تحت ظل العرش 7 - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

تحت ظل العرش 7

وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ۚ

  نشر في 10 ماي 2018  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

فيا فرحة العُبيدِ إذا ما ناديتَ أي فُل .. هذا يوم المزيدِ ، فتكشفُ الحجب و أرى معبودي 


اعلم يا رحمني الله و إياك ، أن الله عز و جل ينادي في أهل الجنة يوم القيام ، و قد سكنوا إلى أزواجهم و هم في شغل فاكهين في جناتهم : يا أهل الجنة ، هل رضيتُم ؟ فيجيبون جميعا : و ما لنا لا نرضى يا ربنا ، و قد بيضت وجوهنا ، و رضيت عنا ، و أنجيتنا من النار و ثقلت موازيننا ، فيقول المليك و هم لا يرونه : هذا يوم المزيد ! سلوني ، فلا يجيبون ، فيقول لهم سلوني يا أهل الجنة ، فيجيبون بصوت رجل واحد : أرنا وجهك ننظر إليك ! فيكشف المليك الحجب ، فيرون وجهه الكريم ، جل جلال ربي عن الشبيه و الند و الولد ، جل جلالُ الملك عن النقص و الصنو و الشريك ، فما أعطوا نعيما أكبر من رؤيتهم وجه ربهم الكريم ، هذا المعبود الخالق العظيم .

اعلم يا رحمني الله و إياك ، أن من يتخذ المليك وكيلا في الدنيا ، فقد كُفي ، كُفي شر الشرك ، و الخوف و القلق ، فيعلم العبد ، أن الله حسبه ، و أن وكيله سينجيه ، و يخرجه من كل كرب ، و أنه تعالى قادر على صد كل من يحاول الكيد له ، أو ظلمه أو الحيف عليه ، حينما تقتنع و نفسك أن الله عز و جل ، هو مدير حياتك ، يطمئن قلبك ، و تسكن جوارحك ، حينما تعلم أن معبودا لا شريك له ، هو الذي يقدر لك كل خطواتك ، و يبني لك مستقبلك ، تطمئن من كل قلبك ، أن أمرك كله لك خير ، حتى ما تراه الآن شرا ، هو في الحقيقة خير من حكيم عليم .

و لنا في سيرة الصحابة و السلف  مجدٌ ...


عن أبي حازم سلمة بن دينار قال: "وجدت الدنيا شيئين: فشيء هو لي، وشيء لغيري، فأما ما كان لي: فلو طلبته قبل أجله لم أقدر عليه، وأما الذي هو لغيري فلم أصبه فيما مضى، ولا أرجوه فيما بقي، إن رزقي يُمنع من غيري، كما يُمنع رزقي غيري مني، ففي أي هذين أفني عمري؟".

وقيل له: ما مالُك؟ فقال: "ثقتي بالله، وإياسي مما في أيدي الناس"

{وتوكل على الحي الذي لا يموت وسبح بحمده وكفى به بذنوب عباده خبيرا}

انظر يا رحمني الله و إياك إلى هذه الآية ، أخبرك أنهُ لا يموتُ و أن جميع خلقه يموتون، ثم أمرك بعبادته ، و أردفها بقوله {وكفى به بذنوب عباده خبيرا} أي أنه خبير بصير بما تعمل و ما تدع ، بما تبطش يدك و أين تمشي رجلاك ، بكل اختصار هو خلقك و يعلم ما ينفعك و ما يضرك ! و اعلم يا رحمني الله و إياك أن لكل متوكل مقامه ، فمتوكل على نفسه ، و متوكل على لسانه ، و متوكل على سيفه، ومتوكل على سلطانه، ومتوكل على الله، فأما المتوكل على الله عزوجل فقد وجد الراحة التامة ، فلا يحتاج إلى نفسه ، و لا إلى لسانه ، و سيفُهُ بيد وكيله لا يحركه إلا بأمره ، و يتركُ سلطانه لأنه يعلم أن لا أحد من سلطانه يملك له نفعا و لا ضرا إلا إذا قدر وكيله ذلك ، فانظر يا رحمني الله و إياك السرور الذي فيه المتوكل على الله يعيش .. إي و الله ، إنها الحياة الطيبة التي وعد الله عز و جل عباده المخلصين في الدنيا ! 

اعلم يا رحمني الله و إياك ، أن التوكل هو صدق اعتماد القلب على الله عز وجل في استجلاب المصالح، ودفع المضار من أمور الدنيا والآخرة كلها، أن تعتقد يقينا ، أن لا أحد من الخلق سيقدر عليك إذا لم يسلطهم الله عليك ، و أن لا أذى سيصيبك ، حتى لو اجتمع الثقلان على ضرك و الكيد لك .

 عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنه ذكر رجلاً من بني إسرائيل سأل بعض بني إسرائيل أن يسلفه ألف دينار، فقال: ائتني بالشهداء أشهدهم، فقال: كفى بالله شهيداً، قال: فائتني بالكفيل، قال: كفى بالله كفيلاً، قال: صدقت، فدفعها إليه على أجل مسمى -فدفع إليه الألف دينار على أجل مسمى- فخرج في البحر فقضى حاجته، ثم التمس مركباً يركبها ليقدم عليه للأجل الذي أجَّله، فلم يجد مركباً، فأخذ خشبة فنقرها، فأدخل فيها ألف دينار وصحيفة منه إلى صاحبه، ثم زجج موضعها، ثم أتى بها إلى البحر، فقال: اللهم إنك تعلم أني كنت تسلفتُ من فلانٍ ألف دينارٍ فسألني كفيلاً فقلت: كفى بالله كفيلاً، فرضي بك، وسألني شهيداً فقلت: كفى بالله شهيداً، فرضي بذلك، وإني جَهَدْتُ أن أجد مركباً أبعث إليه الذي له فلم أقدر، وإني استودعكها، فرمى بها في البحر حتى ولجت فيه، ثم انصرف وهو في ذلك -يعني: مع هذا الإجراء- يلتمس مركباً يخرج إلى بلده، فخرج الرجل الذي كان أسلفه -على حسب الموعد- ينظر لعل مركباً قد جاء بماله، فإذا بالخشبة التي فيها المال فأخذها لأهله حطباً، فلما نشرها وجد المال والصحيفة، ثم قَدِم الذي كان أسلفه، فأتى بالألف دينار -أخرى- فقال: والله ما زلتُ جاهداً في طلب مركبٍ لآتيك بمالك، فما وجدت مركباً قبل الذي أتيت فيه، قال: هل كنت بعثت إليَّ بشيء؟ قال: أخبرك أني لم أجد مركباً قبل الذي جئتُ فيه، قال: فإن الله قد أدَّى عنك الذي بعثتَ في الخشبة فانصرف بالألف الدينار راشداً)

لا تنسني من دعاء بظهر الغيب


 و اعلم أني دائما في الله أحبك .. أنت يا نعم الرفيق و نعم المتابع 


مهدي يعقوب




  • يعقوب مهدي
    اشتغل في مجال نُظم المعلومات .. و اعشق التصوير و الكتابة
   نشر في 10 ماي 2018  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم













عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا