أعتقد أن أصعب شئ يمكن لأي شئ يعقل البدء به هو الادراك . مفهوم الادراك بالنسبة لي وبالنسبة للبعض هو ما يسمي مراجعة كل الاراء ونقدها وابداء الأقرب للميل العقلي أو الروحاني عند البعض . ولكن عندما تفعل ذلك فستجد نفسك في صراع مع كل ما ورثته منذ أسلافك القدماء الا الاشياء التي لا يمكن التحكم بها حسيا . مثل الأفكار المسلم بها والشكل المجتمعي والديني والسياسي . فالغالبية تناقلوا هذه الأشياء كفكرة وراثية لا أكثر دون بحث عميق أو بحث صادق .! حتي ان بعض الحركات والانفعالات عند الغضب أو الفرح أو الضحك قد تجدها شبيهة لمن تربيت علي يديهم خصوصا اذا أرتبط بهم بشكل عاطفي . في المضمون عندما تبدأ بقلب كل هذه الموازين للبحث عن حقيقة ما فالموضوع ليس بالهين . فأنت تبدأ حرفيا من الصفر وتصبح ورقة بيضاء خالية من كل شئ . وهنا يكمن دور من سيطبع علي هذه الورقة البيضاء ويغير مكنونها للأبد . فأنا أري أن هذه الأشياء عندما تحصل بهذا الشكل اذا نظرنا للموضوع من خارج الاطار فسنحس أنها لا يمكن تقريرها في الحقيقة . لست أنت من أخترت أي فترة زمنية تقبع بها فتكون تحت يدك بعض الأراء التي تميل لعقلك في هذا الزمن , لست أنت أيضا من أخترت من ستكب عليه ليكتب لك هذه الورقة البيضاء . من أجل كل هذا بدأت فكرة الشك الأعظم التي أسميها . " الشك في كل شئ" . التي تري الأشياء بأعين مختلفة ولكن مع محاولة البعد عن التمايل لأحدها مخافة الخطأ أو اتباع الغير صحيح . تصمت لأنك تشك في الكلام . وتتكلم لأنك تشك في الصمت .! تصل لمرحلة تجعلك تبدأ بمحو نفسك عن الوجود . محو كل شئ عندك حتي قد تصل للمشاعر .!! ولكن في النهاية يجب أن تختار شئ حتي تبني عليه مطلق حياتك . شخصيا حاولت تبرير نسبية الحقيقة في العديد من المرات وأن الحقيقة هي النسبية ولكن بلا جدوي وبلا دليل مقنع تام تبني عليه هذه النظرية . فهنا تختار شئ ما لتبني عليه . ولكن سيكون مختلف عن العامة . فليس بعد كل هذا تختار أي شئ بهذه السذاجة , تختار الأقرب لما تظنه الحق أو علي الأقل ما يبني لك ما تريده سليما . في نهاية مقالتي الأولي هنا التي لا أعلم صدقا من سيقرأها أو اذا قرأت من شخص غير كاتبها أصلا ولكنها ساعدتني علي تخطي شئ . وبنظرة عامة علي مضمونها علي رؤية النهاية القادمة من بعيد لا محالة . . .
-
Baselحزين لأني لم أعد أفهم السعادة ..