع المتورطين وليس فقط متهمين، مع القفز أيضًا عن جدلية واقعية تدبير الحادث من تمسرحه، فإن تعاملاً متناقضًا تمامًا بدا أكثر عقلانية بمقياس القوانين الحاكمة لعالمنا.

إذا تعاملنا مع قصة زكريا موسوي الذي يقضي عقوبة السجن مدى الحياة في السجون الأمريكية، لتورطه في التخطيط لهجمات 11 سبتمبر، وكيف تعاملت أجهزة الأمن معه سواء خلال عمليات ضبطه أو أثناء مكوثه في السجون الأمريكية، نكتشف الفارق بين تعاملين أمنيين، الأول غربي لا يُبالي بحياة إنسان فضلا عن كونه متهمًا، وبين الثاني الشرقي الذي يتعامل مع من لا يزال متهمًا ومن المفترض يقدس روح البشر بغض النظر عن ملابسات فكره السياسي.

أصغر موظف في المخابرات الأمريكية يعرف جيدًا من هو زكريا موسوي ودوره التحضيري للهجمات التي قتلت آلاف الأمريكيين، وفي 16 أغسطس عام 2001، ألقي القبض على زكريا موسوى بولاية مينيسوتا من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي.

من الناحية القانونية والشكلية وكافة النواحي المعقولة وغير المعقولة، فإن رجلاً خطط لتلك الهجمات وصرخات ذوي الضحايا كانت كفيلة لأن يخرج ضابطً أميركي سلاحه من جنبه ويشفي غليل الأمريكيين ولن يلومه أحد، ولن يشك أحد في أن أحد أعضاء تنظيم القاعدة منزوع السلاح حين هاجمته القوات.

لكنَّ ذلك لم يحدث ولا يزال موسوي وغيره من أعضاء القاعدة في السجون الأمريكية يقضون عقوبة السجن على مقتل حوالي 3 آلاف شخص، وهو بالمناسبة لا يعني أن الجهاز الأمني الأمريكي يمتاز بالمثالية والفضيلة بقدر ما هو نوع من الخشية أو التخوف من مراقبة دولية أو مساءلة حقوقية أو اعتبارات أخرى ربما يكون جزء منها أمنيًا.

في المقابل، فإن أجهزة الأمن المصرية لم تُبال بما سبق وضربت بما يُعتقد أو لا يُعتقد من مراقبة دولية على أفعالها، وتقوم بجرائم تصفية بحق معارضين، فيما تعتبر أجهزة الشرطة وحدها هي من تصدق رواية تبادل إطلاق النار!


  • 3

   نشر في 04 أكتوبر 2016  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا