وردة حمراء كانت وحدها في تلك المزهرية البيضاء ذات الخزف الصيني ، شعرت الوردة بالوحدة وببرودة الشتاء والليل ، لم تجد حولها من يمنحها ضمة دفء الحب الإنساني ، لم تكن فقط تشعر بالوحدة بل بالحزن أيضا فالوحدة هدوء وسكون قاتل يجعل الفكر يتخيل أشياء حوله من شدة بحثه على حس الانس والصحبة إلا إن كان يشغل فكره بالتسبيح والتهليل ، لم تشعر الحمراء بأنها تغير من شأن منظر المكتب شيئا فوحدا نيتها كانت تشعرها بالضعف والانكسار والتعب ، فهي في المساء تريد ان تلقي بجسدها على اكتاف الحبيب ولكن ما من محب فوجودها في الاناء وحيدة يزيد من وحشتها ، في مكتب المدير كانت هناك ازهار متفرقة أيضا ، كانت ازهار المدير تشعر بالفرحة اكثر فهي اكثر تجمعا وعددا ، فكانت تتمكن من ان تتحدث مع بعضها وتستأنس بأفكار افراد المجموعة ، الوردة الحمراء كانت تريد ان تغير من حالها ولكنها كانت لا تستطيع الحراك فارض المزهرية صلبة وكانت عنايتها قليلة فصاحبة الوردة هي أيضا تشعر بالوحدة وبرودة الحب والصحبة ، رغم الوحدة إلا ان الوردة الوحيدة كانت لا تزال تتأثر بصاحبة المكتب أيضا ، ترجوا ان تجدا روحا تعيد لها أنفاسها الحيوية ، فقلب الإنسان الخاوي من الحب او صاحب الحب يبقى ضعيفا حائرا باحثا بين الشخوص اين انت يا من تسعد قلبي وتثير روح الحب فيا ، في المساء كانت صاحبة المكتب تضع الوردة خارج النافذة لتبث انفاس الحزن خارجا قبيل مغادرة المكتب وعند انتهاء الدوام الروتيني، في النهار تعيدها الى المكتب ، بعض ازهار المدير كان يحسد الوردة الحمراء لأنها وحدها تلقى العناية والاهتمام الخاص من صاحبتها كونها الوحيدة في منطقتها ، اما زهرات المدير فهي كثيرة وكل مدة يتم تغيرها مع قدوم الزائرين الجدد ، بحيث يتم استبدال ازهار الماضي بالشابة اليافعة المثيرة الرائحة كثيرة الوهج ، تمنت الوردة الحمراء لو انه سيتم عقد اجتماع للأزهار والورود حتى تجتمع مع الاخرين وتشكل الربيع ، إلا ان الاماني لا تأتي بالواقع . . س ا وب ا ا لا أ إ أ أ وأ إ . اول كتاباتي فضل من الله .
-
محمود بشارة1- سورة الفاتحة = الْــــــــــــــــــــحَـــــــــمْــــــــــــــــدُ لِـــــــــــــــــــــــلَّـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــهِ رَبِّ الْـــــــعَـــــالَـــــــــــمِـــــــيـــــــــ ...
التعليقات
راقت لى قصتك..معانيها خفية متعددة...لا تخلو من الموعظة.
واعجبني فكرة أنه ليس بكثرة الصحبة ( كما زهرات المدير فهي كثيرة) لكن العبرة بالمضمون
دوما ... متألق اخي الكريم محمود...
اعجبتني تلك الورود
استمرر وإلى الاماما دائما
اخي الفاضل……….
حقاً تستحق التقدير على هذا المجهود الرائع والكبير
موضوع جميل جداً استمتعت به
ننتظر منك المزيد من الابداع
اتمنى لك السعاده والتوفيق..