حول كتاب سعاد حسني .. أسرار الجريمة الخفية
تعليق وتقييم
نشر في 02 يناير 2017 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
بمجرد شراء الكتاب الذي لم أتردد لحظة في اقتنائه، لخبرتي الطويلة فى عالم القراءة والكتب ولرصدي دائما لجديد هذا العالم، أشارك معكم مراجعتي له. فالكتاب ذو ال600 صفحة التصقت به يدي و لم أستطع تركه حتى أنهيته فى ليلة واحدة. وذلك ليقيني بأن هذا الكتاب لن يحوي فقط المثير المشوق بل سيكون بين طياته أيضا نفس جديد من الوفاء والجدية والإخلاص، ما يحرك المشاعر ويشعرك بأن الدنيا مازال بها خير.
صار من العادي جدا كما تعودنا نحن معشر العرب أن نعرف حقائق جديرة بالتسجيل والتوثيق، ولا نبالي بها ونتركها وننساها إما عن إهمال أو كسل أو لامبالاة، أو ظنا منا جهلا أنها لا تفيد ولا داعي لإثارة ما تم نسيانه. ويكتفي الفرد منا بمعرفة الحقيقة ولا يريد سرد تفاصيلها للغير او لأجيال قادمة.
كانت هذه المرأة الشجاعة الذكية الثكلى على أختها سعاد حسني ، التي لم تشعر يوما بالراحة لشعورها بعدم معرفة الناس حقيقة صورة ومقتل أختها. والتي لم تهدأ حتى أصدرت هذا الكتاب بهذا الترتيب والتفصيل المهم جدا حتى أراحت ضميرها. لم تترك شيئا فعلته إلا دونته ونقحته من ركام الزيف والتضليل الإعلامي، حتى خرج إلينا فى حلة بهية تنم عن جهد شاق وبحث جاد وحزن عميق يجب أن يتنفس عنه للناس. هذا برغم مرور 15 عام على مقتل أختها سعاد وبرغم حرب ضروس عليها من جانب أعداء صدور الكتاب أو الحقيقة وهذا جانب لا يستهان به.
وبرغم أنه يتناول قضية شخصية، إلا أنها فى نفس الوقت قضية عامة تهم كل من يعيش على أرض الوطن. وإن كان من كلمة حول الكتاب بغض النظر عن قضيته فهو يدشن ويؤسس لمرحلة جديدة من نوعية تلك الكتب التى ملأت الدنيا حولنا ولم تطرق يوما ديارنا. فنحن نعرف ان هناك آلاف الكتب الغربية التى فتحت ملفات حوادث غربية حدثت فى قرون غابرة للتحليل وإظهار التفاصيل والدراسة من جديد، لحق الأجيال القادمة في معرفة الحقائق، أما نحن نغلق ملفاتنا ونحظر الكلام عنها.
فكم من ظلم وقع على أشخاص رحلوا لم يجدوا من يدافع عنهم ويزيل ضباب التشويه والتزييف حولهم، فلو أن كل واحد منا فعل مثل مافعلت شقيقة السندريلا سعاد حسني وخلد تفاصيل ذلك فى كتاب عله ينفع من بعده، فقد فعل شيئا عظيما نشكره عليه وإن لم يكن بيديه إلا هذا فكفى.
يسرى محمود السيد
الاثنين 2/1/2017