تصعد الى الأسفل،تسقط إلى أعلى،تترنح كشراب بأسفل زجاجة،كلعبة تلعبها طفلة بالحضانة لكن الطفلة كبرت واللعبة أمست حضارة،فرحها منهك وبأسها متعب....
مغتربة الوجهة،ضائعة المسعى تتوقف في نفق تنتظر القطار...
مصباح النفق يضيء أفكارها السوداء ويبقي على ترسبات من الأقدار حتى تنوح في المساء...
مرارة...!تشعر بالمرارة يباغتها ضوء من أخر النفق و تسرع عجوز بنحت الأفق يفزعها الأمل المنجرح،يبكيها النور في أخر النفق يباغتها الأمر وكأنها لم تكن ويبعث في لهيب حزنها شرارة...
تهتز الأرض تحتها بفعل كتلة الحديد القادمة،هذه السكك الصدئة المهترئة المتمردة من أفكارها المتصدعة من أحلامها تريد ان تنتقم لن تتحمل بعد اليوم ضجيج قطار جامح منفلت تدفعه نحوها بتهجم... المصابيح ستنطفئ و ستهرب هذا المساء ليس إلى السماء بل نحو أرض قحطاء ،صحراء تملؤها نجوم فرت من المساء هربت من غربة الفجر نحو اغتصاب الوعد...
كلما إقترب يوم العهد تكلف نفسها لحظة سكون خرساء،ازيز اللحم والشواء،تفضخ الرؤوس ودما محفوظا بالكؤوس وبعض من الشرارة،
نيرانها جامحة في نفق يحتوي ما لا تحتمل ستلقي بنفسها تحت هذا القطار...!!ستحاول بذلك إخماد هذا الحريق! لكن يخذلها هذا الجسد و يتوقف هذا القطار.....مشهد من حياتها المحكوم عليها سلفا بالإنتهاء !
كل ليلة تركض الى غرفتها تحتمي بغطاء جدتها،تختبئ خلف خزانتها،تشعل تسعة عشر شمعة،تضغط بإرتجاف يديها على جموح طليق...شعور مكتوم...هذا ما لم تكن يوما ولن تكون !تنادي في جوف صدرها«أيتها النفس البائسة!إرجعي إلى جسدك،إرجعي إلى قبرك،إرجعي الى ربك..»
أين فتاة الحظانة والأرجوحة الدوارة...؟
تستغيث بأخرى معدمة بحبل مشنقة يمسك طرفاه جمع من الزبانية.
التعليقات
بالتوفيق.