ابنةٌ السراب ..
مـلـكــت فـؤادي عنـــد أول نظــرة، كــمـــا صـادَ عُــذْريّـاً أَغَــنُّ رَبـيــبُ [شعر]
نشر في 10 نونبر 2019 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
قال صديقي:
أقبلت من بعيدٍ تتهادى تخطر في مشيتها.
كأنها السحابة إذا أقبلت، تمشي الهوينا، ترفع رجلًا وما تكاد تضع الأخرى لفرط امتلائها.
تُقلّب بصرها، كأنما تريد عامدة أن تختلب القلوب.
وفعلت!.
ولو صاغ الله الأنوثة في أبهى أشكالها، وأحلى صورها، لكانت هي الأنوثة بعينها.
أنفها دق واستقام، وجفنيها تهدلا وانتظما، ومحجري عينيها تباعدا، وبؤبؤها انتظم في عين جميلة واسعة، وخديها امتلاءًا نضارة وإشراقًا.
ولو أردت أن تصفها لوصفت شيئًا لا يُوصف، ولو أردت أن تُخبر عنها لأخبرتَ بما لا يُعقل.
فلو كان للجنون مع الجمال والأنوثة وصف مجتمع لكانت هي.
رأتني وأشاحت عني الطرف، كأنما رأتني دونها فلم ترني شيئًا، كأنما تقول لي: يا هذا أنت لست ندًا لي، فالقمران للقمران، ولا أرى قمرًا.
والشبيهان لبعضيهما ولا أرى شبيهًا، والمثيلين لمثليهما ولا أرى مثيلًا، فدونك غيري، فلست منك، ولست مني.
قال _صديقي_ وهو يحبس أنفاسه: ثم أدبرت، ولم أرها في حياتي غير تلك المرة.
قال وهو يحدثني يكاد لفرط شوقه تختلف أضلاعه: لقد أحببتها، فهل تصدق حبًا يكون من نظرة واحدة!
فيا لتعاستي _لهذا الحب العجيب_ ، ويا لشؤم حظي!