تلك الساعة الذهبية التي التفت حول معصمها الأيسر .. كانت عقاربها قد توقفت منذ شهور عديدة لكنها لم تكن تدرك أن الدقائق التي كانت ترتسم فوق وريدها بانتظام ورتابة قد فارقت الحياة
من الصعب جدا ألا تدرك الوقت
من الصعب أن تعيش في أحلام يقظتك حتى تدمنها فتصبح هي الواقع لا الوقت الذي تعيش فيه .. تلك الأحلام اللازوردية التي توقظ فيها الأموات و تقتل الأحياء .. تلك الحياة التي تسيرها انت كما تبتغي وليس الوقت من يحكم فيها بالبقاء أو الرحيل ..
والأصعب من ذلك كله الأمل اليائس .. أن تدفن آخر ما تبقى لك من أمنيات في غياهب الشوق .. أن يصبح حلم اللقاء كأمنية أن تعود دميتك التي 1ال1احترقت في فناء الدار وأن تعود أنت ذلك الطفل الذي كان يطير كعصفور ويحلق بعيدا في كل مرة يغلق عينيه .. لأنه كان يدرك في صميم نفسه بأنه لاشيء مستحيل في عالم الأحلام..
صدقني بأنه لا شيء يتعلق بنا .. فما نحن إلا روحين سكنتا ذات يوم نفس المدى واتخذتا ذات السبيل في درب الفراق حتى وقع النسيان وطغت القسوة على الحنين في البعد ..
تقول ثم تنظر إلى ساعتها المتوقفة .. تخلعها برفق من يديها ثم تمددها على الطاولة أمامها .. تتنهد كأنها أدركت أن توقف الساعة كان إشارة أخيرة لها ... ببساطة الجواب الشافي عن تساؤل هل إن كان سيعود أم لا ..
توقفت لبرهة عن الحلم .. فماتت وملامح الخيبة تعتلي وجهها الساكن .. بقيت ابتسامة الأنتظار معلقة بين الحياة والموت .. وبلا وداع ولا حتى وصية رحلت معاتبة الوقت على أنه لم يكن يوما كفيلا بالنسيان ولا حتى أنه حقق الحلم فلماذا خدعوها عندما قالوا لها بأن الوقت يداوي أعظم جرح وما كان من الوقت سوى بأن حطم أملها وحطم ذاتها في ذلك اليوم عندماالذي أدركت فيه بأن الشوق يحتضر يوما لن يعيعويعيقع يحتضر وبأنه إليها لن يعود .